أعلن سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، عن توقيع اتفاقية إعلان نوايا لإقامة حوار استراتيجي بين دولة قطر والجمهورية الفرنسية الصديقة، بما يشكل نقلة نوعية للشراكة الاستراتيجية المتميزة بين البلدين. وقال سعادته في مؤتمر صحفي مشترك عقده هنا اليوم مع سعادة السيد جان إيف لودريان وزير أوروبا والشؤون الخارجية بالجمهورية الفرنسية، إن النهج المشترك والراسخ في العلاقات بين قطر وفرنسا يدعو إلى اتخاذ خطوات بناءة في هذه العلاقة، حيث تم التوقيع اليوم على إعلان نوايا لإقامة الحوار الاستراتيجي بين البلدين والذي سيشكل نقلة نوعية للشراكة الاستراتيجية بين الدوحة وباريس. وأضاف سعادته أن الاتفاق يشمل مجالات عديدة كالدفاع والأمن والصحة والتعليم والثقافة والرياضة والاقتصاد والاستثمار ومكافحة الارهاب ومتابعة تطورات العلاقة بين البلدين ومتابعة تنفيذ الاتفاقيات فيما بينهما. وأعرب سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، عن تطلعه لأن يكون هذا الحوار رافدا هاما لكافة آليات التعاون الثنائي القائمة بين البلدين حاليا، وأن يفتح آفاقا واسعة لتعزيز علاقات التعاون بين دولة قطر والجمهورية الفرنسية. وأوضح سعادته أن الحوار الاستراتيجي بين قطر وفرنسا يقوم على أسس قوية جدا، وأن استراتيجية الحوار ستخلق الأرضية المناسبة الآن للتنسيق والعمل، خاصة على مستوى بناء شراكة وعبر رؤية استراتيجية تجمع بين البلدين. وأضاف أن هذا الحوار الاستراتيجي يفتح آفاقا جديدة وقوية جدا للتعاون في قطاعات متعددة مثل مجالات الأمن والدفاع والطاقة والاقتصاد وغيرها من القطاعات التي تهم البلدين، مشددا على أن الحكومة القطرية تقدر جدا علاقة الشراكة بين قطر وفرنسا وتعمل على دعمها دوما. وأشار سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، إلى أن سعادة السيد جان إيف لودريان أجرى مباحثات إيجابية جدا في الدوحة، حيث تشرف باستقبال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى له اليوم، وتم بحث علاقات الصداقة التاريخية بين البلدين، إلى جانب مناقشات حول القضايا الإقليمية في المنطقة. كما لفت إلى مباحثاته مع الوزير الفرنسي والتي سادها جو من الشفافية وتبادل وجهات النظر حول كافة قضايا التعاون الاستراتيجي بين البلدين، سواء في مجال الدفاع أو في المجال الاقتصادي والشراكات الاقتصادية والثقافية، فضلا عن تبادل الآراء حول القضايا الاقليمية خصوصا الأزمة الخليجية والقضية الفلسطينية وسوريا وسبل مواجهة ظاهرة الإرهاب. من جانبه عبر سعادة السيد جان إيف لودريان في بداية حديثة بالمؤتمر الصحفي، عن تهنئته لقطر بمناسبة فوز منتخب قطر لكرة القدم بكأس آسيا مؤخرا، وقال "إن فريق العنابي قدم مباريات رائعة وممتازة ولذلك فإن فوز المنتخب القطري بكأس آسيا يعد مصدر اعتزاز وطني لقطر، وهو يبشر بالخير لكأس العالم لكرة القدم بقطر في العام 2022". وأكد في هذا الإطار دعم بلاده لاستضافة دولة قطر لكأس العالم في 2022، وقال إن كرة القدم هي من أجمل الجوانب الحماسية التي تجمع الشعبين القطري والفرنسي. وشدد سعادة وزير الشؤون الخارجية الفرنسي، على أهمية إطلاق حوار استراتيجي بين قطر وفرنسا، وقال إن المصالح المشتركة بين البلدين مهدت لإقامة حوار استراتيجي ثنائي على صعيد واسع ويستمر بشكل منتظم. وأشار إلى أن الحوار سيركز على عدة جوانب، منها الوصول إلى حل سياسي في ليبيا يؤدي الى انتخابات تسمح بإعادة الاستقرار فيها، وهو ما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة، إلى جانب معايير الخروج من الأزمة السورية وهو ما يتحقق عن طريق وضع دستور وإجراء انتخابات يشارك فيها كل السوريين وإيجاد بيئة محايدة لكي لا يكون السيناريو مكتوبا مسبقا، وبدون ذلك لن يكون هناك نصر مستدام ضد داعش ولا عودة اللاجئين ولا أمن للدول المجاورة. وأضاف بأن الحوار الاستراتيجي يتناول أيضا دعم سيادة واستقرار الدول التي عصفت بها الأزمات مثل لبنان والعراق، فضلا عن الوضع في الاراضي الفلسطينية وخاصة غزة، حيث يتطلب الوضع عملا حاسما من المجتمع الدولي لإيجاد حل الدولتين اللتين تعيشان جنبا إلى جنب بسلام وأمان في إطار حدود معترف بها، وتكون القدس عاصمة للدولتين. وتحدث سعادته عن أهمية العلاقات القطرية الفرنسية ومدى التعاون بين البلدين في كافة المجالات التي تشمل الدفاع والأمن والاقتصاد والطاقة والثقافة.. مشيرا إلى تسلم قطر مؤخرا أول طائرة رافال فرنسية مقاتلة في مدينة بوردو الفرنسية، بحضور سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع، ليذكر بالشراكة المتينة بين البلدين في مجال الدفاع والامن. وقال إن تزايد عدد التهديدات والأزمات في الشرق الأوسط وفي أماكن أخرى يبين أهمية التعاون الأمني والدفاعي بين البلدين وبشكل خاص مكافحة الإرهاب وتمويله والايديولوجية التي تغذيه. وأكد انه بالإضافة إلى ذلك فإن الحوار الاستراتيجي سوف يطور علاقات التعاون بين البلدين في كافة المجالات ومنها الثقافة والفرانكفونية.. مشيرا إلى أن دولة رئيس وزراء فرنسا سيشارك خلال شهر مارس المقبل في مراسم افتتاح متحف قطر الوطني في الدوحة. كما أشار إلى أهمية علاقات التعاون الاقتصادي بين البلدين، وقال إن فرنسا والشركات الفرنسية تريد مواكبة الاقتصاد القطري في تعزيز استقلاله وتطوير الاستثمارات القطرية المنتجة في فرنسا، إلى جانب القطاع الرياضي وخاصة في التحضير لمونديال 2022 بقطر. ومن ناحية أخرى أكد سعادة وزير الشؤون الخارجية الفرنسي، أن موقف بلاده من التدابير التي اتخذتها عدد من الدول المجاورة لقطر بحق دولة قطر يدعو إلى حل هذا الموضوع بالحوار بين البلدان.. مشددا على أن الشعوب يجب ألا تدفع ثمنا لخلافات الدول.;
مشاركة :