صورةُ إيلان وهو مسجّى على بطنه فوق رمال شاطئ بودروم جنوب غرب تركيا، كانت صرخةً مدوّية طرقت أسماع العالم من أدناه إلى أقصاه، صرخة حملت الكثير من حكايا الحروب.. "إيلان"، هذا الطفل كان رمزاً لضحايا الحروب، والآن أصبح رمزاً لمآسي المهاجرين وآلامهم وذلك بعد أن تم إطلاق اسمه يوم أمس الأحد على سفينة إنقاذ ألمانية تعمل في البحر المتوسط، تلك السفينة التي كان يُطلق عليها اسم "البروفسور البيرخت بينك". عبد الله كردي، والد الطفل إيلان، وشقيقته تيما كردي شاركا في حفل إعادة تسمية السفينة في بالما دي مايوركا الإسبانية والذي نظمته منظمة "سي اي" الألمانية غير الحكومية التي تدير السفينة. يقول والد إيلان: "نحن سعداء بأن سفينة إنقاذ ألمانية ستحمل اسم ابننا (إيلان) يجب أن تبقى ذكرى ابننا خالدة، إن الحزن على فقدان زوجتي وأولادي يشاركنا فيه الكثيرون، وهذا عزاءٌ لنا". عائلة إيلان كانت نزحت من كوباني إلى دمشق، ثم انتقلت إلى إدلب، لكن تدهور الوضع الأمني هناك اضطرهم للعودة إلى كوباني، وما لبث تنظيم داعش أن شن هجوما على كوباني اضطرت أمامه العائلة المكونة من أربعة أفراد إلى الفرار باتجاه تركيا، وبعدها بدأت فكرة اللجوء بعيدا تراود عبد الله كردي والد الطفل إيلان.. كان الطفل إيلان ضمن مجموعة تتكون من 23 شخصا استقلوا قاربين انطلقا منفصلين من منطقة أكيارلار في شبه جزيرة بودروم جنوب تركيا في اتجاه جزيرة كوس اليونانية، وقُتل غرقا من هؤلاء أكثر من 12 لاجئا وأنقذ 7 آخرون، وكان من بين القتلى إيلان وشقيقه غالب وأمهما ريحان. لا ريب أنه قصة إيلان ستكرر مئات بل آلاف المرات، طالما أن هناك حروباً وفقراً وظلماً يتهدد حياة البشر، ويذكر في هذا السياق أن تقريراً للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أكد أن 2262 شخصاً ماتوا أو فُقدوا خلال محاولتهم عبور المتوسط في العام 2018. للمزيد في "يورونيوز": الطفل أيلان،يحرك أزمات المهاجرين الفارين من الحروب مصرع الطفل إيلان الكردي يشعل مواقع التواصل الإجتماعي مرور عام على صورة جثة أيلان والمتوسط لا يزال مقبرة مفتوحة
مشاركة :