وضعت مؤسسة «فريدوم هاوس» الأميركية، السعودية في مؤخرة مؤشر الحريات بالعالم، بسبب ما تشهده المملكة من قمع لحرية التعبير، وحملات اعتقال تستهدف الناشطين والدعاة والمعارضين. وتذيّلت سوريا ترتيب الحريات ضمن قائمة «أسوأ الأسوأ» عالمياً تتبعها السعودية، وحافظت تونس على ترتيبها الأول عربياً على الرغم من تراجع معدل نقاطها إلى 69 نقطة في مؤشر دولي من 100 نقطة، وهي بذلك الدولة العربية الوحيدة التي تصنف مع أعتى ديمقراطيات العالم ضمن خانة الدول الحرة.وعلى الرغم من ذلك لم يغفل تقرير فريدوم هاوس ما وصفه بتقاعس السلطات التونسية عن إنشاء المحكمة الدستورية، وهو ما يؤثر سلباً في مبدأ استقلال القضاء. وعلى النقيض من وضع تونس تذيلت سوريا ترتيب الحريات ضمن قائمة الأسوأ عالمياً مع استمرار الحرب فيها، والانتهاكات المستمرة بمستويات عدة منذ اندلاع ثورة شعبية منتصف مارس 2011 طالبت برحيل نظام بشار الأسد، الذي قابلها بالقمع والقتل والتعذيب والتشريد. واشتركت السعودية والسودان والصومال في المرتبة قبل الأخيرة عربياً مصنفة ضمن خانة «أسوأ الأسوأ» عالمياً. وأشار تقرير «فريدوم هاوس» إلى أنه على الرغم من تخفيف السعودية الحظر الصارم على النساء في مسألة قيادة السيارات، فإن المملكة شددت قبضتها على الناشطات في مجال حقوق المرأة، إضافة إلى قمع حتى من اعتبرهم التقرير معارضين معتدلين. كما أشار تقرير الحريات إلى واقعة اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده باسطنبول، معتبراً أنها بددت صورة «الأمير المصلح» التي يصبو إليها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ومشيراً إلى أدلة متزايدة على أن ولي العهد أعطى بنفسه الأمر باغتيال خاشقجي. وذكر التقرير: «إن الدول الاستبدادية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا واصلت قمع المعارضة على مدى عام 2018.» وأشار إلى أن القمع السياسي اشتد في مصر، حيث أعيد انتخاب عبد الفتاح السيسي رئيساً بنسبة 97 % من مجموع الأصوات بعد أن اعتقلت قوات الأمن منافسيه تعسفياً. غير أن التقرير ذكر أن الانتخابات التي أجريت في العراق ولبنان العام الماضي قد تساعد على تحقيق الاستقرار في البلدين، وتمهد الطريق لشيء من التقدم في الحريات. وحذر تقرير «فريدوم هاوس» من انخفاض مستوى الحريات في العالم، محملاً المسؤولية في ذلك لقادة بعينهم كالرئيس الأميركي دونالد ترمب، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وخلال السنوات الـ 13 الأخيرة يواصل المعدل العالمي للحرية التراجع تباعاً، وذلك أمر اعتبرته مؤسسة فريدوم هاوس في تقريرها مثيراً للقلق، غير أن التدقيق في وضع الحريات وانحدارها المتواصل في بلدان العالم العربي تحديداً باستثناء تونس يثير أكثر من استفهام عن واقع الأنظمة السلطوية فيها مع استمرار الأزمات الداخلية والإقليمية على أكثر من صعيد.;
مشاركة :