روما - يعول روما الإيطالي على لاعب وسطه المهاجم الواعد نيكولا تسانيولو (19 عاما) لفك عقدته أمام بورتو البرتغالي عندما يستضيفه الثلاثاء على الملعب الأولمبي في العاصمة في ذهاب الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. والتقى الفريقان 4 مرات قاريا ففاز الفريق البرتغالي مرتين وتعادلا مرتين. وحرم بورتو فريق العاصمة الإيطالية بلوغ الدور ربع النهائي لمسابقة كأس الكؤوس الأوروبية، التي أدمجت لاحقا مع كأس الاتحاد، عام 1981 عندما تغلب عليه 2-0 في البرتغال قبل التعادل سلبا إيابا في روما. وتجدد الموعد بين الفريقين صيف 2016 في الدور الفاصل المؤهل لدور المجموعات لمسابقة دوري الأبطال، فانتزع روما التعادل من بورتو 1-1 ذهابا، لكنه خسر إيابا 0-3 في مباراة شهدت طرد قائده الحالي دانييلي دي روسي (39) ومدافعه البرازيلي إيمرسون بالميري (50). موهبة واعدة يعتبر تسانيولو أكثر الظواهر غير المتوقعة في كرة القدم الإيطالية: انتقل إلى صفوف فريق العاصمة الصيف الماضي في إطار صفقة انتقال لاعب وسط الأخير الدولي البلجيكي راديا ناينغولان إلى إنتر ميلان، لكنه حرق المراحل بسرعة ليفرض نفسه في سن التاسعة عشرة كأحد أبرز المواهب الواعدة في "الكالتشيو". مراوغة، تمويه جسدي، وتمويه جسدي آخر تلاعب من خلالها بمدافع ساسوولو جانمركو فيراري وحارس مرماه أندريا كونسيلي وطرحهما أرضا وتابع الكرة ساقطة ببرودة أعصاب داخل المرمى الخالي فألهب حماس جماهير ملعب "الأولمبيكو" التي بدأت ترى لمسة أسطورتها فرانشيسكو توتي في أسلوب لعب تسانيولو. قال عنه مدربه أوزيبيو دي فرانشسكو "هو مثل توتي، لاعب يتحدث قليلا ودائما ما يطلب الكرة (...) ذهنيا هو في مكان جيد حاليا، وأريد أن أستفيد الى أقصى حد من طاقته الشابة، رغبته، وتصميمه". كان تسانيولو شبه مجهول سابقا. برز اسمه لأول مرة عندما انتقل ناينغولان إلى إنتر ميلان. كانت قيمة عقد تسانيولو وقتها 4.5 ملايين يورو وأضيف إلى الصفقة في آخر لحظة حتى تكون الظروف المالية لرحيل الدولي البلجيكي أكثر قبولا لدى فريق العاصمة. في سن التاسعة عشرة، لم يكن قد سبق له اللعب في دوري الدرجة الأولى والخبرة الوحيدة التي كان يملكها لدى "المحترفين" حفنة من المباريات في دوري الدرجة الثانية مع فريق فيرتوس أنتيلا موسم 2016-2017.بعد ستة أشهر، ناينغولان يقدم أسوأ موسم في مسيرته الاحترافية في ميلانو وقيمة تسانيولو باتت توازي عشرة أضعاف ما كانت عليه في الصيف. وفي الوقت الذي كان يبدو أن روما سيعيره لفريق في الدرجة الثانية من أجل المزيد من الخبرة والاحتكاك، أبهر تسانيولو المدرب دي فرانشسكو والمدير الرياضي الإسباني مونشي منذ حصصه التدريبية الأولى. حتى أن دي فرانشسكو قرر في أيلول/سبتمبر إشراكه في أول اختبار كبير عندما دفع به أساسيا ضد ريال مدريد على ملعب سانتياغو برنابيو في الجولة الأولى من دور المجموعات الأوروبي، حتى قبل أن يكون قد خاض دقيقة في الدوري المحلي. بعدها بأسبوعين، تلقى تسانيولو دعوة من مدرب المنتخب الإيطالي روبرتو مانشيني للانضمام إلى تشكيلة موسعة من 30 لاعبا. برر مانشيني قراره بالقول "تسانيولو لعب المباراة النهائية لكأس أوروبا تحت 19 عاما. وفي سن التاسعة عشرة، إذا كنت قويا، يجب أن تلعب". أضاف "تابعناه في كأس أوروبا وأدركنا أنه قد يكون من لاعبي المستقبل. بعد ذلك كان دي فرانشسكو ذكيا بالاعتماد عليه. تطور بشكل سريع وربما لم يكن ذلك متوقعا. هو لاعب وسط حديث بمؤهلات بدنية وفنية". استفاد تسانيولو أيضا من الإصابات الكثيرة التي ضربت صفوف فريق العاصمة هذا الموسم، ففرض نفسه أساسيا بشغله مراكز عدة كصانع ألعاب رقم 10، رابط بين خطي الوسط والهجوم أو الجهة اليمنى للهجوم. قارنه مدربه السابق في فئة الشباب في إنتر ميلان ستيفانو فيكي، بالنجمين الإنكليزيين فرانك رامبارد وستيفن جيرار نظرا لمؤهلاته الفنية العالية. من جهته، يقول تسانيولو، الفارع الطول (1.89 متر) والقوي البنية (79 كلغ) ونجل إيغور، المهاجم السابق في الدرجتين الثانية والثالثة في إيطاليا، إنه يستلهم اللعب من نجم ميلان وريال مدريد ومنتخب البرازيل السابق كاكا. ولأنه لم يحصل حتى الآن على رخصة القيادة، ترافقه والدته كل صباح إلى مركز التدريبات في تريغوريا، وهو يتقاضى حتى الآن أكثر بقليل من حارس المرمى الثالث في النادي. لكن مونشي يعمل بالفعل على تمديد عقده. ويقول بشأنه "تسانيولو يساعد الفريق بشكل كبير، لكنه ليس الوحيد (...) لا زال يتطور ويحتاج الى أن يتم تركه بسلام، لأننا نتحدث عنه بشكل مكثف".
مشاركة :