أكد السفير خليل الذوادي الأمين العام المساعد للجامعة العربية رئيس قطاع الشؤون العربية والأمن القومي، أن قرار البرلمان العربي برفع اسم جمهورية السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، هو خطوة في الاتجاه الصحيح تتسق مع الإجماع العربي، الذي تجسده القمم الدورية لزعماء الأمة العربية، وآخرها «قمة القدس» التي عقدت في العام الماضي بمدينة الظهران، كما يتسق مع قرارات وتوجهات الأمانة العامة في جامعة الدول العربية. وأعرب السفير الذوادي عن اعتزازه بالمناقشات التي سبقت إصدار هذا البيان، وذلك خلال الجلسة المفتوحة التي عقدت يوم أمس الأول ضمن فعاليات مؤتمر القيادات رفيعة المستوى، والتي عكست إجماعا في الرؤى من المشاركين على ضرورة مساندة جمهورية السودان للخروج من الأزمات والمشكلات التي تمر بها بسبب إدراجها في قائمة الدول الراعية للإرهاب، فلاشك أن استقرار السودان من استقرار المنطقة العربية بأسرها. وشدد السفير خليل الذوادي الأمين العام المساعد للجامعة العربية، على أن هذه الخطوة من قبل البرلمان العربي كانت محل مساندة وتأييد السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، والذي وجه كلمة إلى المؤتمر تشرفت بإلقائها نيابة عنه بسبب حضوره القمة الإفريقية في أديس أبابا، إذ أكد الأمين العام أن العلاقات بين جمهورية السودان والولايات المتحدة الأمريكية، مرت بتوترات كبيرة على مدار ثلاثة عقود كان على أثرها أن أدرجت الولايات المتحدة السودان على اللائحة الأمريكية للإرهاب وفرضت عام 1997 عقوبات اقتصادية وتجارية كاملة عليه. وهو الأمر الذي تسبب في الإضرار الجسيم باقتصاده النامي الذي كان يعاني في الأصل من تراجع في معدلات النمو، وخاصةً لما هو معروف من تشابك كبير بين الاقتصاد العالمي الذي يقوم على الدولار الأمريكي والغرب بشكل عام، وتسبب كذلك في عدم تمكين السودان من الاستفادة من حزم الدعم والمساندة المخصصة للدول الفقيرة الأكثر مديونية والمقدمة من كل من البنك الدولي للإنشاء والتعمير وصندوق النقد الدولي لتقيد المؤسستين بالولايات المتحدة في اتخاذ قراراتهما. وقد أكد الأمين العام للجامعة العربية في كلمته أن الإقرار الأمريكي العلني بما يبذله السودان من جهود لمكافحة الإرهاب، بل التعاون مع الولايات المتحدة في هذا المضمار لا يتفق أبدًا مع إبقاء اسم السودان على اللائحة الأمريكية للإرهاب. كما شدد الأمين العام للجامعة العربية على أنه قد آن الأوان أن تتكاتف الجهود العربية من أجل دعم السودان في محاصرة هذا القرار غير المنصف، تتجاوز الاكتفاء بمخاطبة الولايات المتحدة الأمريكية لتغيير قراره غير المنصف، إلى اتخاذ خطوات وجهود عربية حقيقية وملموسة في هذا الإطار ويمكن إيجازها في: أولا- تكثيف الضغط الجماعي العربي على إدارتي البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لعدم حرمان السودان من حقه في الاستفادة من حزم الدعم المالية المخصصة للدول الفقيرة الأكثر مديونية. ثانيًا- إعلان النية في شطب الديون العربية الخارجية على السودان، والتي تثقل كاهل الاقتصاد السوداني، وتساعد السودان في مفاوضاته مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، خاصة وأن هناك قرارات من القمم العربية تدعو إلى إعفاء السودان من ديونه الخارجية، وتشكيل لجنة قوامها مسؤولي وزارة المالية السودانية وكل من صندوق النقد العربي والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي لبدء الإجراءات اللازمة لتحقيق هذه الغاية. ثالثًا- تحضير خطاب من البرلمان العربي بالإنجليزية إلى رئيسي مجلس النواب والشيوخ الأمريكي بهذا الشأن يتضمن تفصيلات الضرر الاقتصادي الذي لحق بالمواطن السوداني جراء استمرار الوضع المغلوط بإدراج اسم السودان على اللائحة الأمريكية للإرهاب.
مشاركة :