لماذا قامت القمة العالمية للحكومات في دورتها الحالية (السابعة) بعقد منتدى للعمل الإنساني، وما أهمية هذا القطاع حتى تفرد له القمة منتدى حضره خبراء ومختصون من مختلف دول العالم بالإضافة إلى مسؤولين عن العمل الخيري بدولة الإمارات، وما أهمية هذا القطاع، وما أهداف رؤية الإمارات التي تريد أن تقدمها للعالم فيما يتعلق بالعمل الإنساني، بناء على هذا المنتدى، وما خطورة ترك هذا القطاع دون تأطير؟ كل هذه الأسئلة يجيب عنها التحقيق التالي: في البداية، أكد جوسيبي سابا المدير التنفيذي للمدينة العالمية للخدمات الإنسانية، أن دولة الإمارات سباقة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وأصبحت نموذجا يُحتذى به من حيث القيم الإنسانية والتسامح كما التطور والنمو، مشيرا إلى أن منتدى العمل الإنساني الأول الذي عقد ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات، جاء مجسدا هذه الريادة. وأشار سابا إلى أن هذا المنتدى يمثل حجر الزاوية لإعادة رسم خارطة العمل الإنساني العالمي، وتعزيز العمل المحلي، بما قدمه من تجارب وأفكار جديدة ومقترحات يمكن الاستفادة منها في إطار النهوض بالعمل الإنساني لخدمة المحتاجين والفقراء حول العالم. وذكر أن منتدى العمل الإنساني الأول، جاء ليناقش التسامح في العمل الإنساني وضرورته وأهميته وطرق تطبيقه، وتجربة الإمارات المتميزة في هذا الجانب، حيث تلتزم كل مؤسساتها الإنسانية بالتسامح كمنهج لعملها ودورها، مشيرا إلى انه في هذا الإطار، تعمل المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، تماشيا مع رؤية الدولة وتوجيهات القيادة الحكيمة، لتعزيز العمل الإنساني وتحقيق التنمية المستدامة لاسيما من خلال بناء الشراكات وإطلاق مبادرات تساهم في دعم جهود المنظومة الإنسانية للقضاء على الجوع. وأفاد سابا، أن المدينة العالمية للخدمات الإنسانية تمثل نموذجا من التسامح في خدمة الإنسانية، حيث تجمع حوالي 400 موظف يتحدرون من أكثر من 60 بلدا وجنسية. وهي تستضيف أكثر من 80 مؤسسة بين منظمات إنسانية وشركات تجارية تنتمي لمجتمعات وبلدان متنوعة الثقافات والأعراق لخدمة البشرية، وتعمل على تعزيز الاستجابة السريعة للأزمات والتخفيف من معاناة المحتاجين والمعوزين الذين يعانون من ويلات الحروب في مختلف بلدان العالم بدون أي تمييز. من جانبه، قال أحمد المهيري، المدير التنفيذي لقطاع العمل الخيري بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي: «من خلال مشاركتي في المنتدى الأول للعمل الإنساني ضمن القمة الحكومية، وجدت أن هذه الفكرة تساعد على إيجاد خارطة طريق للعمل الإنساني على المستويين العالمي والمحلي، وفق مرئيات جديدة». وأضاف: «أيضا القمة وضحت العلاقة بين التطرف والعمل الإنساني، حيث يكافح العمل الإنساني التطرف، من خلال إشاعة الأول للأمل ومساعدة المحتاجين حتى لا يكونوا ناقمين على المجتمع، ويتم استغلالهم من الجماعات المتطرفة، إلا أن البعض قد يحاول تغيير المسار الحقيقي للعمل الإنساني واستغلاله لأغراض غير إنسانية». وأشار المهيري، إلى أن المنتدى عمل على توضيح الإطار المناسب والصحيح للعمل الإنساني، وكيفية تطبيق ذلك، بحيث يكون العطاء مبنيا على حاجة الإنسان والعمل على إسعاده لأنه فقط إنسان، دون النظر إلى دين وعرق أو جنس أو أي شيء آخر. وأكد ضرورة أن تعمل المؤسسات الإنسانية على مستوى العالم على صناعة الأمل للوقاية من التطرف واليأس. وذكر المهيري، أن دولة الإمارات قدمت من خلال هذا المنتدى الإنساني الأول، تجربتها المتميزة لتستفيد منها الدول الأخرى، حيث تعتبر مؤسسات دولة الإمارات الإنسانية نموذجا في العطاء المتجرد دون مصلحة أو غرض. من جهته، قال سعيد المزروعي، نائب المدير العام لجمعية بيت الخير بدبي: «منتدى العمل الإنساني، فكرته صناعة الأمل، لتجنيب الشعوب ويلات الحروب والنزاعات الداخلية، ووقايتها من الانزلاق في هاوية اليأس وهي أخطر ما يمكن أن تصاب به المجتمعات». وأضاف أن «العمل الإنساني يحتاج في الفترة الحالية إلى إعادة النظر في الممارسات التي تقوم بها بعض المؤسسات في دول أخرى، حيث خرجت بهذا النوع من العمل الراقي إلى إطار آخر، ولذلك جاء هذه المنتدى في توقيت مهم حتى يعالج هذا الجانب ويعود بالعمل الإنساني إلى معانيه السامية». بدوره، ذكر عبدالله الفلاسي، المدير التنفيذي لجمعية دار البر بدبي، أن القمة تجذب أنظار كل دول العالم، وعندما ينعقد منتدى العمل الإنساني، فهذا يدل على مكانة ودور دولة الإمارات التي نالت المركز الأول عالميا في المساعدات الإنسانية على مدار سنوات متتالية. وقال الفلاسي: «إضافة هذا المنتدى من قبل اللجنة المنظمة للقمة تتوافق مع عام التسامح وتخفف المعاناة عن المحتاجين بالعالم، ويأتي هذا المنتدى داعما لتنافسية دولة الإمارات في مجال دعم الحياة والمجتمعات، ونتوقع من خلال إقامة مثل هذه المنتديات تطوير الآليات المستخدمة في العمل الإنساني، الذي يجب أن يتجه للمشاريع التي تتميز بالاستدامة».
مشاركة :