في مبادرة نوعية لا تنقصها الشجاعة بادرت دار سطور العراقية للنشر بتكريم الروائي الراحل علاء مشذوب الذي أغتيل منذ أكثر من أسبوع أمام منزله في مدينة كربلاء بثلاث عشرة رصاصة أدت الى مصرعه على الفور. وجاء التكريم النوعي بتوقيع آخر رواية صدرت للراحل عن دار سطور حملت عنوان “شارع أسود” بحضور بعض أفراد أسرته، وولده مصطفى مشذوب الذي أناب عن والده الفقيد بتوقيع العشرات والمئات من النسخ للجمهور الذي حضر بكثافة واضحة، تأكيدا على الاحتجاج المعلن بإدانة هذه الجريمة البشعة التي نالت من مثقف عراقي له دوره الفاعل الذي لا يمكن إغفاله في تكريس الوعي الوطني في مدينته، عبر رواياته التي أحاطت بتاريخية مدينة كربلاء وفضح الدخلاء فيها الذين يحاولون طمس هويتها الدينية والتاريخية والاجتماعية. وعبر مقالاته التي تُعد صادمة في وسط ديني غريب يحاول تكريس الطائفية والمناطقية بالسلاح والتخويف والترهيب. تضامن عفوي رافض لهيمنة الميليشيات المسلحة تضامن عفوي رافض لهيمنة الميليشيات المسلحة الاحتفالية كانت عرسا كبيرا وسط معرض بغداد الذي شهد حضورا متميزا جدا للإعلان الصامت عن إدانة هذه الجريمة ورفض لهكذا أساليب بوليسية تريد تحجيم أدوار المثقفين في حرية الكلمة والتعبير عن الحالة السياسية والاجتماعية التي وصلت إليها الحياة العراقية بشكل عام. وتحولت ساحة المعرض الوسطية إلى احتفالية كبيرة ساهم فيها الجميع عبر اقتناء رواية الفقيد ورواياته وكتبه الأخرى في تضامن عفوي رافض لهيمنة الميليشيات المسلحة. وألقى الناشط المدني ستار محسن، مدير دار سطور، كلمة عبر فيها عن استيائه وحزنه لحادثة الاغتيال غير المبررة إنسانيا وأخلاقيا في جو كان من المفروض أن تسوده الحياة السلمية والديمقراطية بعد 2003. وقال إن هذا التجمع الأدبي هو احتفاء بالفقيد ومنجزه الأدبي ويذهب ريع المبيعات إلى أسرة الشهيد علاء، في إشارة إلى روايته الأخيرة “شارع أسود” التي كان الراحل يتمنى أن يكون حفل توقيعها عرسا ثقافيا في معرض بغداد الدولي للكتاب. وقال محسن إن هذه الاحتفالية كانت مقررة سلفا قبل اغتيال الدكتور علاء الذي كان يأمل أن تكون مناسبة ثقافية للاحتفاء بروايته الأخيرة. وكان حضور الشاب مصطفى ابن الروائي الراحل وبعض أفراد أسرته قد أسبغ على المكان جوا من الحزن والتأثر استدر الدموع، لاسيما وأن غياب الدكتور علاء صار علامة فقدان في المكان إلا من صوره الكثيرة التي نشرتها “سطور” ووزعتها في نشرات ضوئية ومطبوعة. وساهم في اللقاء معظم أدباء كربلاء التي غاب عنها الراحل بمعاضدة نوعية من بعض أدباء محافظات الفرات الأوسط القريبة، إضافة إلى قرّاء كثيرين اصطفوا في طابور طويل للحصول على نسخ من “شارع أسود” التي كانت علامة سوداء في تاريخ القتلة الذين استهدفوا حياة أديب أعزل إلا من قلمه وكتاباته الكثيرة حول مدينته كربلاء. ويذكر أن الروائي الراحل أغتيل مساء يوم 2 فبراير الجاري أمام منزله في مدينة كربلاء من قبل مسلحين مجهولين كانوا على متن دراجة بخارية. بعدما كان عائدا من جلسة في اتحاد الأدباء.
مشاركة :