أُعادت قضية سحب درجة الدكتوراه من المُبدع سعيد السريحي إلى الساحة بعد ثمانٍ وعشرين سنة خلت مرحلة الحداثة إلى الواجهة ، حيث تكشَّفت معها حقائق لا تليق بممارسة مؤسسة أكاديمية عريقة ، ولا بأكاديميين كُنَّا ننظر إليها وإليهم بحبور كبير ، لأن تداعيات القضية أثبتت أن وراء الأكمة ما وراءها حيال حصول الدكتور السريحي على الدرجة التي – أجزم – أنه تجاوزها نظير حضوره المميز وحراكه الفاعل في المشهد الثقافي والتنويري المحلي والإقليمي ، ولكن أن يقع الطالب تحت كماشة القرار فهذا مرفوض في الحرم الجامعي الذي يجب أن يكون قدوة تُحتذى . إثارة القضية من جديد تحمل في طياتها مؤشرات على أن المتنفذين من مقاومي التغيير وقبول الجديد في المؤسسة الأكاديمية كسبوا الجولة في حينها ، جراء سيادة المُحفزات القوية التي قادتها مرحلة " الغفوة " داخلها ، وألقت بظلامها على كل مشروع تنويري أراد أن يُحرِّك الراكد في البنية المعرفية ، ولكن سوء الظن كان مُقدماً على غيره في سياقها السلوكي ومرجعها التأريخي ، وما سعيد السريحي إلا ضحية لهذا التعاطي السلبي الذي لا يمت بصلة للسُّلم القيمي الأكاديمي ، ولا الأخلاقي لأي مجتمع . التقرير الذي نشرته صحيفة مكة تحت عنوان " مكة تحسم الجدل وتنشر تقرير عبدالواحد ضد السريحي " يُثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأن سعيداً " مُستهدف " في ذاته وفكره ، وليس فقط في حصوله على الدرجة العلمية التي منحوه إياها ثم سحبت منه بحركة دراماتيكية أحالت السبب تارة إلى مجلس الجامعة ، وتارة إلى لجنة المناقشة ، ولكن التقرير الذي رفعه بشكل فردي أحد المناقشين لمدير الجامعة كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير ، والسؤال المهم هنا يوجه لهذا المناقش .. لماذا يرضى بمناقشة رسالة له عليها ملحوظات منهجية ؟ والسؤال الأهم لماذا يمنح الطالب الدرجة أمام الملأ ثم يتراجع في خفية ويرفع تقريراً يُنافي ما قررته اللجنة التي هو عضو فيها ؟!! Zaer21@gmail.com
مشاركة :