أصوات شاكية، وتقارير مؤلمة تنشرها الصحف هذه الأيام ترسم معاناة العديد من أحياء المدينة المنورة من (انقطاعات المياه) لمدة وصلت لأكثر من ثلاثة أشهر!! (العَطَش) في المدينة النبوية كان (الصّيف) هو موسمه الطبيعي المعتاد والمكرور منذ سنوات طويلة، ولكن يبدو أنه سيصبح مستمراً على مدار العام؛ فها هو يحضر هذه المرة في فصل الشتاء! ومع التقدير الكبير لجهود المسؤولين عنه (أياً كانوا) فأعذارهم غَدت محفوظة لا تتغير، لا يَمَلّون ولا يَخْجَلُوْنَ منها: (خَلل من محطة التحلية في ينبع أو هناك صيانة فيها، أو تطوير لها في المرحلة رقم ....، وستنتهي المشكلة قريباً)؛ وغير ذلك من الحجج التي لم ولن يتقبلها ساكنو مدينة رسول الله عليه الصلاة والسلام! (المياه) في مدينة المصطفى -عليه الصلاة والسلام- شحيحة، ومعها يضطر المساكين للوقوف في طوابير طويلة بحثاً عن صِهْرِيْجٍ من محطة التحلية، وربما رهنوا أبناءهم هناك حتى لا يفقدوا الدّور، أما البديل السريع فناقلات المياه الخاصة التي يُغالي فيها وافدون يركبونها، مستغلين حاجة عباد الله!! وهنا لماذا يُجْبَرُ المواطنون على ترك أعمالهم وأسَرهم ليقفوا في تلك الطوابير الممتدة؟! ألم يدفعوا رسومَ توصيلِ الخدمة لمنازلهم؟! وبالتالي من حقهم عند انقطاعها أن تكون الجهة المسؤولة مُلْزَمَة بالتّعويض وتأمين المياه، وجلبها لبيوتهم مجاناً وبأيِّ وسيلة كانت، هكذا ينطق المنطق!! يا جماعة (أزمة المياه) في طيبة الطيبة تتكرر مشاهدها دون معالجة واضحة. وأذكر أنها كانت العنوان الأبرز في الحوار الهاتفي المباشر للأمير عبدالعزيز بن ماجد مع أهل المدينة عندما كان سموه أميراً لها، ذاك الحوار الذي نظمته (صحيفة المدينة) قبل سنوات!! أخيراً مع التوسعة التي تشهدها المنطقة المركزية في المدينة سيتضاعف أعداد زائريها، فكيف سيكون الوضع؟! أعتقد بأن الحَال تنادي بغرفة عمليات دائمة من الجهات ذات العلاقة لإدارة هذه الأزمة، والبحث عن حلول سريعة، ثم جَذرية دائمة بعيداً عن الوعود العُرْقُوبية!! aaljamili@yahoo.com
مشاركة :