قدم الأمير عبدالرحمن بن مساعد عبر التاريخ ما يكفي لإنصافه وإنصاف كل جهد بذل للهلال وجماهيره. ـ ففي ثنايا تلك الفترة الزمنية التي قضاها رئيسا ظل الهلال معه في القمة يكسب البطولات وينافس عليها إلى أن حلت عليه ظروف القهر وغادر مكاناً وثيراً سيبقى شاهدا له لا شاهدا عليه . ـ سبع بطولات وبطولة آسيوية وأركز على هذه تحديدا لقناعتي بأنها الحق الذي استباحته صافرة ظالمة وشنيعة. ـ لن أستعيد ما قدمه هذا الأمير الشهم للهلال لكنني أستعيد اللحظات الأخيرة التي ودع فيها المنصب تاركا بصمة جميلة لا يفعلها إلا الكبار والكبار فقط . ـ فمسألة أن تستقيل وتصر على أن تدفع من حر مالك مبالغ الشرط الجزائي لمدرب وتتكفل بعقد الآخر فهذه بالتأكيد ظاهرة خاصة تأتي لتظهر لنا قبل الهلاليين معدن وأصالة وعشق هذا الأمير الرائع لناديه لاسيما أنها تأتي في زمن الجحود والنكران . ـ لم يغب الهلال مع الأمير عبدالرحمن بن مساعد عن القمة لكنهم (حاربوه) وهكذا هي حالة المبدعين تجد المحيط بهم عدائيا وغير منصف . ـ لقد خسرت الرياضة السعودية رجلا حكيما ورياضيا متزنا وعاشقا هلاليا لم يتجاوز بعبارة ولم يتطاول بتصرف بل على النقيض كان نموذجا للأخلاق والمثالية والمسؤول الذي أحترم المجال بكل من فيه . ـ شكرا عبدالرحمن بن مساعد بن عبدالعزيز على كل تلك السنوات التي قضيتها بيننا .. شكرا على ما بذلته للرياضة السعودية من خلال الهلال ، أقول شكرا مثلما يقولها الآلاف على امتداد الوطن فقد كنت رائدا في فكرك وعملك وفي تعاملك مع كل من هم حولك . ـ أما عن الهلال بعد رحيل شبيه الريح وترجله عن كرسي رئاسته فالمهم أن يستوعب من الظروف العصيبة التي واكبت مسيرته في المرحلة الماضية والانطلاق من عمقها لتأسيس مرحلة أخرى تعيد له هيبته وقوته وبطولاته . ـ فالهلال يحتاج من وجهة نظري إلى وحدة الصف والتلاحم الشرفي والجماهيري حتى يسلك طريقا آخرى للتصحيح ويصل من مسافاتها إلى حيث كان عليه قويا ومنافسا يضيف إلى أمجاده السابقة أمجادا لاحقة. ـ بالتوفيق للهلال ولكل أنديتنا الكبيرة التي تشكل التأثير البارز في قوة كرتنا وقوة منتخباتنا.. وسلامتكم.