مرّت ست سنوات على إعلان أول استقالة بابوية لأسباب تتعلق بالصحة والشيخوخة فبعد ثماني سنوات من حبريته، أعلن البابا بندكتس السادس عشر عزمه على ترك البابوية في نهاية شهر فبراير، لأنه لم يعد قادرًا، جسديًا وروحيًا، على تحمل ثقل البابوية، والتي تغيّرت طريقة ممارستها بشكل كبير خلال القرن الماضي، سواء في الاحتفالات أو الالتزامات أو الرحلات الدولية.وفي خطاب ألقاه في قاعة الاحتفالات الموسيقية في فريبورغ ام بريسغاو، في سبتمبر2011، واصل البابا بندكتس السادس عشر تقديم رؤيته للكنيسة: "عندما تكون هي حقًا، فإنها تكون في حركة دائمة؛ عليها أن تضع نفسها باستمرار في خدمة الرسالة التي تلقتها من عند الرب. ولذلك، عليها أن تنفتح بشكل دائم ومن جديد للاعتناء بالعالم التي تنتمي إليه، وتقدّم من نفسها لأجله، لكي تكون حاضرة، وتواصل التبادل المقدس الذي بدأ في التجسد".وفي الخطاب نفسه، حذر البابا بندكتس السادس عشر من الاتجاه المعاكس: "من أن تصبح كنيسة "راضية عن نفسها، وتستقرّ في هذا العالم وأن تعطي وزنًا أكبر للأمور التنظيمية والمؤسسية، بدلًا من دعوتها في الانفتاح على الله، وفي انفتاح العالم نحو الآخر". وفي ذات الخطاب، يوضح البابا الفخري الجانب الإيجابي من العلمانية، التي "ساهمت بشكل كبير في تطهير الكنيسة وإصلاحها الداخلي"، من خلال مصادرة خيراتها والقضاء على امتيازاتها. ويلفت أنه "بمجرد تحريرها من هذه الأعباء المادية والسياسية والامتيازات، يمكن للكنيسة عندها أن تصل إلى العالم بطريقة أكثر فاعلية، وبطريقة مسيحية حقّة، وبالتالي، يمكن لها أن تكون منفتحة على العالم.
مشاركة :