"حالتي تصعب على الكافر".. جملة لخصت حال رضا محمد، ٤٣ عامًا، التى باتت فريسةً للشلل في القدمين، وأصيبت به في لمح البصر، ما أدى إلى عيشها رحلة عذاب مريرة ذاقت فيها ألم الوحدة الموحشة، وتخلى أقرب ذويها حتى عن مواساتها؛ لتبدأ في عمل ذكوري؛ في سبيل "لقمة العيش"."رضا" التى عملت "لبيسة فنانات" مع عدد من النجمات وكان أبرزهن "يسرا"، مدة تزيد على ١٥ عامًا، جنت خلالها أموالًا ضاعت هباءً؛ نتيجة لسخائها المفرط على ذويها، فلم تدع مناسبة لعائلتها إلا وتنفق بسخاء وتجاملهن بالهدايا الباهظة، وحين سقطت انفض من حولها جميعهم، ولم يتبقَ لديها سوى صديقتها المقربة التى استضافتها بمنزلها بعد طرد والدتها لها من المنزل لتذمرها من إصابتها بالشلل في قدميها ووصفها بـ"العاجزة". يعد عكازها ملاذها الآمن الذي تتكئ عليه، إضافة إلى "التروسيكل" الذى تسلمته من محافظة القاهرة مؤخرًا لذوى الاحتياجات الخاصة للهروب من ظلمات غدر عائلتها التى لم تكن تعلم ولو لوهلة أن حياتها ستنقلب رأسًا على عقب وتعجز عن سد احتياجاتها من مأكل ومسكن بعدما كانت تعيش فى رغد بدخل شهرى لا يقل عن ٣٠٠ جنيه يوميًا."عزة نفسى منعتنى أطلب مساعدة من الفنانين".. هكذا أكدت "رضا"، معربة عن رفضها التام للذهاب إلى أي فنانة من اللاتي تعاملت معهن لطلب علاج لحالتها، أو نفقات مادية نظرًا لخوفها من كسر خاطرها فتزداد حالتها النفسية سوءًا خاصة بعد تعرضها لصدمات متتالية.ولكن بعد علم أهل منطقتها بروض الفرج بمرضها الشديد وضيق ذات يدها عرض عليها صاحب إحدى ورش صيانة السيارات العمل معه فتعلمت على يديه مبادئ المهنة خلال ثلاثة أشهر، اكتسبت خلالها خبرة ومهارات واشتهرت باسم "الأسطى بندق"، فثقتها بنفسها وبشاشة وجهها أدى إلى تهافت الزبائن عليها، ما جعلها تقف وتنافس أسطوات الورش المجاورة لا سيما إخلاصها وتفانيها الشديد فى عملها."الأسطى بندق".. تؤكد أنها تحملت ما لا يتحمله بشر خاصة فى ظل كونها لم تتزوج حتى الآن نظرًا لانشغالها الدائم قبل مرضها بعملها الدائم واهتمامها الدؤوب بالإنفاق على أهلها دون سواهم ما يجعلها مطمع للبعض، ولكنها نجحت في تغيير هذه النظرة بعد أن غيرت واقع وكسرت المستحيل.وفي الختام، تطلب رضا توفير دخل شهرى ينتشلها من مهنتها الشاقة أسفل السيارات ومضايقات الزبائن خاصة مع مرض قدمها ومرض السكري الذي يزيد آلامها يومًا بعد يوم.
مشاركة :