علاء الأسواني: حوار مع مواطن سيساوي أليف

  • 2/12/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

في مقاله* لـDW عربية ينشر علاء الأسواني حوارا أجراه مع "مواطن سيساوي أليف". قال لي المواطن السيساوي بحماس: -  لماذا تكره الرئيس السيسي..؟ قلت: - أنا لا أكره السيسي ولا أحبه. الكره والحب مشاعر شخصية تحدث بين الأصدقاء والعشاق. أنا أرفض سياسات السيسي وأعارضها. - الرئيس السيسي يبذل مجهودا فوق طاقة البشر. انه يسافر باستمرار إلأى كل بلاد العالم. انه ينام ساعتين فقط في اليوم ويستيقظ في الرابعة صباحا. وهو يفعل كل ذلك من أجل مصر. - كونه يبذل مجهودا كبيرا ليس دليلا على كفاءته. العبرة بالنتائج وليس بكمية المجهود، كما أن السفر لا يرهق السيسي مثلما يرهق الناس العاديين لأن السيسي يسافر في طائرة خاصة مزودة بكل وسائل الراحة وفيها حجرة نوم فاخرة، أما أن ينام السيسي ساعتين فقط كل يوم فهذه ليست ميزة أبدا. أتمنى أن يأخذ السيسي كفايته من النوم لأن من ينام ساعتين فقط سيكون قطعا مشتت الذهن عاجزا عن التركيز وسيتخذ قرارات متسرعة خاطئة تضر ملايين الناس. - لماذا تعارض السيسي؟ - أولا أعارض القمع. نظام السيسي هو الأسوأ في تاريخ مصر من ناحية القمع والتنكيل بالمعارضين. لقد ألقى السيسي بآلاف الشباب الأبرياء في السجون لمجرد أنهم عبروا عن أفكارهم. يجب أن نتعلم من التاريخ. لا توجد دولة واحدة قامت على القمع ونجحت. مهما أنجز السيسي لن يبلغ النجاح الذي بلغه الاتحاد السوفيتي فقد هزم هتلر وتحكم في نصف العالم وأرسل رواد الفضاء إلى القمر ولكن بسبب القمع انهار الاتحاد السوفيتي. أما المأساة الأخرى فهى أن السيسي رئيس دولة فوق المحاسبة. - لكننى أثق في السيسي. - اسمع. أنا طبيب. تخيل اننا فتحنا معا مستشفى بأموالك وأنا قمت بادارتها. هل يجوز أن أخفي عنك الحسابات وكلما طلبت الاطلاع عليها أغضب منك لأنك لا تثق في أمانتي..؟ ــ لا طبعا. مهما كنت أثق فيك يجب أن أطلع على الحسابات. - هذا بالضبط ما يحدث مع السيسي لأنه يتصرف في أموال المصريين بدون أن يتمكن أحد من مراجعة تصرفاته. لقد أنفق السيسي 64 مليار جنيه لشق تفريعة جديدة لقناة السويس، وعندما تبين أنها لم تدر أي أرباح قال إن الغرض من المشروع ليس تحقيق الأرباح وانما رفع الروح المعنوية للشعب!!.. لقد قال السيسي انه لو اهتم بدراسات الجدوى لما أنجز الا ربع المشروعات فقط. معنى ذلك أن ثلاثة أرباع مشروعات السيسي بدون دراسة جدوى. كيف ينجح أي مشروع بدون دراسة جدوى؟. ما رأيك في الغلاء؟ - بصراحة الحياة صعبة ولكن لابد أن نتحمل. - الغلاء سببه أن السيسي اقترض من صندوق النقد الدولي مبلغ 12 مليار دولار، وقد اشترط الصندوق من أجل اعطائه القرض أن يتم تعويم الجنيه ورفع الدعم مما أدى إلى هذا الغلاء. لقد تلقى السيسى من دول الخليج مساعدات بأضعاف قيمة هذا القرض. أليس من حقنا أن نعرف كيف أنفق السيسي مليارات الخليج؟. هل تلاحظ على السيسي أي مظاهر للتقشف الذي يطالب به الشعب؟ إنه يبني استراحات رئاسية جديدة ويشتري طائرات رئاسية جديدة ثم أين مبدأ الأولويات في المشروعات التى يقوم بها؟ ماذا استفاد المصريون من انشاء عاصمة جديدة وما الفائدة من انفاق الملايين من أجل انشاء أكبر مسجد وأكبر كنيسة في أفريقيا؟. ألم يكن الأولى انفاق هذه الأموال على التعليم والصحة؟. ألم يكن الأفضل أن نستفيد من مليارات الخليج بطريقة رشيدة حتى لا نضطر إلى الاقتراض من صندوق النقد الذى طحن المصريين بالغلاء. مصر في عهد السيسي مديونة أكثر من أي وقت في تاريخها. من الذي سيدفع هذا الديون؟ أنا وأنت وأبناؤنا. - حتى لو كان السيسي رئيسا سيئا لا تنس انه منتخب من الشعب. أليست هذه الديمقراطية؟. - لقد كانت أجهزة الدولة كلها في خدمة مرشح واحد هو السيسي بينما تم القاء القبض على بقية المرشحين وتلفيق القضايا لهم. هل تسمي هذه انتخابات؟. والآن السيسي يعدل الدستور لكي يبقى رئيسا مدى الحياة. عن أي ديمقراطية تتحدث؟. - البرلمان ممثل الشعب هو الذي طالب بتعديل الدستور. - أنت تعلم أن البرلمان لايمثل الشعب لأنه تحت سيطرة المخابرات. هل قرأت التعديلات المقترحة؟ -  لم أقرأها - أنا مندهش لأنك تدافع عن السيسي بدون أن تقرأ ما يريد أن يفعله بالبلد هذه التعديلات ستعيدنا إلى الوراء مائة عام، ليس فقط لأن السيسي سيكون رئيسا مدى الحياة ولكنه سيكون الحاكم بأمر الله حرفيا لأنه سيجمع في يده السلطات الثلاث: التنفيذية والتشريعية بسيطرته على البرلمان والقضاء لأنه سيكون رئيس القضاة الذي يعين رئيس المحكمة الدستورية العليا والنائب العام. لن يحق لمجلس الدولة مراجعة أي قرارات يتخذها السيسي لأن دور مجلس الدولة سيكون استشاريا. مصر كلها ستكون بين أصابع السيسي يفعل بها ما يشاء. كيف نحترم أنفسنا اذا قبلنا ذلك؟ ماذا سنقول لأولادنا وأحفادنا عندما يسألوننا لماذا قبلتم اذلالكم بهذا الشكل المزري. - لكن الشعب قد يوافق على التعديلات في الاستفتاء. - قصدك أنه سيتم تزوير نتائج  الاستفتاء كالعادة. هذه المرة  لن نسمح بالتزوير وهذه التعديلات لن تمر. ساد الصمت ثم وقف السيساوي فجأة وقال: - انا مضطر أستأذن لارتباطي بموعد. شكرا -  ما رأيك في فيما قلته لك؟ - سأفكر فيه باذن الله الديمقراطية هي الحل draswany57@yahoo.com *المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي مؤسسة DW.

مشاركة :