يتزامن مقالى هذا مع أحداث فى بلدى تستوجب الوقوف من كل أفراد المجتمع والانتباه فمؤشرات الخطر سجلت أعلى نسب لها.أصبح شارعنا مهلهلا أخلاقيا مدعى الفضيلة مدعى الكمال مدعى الرشد والحكمة وهو أبعد ما يكون عن هذه الصورة وهو نفس الشارع الذى إذا مشت فيه إبنتك أو أختك أو خالتك ستتعرض لمهازل وربما تم التحرش بها سواء لفظيا أو جسديا دون وقوف رجل واحد ليوقف هذه المهزلة .عندما مات شاب البساتين المسلم دفاعا عن عرض أخته المسيحية التى تعرض لها بلطجي قامت الدنيا تهليلا على وسائل السوشيال ميديا لأنه مسلم ولأنها مسيحية ولكن يا سادة يا عنصريين الأصل هو ما حدث الأصل أن نخوة المصرى ورجولته لا تتحمل المساس بفتاة أو سيدة يخدش حياءها بعيدا عن ديانتها وبعيدا عن العمر هللتم لا لإنقاذها بل لديانتها وديانته قمة العنصرية هذا تحرك لأنه رجل نخوته أبت أن يتحرش البلطجى بهذه الفتاة الضعيفة .أطلقوا العنان والحرية لبناتكم وزوجاتكم وأخواتكم وسيروون لكم عن هذه المهازل التى تحدث يوميا ولا يجد من يتصدى لها بل ويخافون حتى مجرد البوح بها حتى لا يحرموا من النزول إلى الشارع .حتى وسائل الميديا تحولت إلى منادى ينادى "إقرا الفضيحة" تذكرت بائع الجرائد زمان عندما كان يعلن عن جرائده فينادى "إقرا الحادثة .. إقرا الفضيحة" هذا ليس إعلاما الإعلام له أخلاقيات وله معايير وكما تربينا فى كلية الإعلام وسأذكر مقولة دكتورتى دائما ما حييت "يجب أن نعطى للمتلقى ما يحتاجه وليس ما يريده" فربما ما يريده "خبط ورزع وضرر وتلوث سمعى فيجب أن نعطيه جرعة لتسمو نفسه وترتقى".شعبنا ينادى بالفضيلة وهو أبعد ما يكون عنها فالأخلاق فى إنحدار إلا من رحم ربى ، شعب ينادى بالدين وتعاليمه وهو يحتال فيبيع مستحضرات طبية بإسم الدين ويستخدم الفهلوة وينصب على هذا وذاك بإسم الدين إلا من رحم ربى شعب ينادى بالرقى ولا يعرفون منه غير إنعواج ألسنتهم باللغة الأجنبية وهذا ليس من الرقى بل هذا إنزلاق أخلاقى فى مستنقع "الفشخرة الكاذبة"الرقى هو أن ترتقى نفسك وترقى لمنزلة الأخلاق الحميدة فتهذبها ليس بالقانون أو بنظرة المجتمع وإنما بتربيتك وتقاليدك وحدود حريتك لنفسك الرقى أن أحمى الجميع من شر لسانى ويدى الرقى أن تسمو نفسك عن كل ما يشين النفس البشرية وليس معنى كلامى أننا ملائكة نخطئ لا بل لا نحلل الخطأ ولا ننصب أنفسنا رب يحاسب كل من يخطئ ولا نجعل من أنفسنا أنبياء وقديسين نحن بشر نخطئ ونصيب دعوا الخلق للخالق هو من سيحاسب .تجد أغلب الشخصيات على الفيسبوك صفحاتهم يوميا عبارة عن حكمة عن الشرف والأخلاق والنصيحة للغير فقط وتجلس معهم تجد الجلسة عبارة عن التسفيه من فلانه أو التريقة على فلان معظم المجتمع يعانى من "شيزوفرينيا" أعجب لمن يسافرون ويشاهدون تحضر الغرب ويتغنون برقيهم وهم أنفسهم عندما يحضرون لبلادهم يرمون الورق على الأرض بحجة "لا توجد صناديق للزبالة" هذه تربية لأن سلوكك الشخصى يتربى ويزرع من البيت وأرجع وأقول ما قولته فى السابق يجب تأهيل الزوج والزوجه بكورسات تابعه للدولة تؤهل الزوجين للحياة الزوجية ولتربية الأبناء لنقطف ثمار نشء جديد مؤهل أخلاقيا جيل ينتج ولا يتكاسل جيل خالى من مركبات النقص والمعايير العنصرية التى إمتلئنا بها .كل مشاكل المجتمع الأخلاقية تأتى نتاجا للتربية العشوائية التى تربيها الأمهات الغير مؤهلات وهذا لا دخل به بالمستوى التعليمى أو الثقافى فتجد سيدات من الطبقة المخملية وتجد تربيتهم لا أسس ولا قيم بل ويشربون أبنائهم الإنفتاح والحرية بصورة خاطئة وتجد سيدات من الطبقة المتوسطة والفقيرة يربون أبنائهم أمام التليفزيون فيأخذون ثقافة "الطاخ طيخ طوخ" ويطلقونهم فى الشوارع ويعلمونهم "خذ حقك بايدك" وهذا النهج يجعله لا كبير له ولا يلجأ للكبير أو يحتكم إلى العقل بعدما يكبر هناك خلل مجتمعى حدث فيجب وضع معايير وأسس للتربية تجعل من الأم مدرسة كما كانت فى السابق الأم هى البيئة الحاضنة لبرعم المستقبل فاليوم تفرغت الأم وتفرغ الأب لمشاكلهم الشخصية وتركوا تربية أبنائهم .الشارع المصرى الأن لا شغل له غير فضيحة الفتاتين والمخرج وكأن مصر كلها إنتهت من المشاكل ولم تبقى غير هذه المشكلة ماحجم هذا الفراغ فى عقولكم هل فضيحة إنسان وأهله تعد وجبة دسمة ومسلية ومرحة لهذه الدرجة !!هل المجتمع خالى من العيوب ومجتمع فضيلة وجائت هذه الواقعه لتعد الطامة الكبرى ؟!أنا لا أبرر لهما هذه الواقعه ولا أتعاطف معهم ولكن أتعاطف مع سمعتهم ومع أهاليهم الذين تضرروا أتعاطف مع إنكسار فتاة إعترفت بخطئها بعد مكابرتها أتعاطف مع الوحش الكاسر الذى يسخره الشيطان فى عقولكم المريضة لفضيحة إنسان وأنتم بكم ما بكم "من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها" .بعد أن تقرأ مقالى فتش فى يومياتك ستجد ما تستغفر الله عليه وتقول سترك يا الله وإلا فاليوم قادم ولك مثل ما نشرت حتى وإن إختلفت الموضوعات .وإليكم هذه القاعدة "من ستره الله فلا تكشفه وتساعد على فضحة" حتى لا يرفع الله ستره عليك وعلى أهلك فى يوم من الأيام فكما تدين تدان .دعوا الخلق للخالق هو أعلم بشؤونهم وهو أرحم بهم منكم وهو يتولى أمورنا وأمورهم هذبوا أنفسكم وعالجوا عيوبها قبل أن تجدوا من يكشف عيوبها وسترها كما فعلتم ويفعل الغير بالغير .
مشاركة :