في الاتحاد هناك «مدرج ذهب» و»شيء جميل» يربط ذلك المدرج بالنادي وظل متماسكاً ومترابطاً خلال كافة المراحل الصعبة التي مرت بالنادي، وشهدت سقوط عدد من رؤسائه السابقين ابتداء من جمال أبو عمارة ومروراً بمحمد الفائز، وكذلك عادل جمجوم، « ذلك الشيء الجميل» الذي يسطر كل يوم وآخر دروساً مجانية وفريدة من نوعها، ويؤكد من خلالها أن ارتباطه بالنادي ليس من أجل لاعب أو إدارة أو حتى مدرب؟! بل يؤكد كل يوم وآخر أن ما يجمعه بذلك النادي هو علاقة «عشق» تزداد مع كل «كارثة تجتاح النادي» وتعصف بالفريق، ولعل الأمثلة على ذلك عديدة، وتشبع الاتحاديون من تذوقها في مناسبات عديدة حتى حرمتهم من الحضور في منصات التتويج. جمال لا يوازيه جمال حضر أمس الأول «الذهب الاتحادي وذهب الكرة السعودية» إلى مدرجات ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية «الجوهرة المشعة»، وكان ذلك الجمال الذي لا يوازيه أي جمال في كافة الملاعب خاصة بعد أن رسمت اللوحة الفنية الجميلة تحت اسم «حبيبي يا رسول الله» صلى الله عليه وسلم، ورددت بعد ذلك نشيد «طلع البدر علينا من ثنيات الوداع»، مما جعل الاتحاديين يتصدرون كافة مشاهد وسائل الإعلام العربية بفضل ذلك الإبداع المبهر الذي نجح في تحقيق انتشار واسع على الرغم من أن تلك المواجهة ليست بتلك التي من الممكن أن نسميها «قمة كروية» تجمع فريقهم مع أحد الفرق المنافسة أو هو أحد الفرق التي تتمتع بالجماهيرية الكبيرة، مع كل الاحترام والتقدير في كل الأحوال لفريق الشعلة الذي يقدم مستوياته الجيدة بناء على إمكاناته المتواضعة؟! الرقم الصعب الكلمة -أمس الأول- في البيت الاتحادي كانت لـ «مدرج الذهب» الذي يثبت مع نهاية كل جولة في دوري جميل للمحترفين أنه الرقم الصعب، وهو الوحيد القادر على «انتشال الفريق دائماً من وحل الانتكاسات» من خلال دعمه المتواصل والمؤثر للفريق حتى لو لم يكن في أفضل حالته الفنية ولعل آخر تلك الدلالات تجاوز الفريق ضيفه المتواضع «فريق الشعلة» بصعوبة بالغة على الرغم من امتلاك الفريق كافة الإمكانات البشرية التي تكفل له الحضور كطرف منافس ورئيسي في كافة الاستحقاقات التي يحضر فيها سواء كانت محلية أو خارجية. الحب وبالغ العشق الجماهير الاتحادية العاشقة التي تُكِنّ بالغ الحب لفريقها نجحت أمس الأول في أن تضع فريقها طرفاً ثابتاً في نسب المباريات الأكثر جماهيرية في دوري جميل للمحترفين بعد أن سجلت تلك المباراة نفسها كثاني أعلى نسبة حضور جماهيرية بـ (59731) متفرجاً في وقت كانت فيه مواجهة فريقها أمام الهلال الأعلى حتى الآن بنسبة (60134) متفرجاً، وهو الأمر الذي جعل الدوري يسجل رقماً قياسيّاً في عدد الحضور الذي وصل إلى (897893) متفرجاً قبل انطلاق الجولة السادسة عشرة، متجاوزاً الرقم القياسي السابق الذي سجله الموسم الماضي وهو (893676) متفرجاً على الرغم من أن الموسم الحالي لم ينته بعد. دروس مجانية وأنا أقول «مدرج الذهب» هو فخر يشرف كافة أبناء الوطن، ومدرسة حقيقية تقدم أفضل الدروس في معاني العشق والارتباط في الكيان مهما كانت الظروف التي تحيط به، بل هي مسؤولية يتوجب على كافة الإدارات التي تتعاقب عليه أن تعي خطورة تلاعبها بالنادي من خلال الصراعات التي حرمت الفريق من مواصلة السير في طريق البطولات.