عيون وآذان (التعليم سبب للتفاؤل)

  • 10/5/2013
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

السياسة العربية «خرابَة»، فهي من نوع الأطلال التي بكى عليها شعراء الجاهلية. غير أن في بلادنا بعض ما يشجع، وأختار اليوم التعليم الجامعي، فهو تقدم سنوات ضوئية في الجيلين الأخيرين، وتابعت تقدمه من الجامعات الجديدة في بلادنا، خصوصاً دول الخليج بعد فورة النفط، الى الابتعاث في الولايات المتحدة وبريطانيا حيث أقمت. كتبت غير مرة عن مؤشر الفساد العالمي الذي تحتل الدول الخليجية فيه مراكز جيدة بعكس الدول الأقل دخلاً، مثل مصر ولبنان وسورية واليمن. وكتبت أخيراً عن مؤشر التنافس العالمي الذي تحتل الدول العربية الثرية فيه مراكز طيبة، وأتجاوز هذا وذاك اليوم الى التعليم الجامعي، فقد وقعت على تصنيف جامعات العالم لسنة 2013-2014 وهو يُظهر أن بعض الجامعات العربية في مراكز طيبة أرجو أن تتحسن في السنوات المقبلة. (نشر الموقع الالكتروني لـ «الحياة» قبل يومين خبراً مختصراً عن التصنيف، إلا أنني أكتب معتمداً على التصنيف الكامل الذي يضم 700 جامعة). ضمن أول عشر جامعات، هناك أربع جامعات بريطانية، وكامبردج تحتل المركز الثالث حيث درست إبنتي، وأكسفورد المركز السادس حيث درس إبني. ووجدت أن جامعة واشنطن تحتل الرقم 150 وقد حصلت أختي على ماجستير في الهندسة الزراعية منها، فكانت طالبة العلوم الوحيدة في عائلتي، بعد أن درس أشقاؤها الأربعة الآداب، يعني الحكي كما أفعل الآن. عندما زادت أسعار النفط بدأت الدول العربية المنتجة ترسل ألوفاً من طلابها للدراسة الجامعية في الخارج، وتؤسس جامعات جديدة. ودعاني الأمير سلطان بن سلمان قبل سنوات الى الرياض في ذكرى مرور 25 سنة على صعوده الى الفضاء، ووجدت بضعة عشر سعودياً يحمل كل منهم دكتوراه في علوم الفضاء. تصنيف جامعات العالم الجديد يظهر أن أول 150 مركزاً لا تضم أي جامــــعة عربية أو في بلد عربي، ولكن وجـــدت أن الـــجامعة العبرية في القدس تحتل المركز 141. وكانت هناك جامعتان اسرائيليتان أخريان قبل أن أقرأ اسم جامعة عربية، فقد احتلت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن المركز 216، وكان أعلى مركز عربي. جامعتي، الجامعة الاميركية في بيروت، في المركز 250 وبعدها جامعة الملك سعود في المركز 253. واحتلت جامعة الملك عبدالعزيز المركز 360 وجامعة الإمارات العربية المتحدة والجامعة الاميركية في الشارقة المركز 421-430، وهذا يعني أن عشر جامعات شغلت مركزاً واحداً. وسررت برؤية جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في المركز 491-500. وكانت جامعة أم القرى في المركز 551-600، وجامعة الملك خالد في المركز 601-650، وجامعة الملك فيصل في المركز 701+. أين مصر من كل هذا؟ الجامعة الاميركية في القاهرة احتلت المركز 348. وطلبت تصنيف الجامعات بعد المركز 500 ووجدت أن جامعة القاهرة في المركز 551-600، وأن جامعة عين شمس في المركز 601-650، وشاركتها فيه جامعة القديس يوسف اللبنانية، وجاءت جامعة الاسكندرية في المركز 701+. بين الجامعات العربية الأخرى، كانت جامعة السلطان قابوس في المركز 501-550، وبعدها جامعة قطر في المركز 551-600، وجامعتا البحرين وبغداد في المركز 701+، وهذا آخر مركز في التصنيف. واحتلت جامعة الأردن للعلوم والتكنولوجيا المركز 651-700 وجامعة الأردن المركز 701+. أقدم جامعتين في العالم ليستا اكسفورد وكامبردج، وإنما جامعة القرويين في فاس، في المغرب، وجامعة الأزهر في القاهرة، فعمر كل واحدة منهما يزيد على ألف سنة. ووجدت أن جامعة الأزهر تحتل المركز 651-700. هي في الأصل جامعة دينية، إلا أنها بعد صدور القانون الرقم 103/1961 فُتِحَت للعلوم وأصبحت تضم كليات للتجارة والطب والهندسة والزراعة، كما سمح للبنت المسلمة بالدراسة فيها. أما جامعة القرويين التي بدأت كمؤسسة تعليمية تابعة لجامع القرويين فهي لا تزال تدرِّس الدين الاسلامي واللغة العربية، وقد تخرج فيها بعض أعلام الفكر على مر التاريخ، ولم تكن داخل التصنيف العالمي. أرجو أن أرى يوماً يرسل «الخواجات» أبناءهم للدراسة في جامعاتنا بدل أن نرسل أبناءنا ليتعلموا في جامعاتهم.   khazen@alhayat.com

مشاركة :