مع اشتداد المواجهة بين الرئيس نيكولاس مادورو و"الرئيس المؤقت" خوان غوايدو، وفي حين تعيش فنزويلا وسط أزمة اقتصادية كارثية وتضخم مفرط ونقص في المواد الأساسية مثل الغذاء والدواء، نزل الفنزويليون مجدّداً الى الشارع بطلب من المعارضة للأسبوع الثالث على التوالي. وتظاهر أنصار المعارضة للمطالبة بإدخال 100 طن من المساعدات الإنسانية الأميركية المتكدسة على الحدود مع كولومبيا، والتي منع مادورو ومعه الجيش دخولها، كما طالبوا الجيش بالتخلي عن مادورو. وعلقت المواد الغذائية والأدوية ومنتجات النظافة، التي أرسلتها الولايات المتحدة، في مدينة كوكوتا الحدودية الكولومبية، بعدما أغلق جنود فنزويليون بحاويتين وصهريج جسر تينديتاس الحدودي. وأعلن غوايدو، الذي يعترف به أو يدعمه نحو 50 بلدا بصفته رئيسا بالوكالة لفنزويلا، أن 120 الف شخص تطوعوا منذ نهاية الأسبوع للمشاركة في إيصال المساعدة. وتتخذ المعارضة ترتيبات حاليا من أجل إرسال المزيد من المساعدات عبر البرازيل وبورتوريكو. وبالفعل وافقت البرازيل، على تخزين أطنان من المساعدات الإنسانية الموجّهة إلى فنزويلا في ولاية رورايما الحدودية. إلا أن "الحزب الاشتراكي" الحاكم في فنزويلا، الذي ينفي وجود "أزمة انسانية"، رفض دخول هذه المساعدة، معتبرا أنها خطوة أولى نحو تدخّل عسكري للولايات المتحدة. إسرائيل الى ذلك، وبعد اتهامات من واشنطن لمادورو بتلقي دعم من طهران و"حزب الله" اللبناني، تعهّد غوايدو بإصلاح العلاقات مع إسرائيل التي قطعتها كراكاس على عهد الرئيس السابق هوغو شافيز خلال حرب غزة عام 2008 تضامنا مع الفلسطينيين. وفي مقابلة مع صحيفة "إسرائيل هيوم"، قال غوايدو، إن إعلانا رسميا عن إعادة العلاقات مع إسرائيل وفتح سفارة جديدة لفنزويلا هناك سيحدث "في الوقت المناسب". إيطاليا من ناحية أخرى، طالبت ايطاليا، أمس، بإجراء انتخابات رئاسية جديدة في أسرع وقت للخروج من الأزمة السياسية في فنزويلا، معتبرة أن مادورو "فقد الشرعية" من دون أن تعترف بغوايدو رئيسا. وقال وزير الخارجية الإيطالي انتسو ميلانيزي أمام البرلمان، إن "ايطاليا تطالب بحزم بإجراء انتخابات رئاسية ديمقراطية في فنزويلا بأسرع وقت، على أن تكون حرة وشفافة وذات صدقية في ظروف من الديمقراطية والعدالة التامة". وتأتي كلمة ميلانيزي بعدما بعث غوايدو برسالة مفتوحة إلى الشعب الإيطالي كتب فيها: "ببالغ الأسف، لا نفهم أسباب الموقف السياسي الإيطالي، إنني متأكد من أن الشعب الإيطالي بجانبنا، بجانب الديمقراطية والعدالة". وكانت إيطاليا قد عرقلت قرارا من الاتحاد الأوروبي للاعتراف بغوايدو بسبب موقف "حركة 5 نجوم" الشعبوية المعادية للمؤسسات، الشريكة في الائتلاف الحكومي، والتي ترفض التدخل الأميركي في فنزويلا. وعلى عكس شريكته في الاتئلاف، يدعم حزب "الرابطة" اليميني المتشدد الذي يتزعمه وزير الداخلية ماتيو سالفيني، غوايدو. وأمس الأول، أجرى سالفيني، محادثة هاتفية مع غوايدو، إثر لقائه في روما، وفداً من المعارضة الفنزويلية، أعرب خلالها عن دعمه الكامل "لإجراء انتخابات حرة في أسرع وقت ممكن"، مشددا على أن البرلمان الفنزويلي، الذي يترأسه غوايدو هو "الكيان الشرعي الوحيد". وبينما أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، استعداده للتوسط من أجل حل الأزمة السياسية في فنزويلا، لكنه يريد موافقة الطرفين قبل الانتقال إلى العمل، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس، إن مشروع القرار الأميركي، إلى مجلس الأمن بشأن فنزويلا، كان يسعى إلى زعزعة الوضع في البلاد والتغطية على إمكان التدخل العسكري، معتبرا أن "تقديم المساعدات الإنسانية إلى فنزويلا، يجب أن يكون عبر القنوات والسلطات الشرعية".
مشاركة :