أكد الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، رفضه إطلاق عملية إعادة الإعمار في سورية قبل التوصل الى اتفاق سياسي على انتقال السلطة. جاء ذلك في جلسة مناقشات عقدها البرلمان الأوروبي في مقره بمدينة ستراسبورغ الفرنسية لمناقشة الوضع في سورية، وذلك للمرة الأولى منذ إعلان الولايات المتحدة سحب قواتها من هناك. وقال مفوض الاتحاد الأوروبي لسياسة الجوار الأوروبية ومفاوضات توسيع الاتحاد يوهانس هان في مداخلة بالجلسة ألقاها بالنيابة عن المسؤولة العليا للسياسة الخارجية والامنية في الاتحاد فيديريكا موغيريني «إن الحرب في سورية دخلت مرحلة أخرى جديدة خاصة بعد الإعلان الأميركي عن انسحاب القوات، لكن لا يزال الحل السياسي للأزمة بعيد المنال وبالتالي يجب أن يكون واضحا بأن الطريقة الواحدة المستدامة لانهاء النزاع تتمثل في حل تفاوضي يتم تحت إشراف الأمم المتحدة». وأشار هان إلى أن الشمال الشرقي من سورية هو الآن موضوع مفاوضات بين قوات سورية الديموقراطية والولايات المتحدة وروسيا وتركيا والنظام السوري في حين أن ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) لم يهزم بعد «ومن الضروري منع الإرهابيين من العودة في المستقبل». وأضاف أنه في المناطق «التي يسيطر عليها النظام السوري نسمع تقارير عن اعتقالات تعسفية وتجنيد إجباري في وقت لم يحدث أي تقدم في تحرير المعتقلين السياسيين كما يرتفع مستوى الفساد ويبدو اقتصاد الحرب المصدر الأساسي لمعيشة بعض الناس». وشدد هان على أنه «لا يمكن أن يكون هناك إسهام أوروبي في إعادة إعمار سورية طالما أنه لم يتم وضع تصور حاسم لانتقال سياسي، كما لن يتغير الأمر ما دام النظام السوري لا يشارك في عملية تقودها الأمم المتحدة وفي وقت تتواصل انتهاكات حقوق الانسان». وأكد «أننا نواصل دعم العملية السياسية في جنيف كطريقة عادلة وواقعية لإنهاء الحرب ولا يمكننا أن نتحمل ببساطة تجميد النزاع إذ سيشكل ذلك الوصفة المثالية لمزيد من المعاناة والتطرف وعدم الاستقرار الإقليمي والعنف». وكشف عن أنه ومن أجل دعم عملية جنيف سيشارك الاتحاد الأوروبي في منتصف مارس المقبل باستضافة مؤتمر بروكسل الثالث حول سورية.
مشاركة :