اختتم أخيراً اجتماع الشؤون الحدودية الحادي والعشرين بين الصين والهند في مدينة تشنغدو جنوب غرب الصين. وأصدرت الخارجية الصينية بياناً عقب الاجتماع وصفته فيه بأنه بناء وذو نظرة ثاقبة، حيث تم التوصل إلى «توافق مهم» بين الجانبين على الحدود المشتركة. وقد لاحظ المراقبون النبرة المتفائلة، حيث حقق الجانبان تقدماً مهماً في الاجتماع الأخير. وتم الترحيب برئيس وزراء الهند نارندرا مودي لدى وصوله إلى ووهان، حيث اجتمع بالرئيس الصيني شي جينبينغ. في عام 2003، أنشأت الصين والهند آلية عقد اجتماعات خاصة للممثلين حول قضايا الحدود. وفي اجتماع 2005، اتفق البلدان على مجموعة من المبادئ التوجيهية السياسية لحل قضايا الحدود بين الصين والهند، والتي اعتبرت تطوراً رئيسياً في التحرك نحو حل النزاعات بين الجانبين. ومع ذلك، منذ ذلك الحين، كانت هناك نقاط اشتباك حادة في مفاوضات الحدود. وبعد اجتماعات عدة، ازداد التركيز على حل الخلافات، مما سلط الضوء على أهمية الاجتماع الأخير حيث كان هناك «إجماع» متزايد على «دفع المفاوضات قدماً والحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين». وعلاوة على ذلك، وفي حين أن التصريحات السابقة الصادرة عن وزارة الخارجية الصينية كانت تميل إلى الإيجاز وقلة التفصيل، فقد شملت هذا العام قضايا مهمة جرت مناقشتها خلال الاجتماع، وحددت كيف يمكن للبلدين المضي قدماً في المفاوضات وتجنب الاحتكاكات الحدودية مستقبلاً، مثل الموافقة على وجوب توافق قوات الجانبين على الحدود وتحسين آليات التواصل فيما بينهما. كان الاجتماع الأخير بارزاً بشكل خاص، نظراً لأزمة دونغلانغ التي اندلعت في المنطقة الحدودية في يونيو الماضي، والتي شهدت عبور الجيش الهندي الحدود لمنع الجانب الصيني من بناء الطرق. ولحسن الحظ، وبعد شهرين من التوترات المتصاعدة، دعا البلدان إلى وقف المواجهة. وفي 28 أغسطس 2017، أعلنت الهند أنها سحبت قواتها من موقع المواجهة. وكان اشتعال التوترات في السابق يعد بمثابة علامة تحذير بالنسبة للبلدين، حيث المواجهة العسكرية التي تم تفاديها بصعوبة في المنطقة، كانت ستعرض الاستقرار الإقليمي والعلاقات الثنائية للخطر. وبعد الأزمة، حلت البراغماتية مكان المواجهة وتحسنت العلاقات الثنائية تدريجياً. وخير دليل على إعادة العلاقات تمثل بقمة شي - مودي التي جرت في أبريل من هذا العام، والتي شهدت انهماك الرئيس الصيني شي جينبينغ ورئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي في مناقشات فردية أثناء تجولهما في المدينة الصينية. وعلاوة على ذلك، ومنذ يونيو 2017، زار مودي الصين حتى الآن ثلاث مرات. وأشادت وسائل الإعلام الصينية بهذا التطور الكبير في العلاقات الثنائية بين الجانبين، مما يدل على موقف الصين الإيجابي من التقارب. وبغض النظر عن الحفاظ على السلام الإقليمي، فإن تعزيز الروابط السياسية والاقتصادية يأتي ضمن الاعتبارات الأخرى لكلا الطرفين لإصلاح العلاقات. وتعتبر الصين مركزاً إقليمياً قوياً، في حين يتوقع بعض المراقبين أن تكون الهند، التي يتباهى سكانها البالغ عددهم 800 مليون نسمة، بتحقيقهم أسرع اقتصادات العالم نمواً في المستقبل. لذلك فإن إقامة علاقات أوثق من شأنه أن يخدم مصالح كل منهما على نحو أفضل. طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :