سوريا- وكالات: قصفت طائرات للتحالف بقيادة الولايات المتحدة آخر معقل لتنظيم داعش شرقي سوريا، في حين فر مئات المدنيين من المعقل المحاصر أمس مع مواصلة مقاتلين تدعمهم واشنطن حملتهم للسيطرة على المنطقة. وذكر شهود العيان أن طائرات التحالف حلقت في الأجواء، في حين تصاعدت أعمدة من الدخان الأبيض من منطقة باغوز التي يسيطر عليها التنظيم على مقربة من الحدود العراقية. وأطلقت قوات سوريا الديمقراطية -التي طردت تنظيم داعش من مساحات كبيرة في شمال وشرق سوريا بدعم من التحالف- هجوماً السبت الماضي لانتزاع السيطرة على معقل للتنظيم في محافظة دير الزور. ووفقاً لمدير المكتب الإعلامي للقوات مصطفى بالي، فإن عناصر تنظيم داعش يقاومون بضراوة وحاولوا صباح الاثنين شن هجوم مضاد مرة أخرى، مشيراً إلى أن نحو 1500 مدني فروا أمس من معقل التنظيم. وراقب مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية قافلة من 17 شاحنة على الأقل تحمل رجالاً ونساءً وأطفالاً وهي تغادر باغوز متجهة إلى أراض تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية. وقال بالي إنه لا يزال هناك فيما يبدو كثير من المدنيين في باغوز، مضيفاً أن القوات مضطرة للتحرك بحذر ودقة في هذه المعركة. وعلى مشارف باغوز وقف النازحون في طوابير بانتظار استجوابهم من قوات التحالف وقوات سوريا الديمقراطية في محاولة فيما يبدو لتحديد إن كان أي منهم من عناصر تنظيم داعش. وقبل شن الهجوم قالت قوات سوريا الديمقراطية إن أكثر من عشرين ألف مدني رحلوا من باغوز في الأيام العشرة التي سبقت الهجوم، وتعتقد قوات سوريا الديمقراطية أن ما بين 400 و600 من عناصر التنظيم محاصرون هناك، بينهم أجانب. وأعاد تنظيم داعش رسم خريطة الشرق الأوسط في 2014 عندما أعلن دولة الخلافة عبر مساحات كبيرة من سوريا والعراق، لكنه خسر مناطق بشكل مطرد، كما فقد أهم مكسبين له وهما مدينة الرقة السورية والموصل العراقية في 2017. وذكر جنرال أمريكي كبير الأسبوع الماضي أن تنظيم داعش سيظل خطراً دائماً بعد الانسحاب الأمريكي لأنه لا يزال يحتفظ بقادته ومقاتليه وموارده، الأمر الذي قد يؤجج أنشطته.
مشاركة :