كشف تقرير أعدته شركة الأمن الإلكتروني الروسية «كاسبيركسكي لاب»، عن قيام قراصنة إنترنت يتحدثون اللغة الروسية، بالاستيلاء على نحو مليار دولارمنذ أواخر 2013، من بنوك في روسيا، وأوروبا الشرقية، والولايات المتحدة، في ما يمكن اعتبارها أكبر عملية سرقة بنكية حتى الآن. ونقلت صحيفة ذا استراليان عن أوساط مطلعة قولها، أنه لم يتضح بعد كم هو عدد البنوك المتضررة، أو أسماءها. وقد تم إطلاع مسؤولين ماليين أميركيين على فحوى التقرير، غير أن بعضهم ظل متشككاً بحجم الأموال المسروقة من البنوك الأميركية. وكشف التقرير عن واحدة من أكثر القضايا غرابة وتفصيلاً حول تطور الجريمة المنظمة في عصر الكمبيوتر. وكيفية قيام القراصنة خلسة بتثبيت برامج تجسس على ظهور أجهزة الكمبيوتر، لتصوير ما يجري على شاشات الأجهزة في البنوك، ومحاكاة الطريقة التي يدخل فيها الموظفون إلى أجهزتهم. وقد تمكنوا من اختراق أجهزة كمبيوتر تتحكم في أجهزة الصرف الآلي، ليسحبوا النقود فيما بعد، كما تمكنوا من نقل أموال من حساب إلى آخر، وعلى ما يبدو في غفلة من الجميع. وقالت الصحيفة الأسترالية، إن مواقع القراصنة وأماكنهم غير معروفة. إذ أن بعض خوادمهم تقع في الصين، فيما كانت نطاقات بعض مواقعهم مسجلة باسم مواطنين صينيين. لكن التقرير يقول إن ذلك سبق تزويره. ووفقاً للتقرير فإن غالبية البنوك المتضررة تقع في روسيا. وقد تمكن باحثو الشركة من اختراق ثلاثة من خوادم القراصنة، واكتشفوا وجود عناوين بروتوكولات إنترنت لأهداف معروفة. ووجدت كاسبيركسكي على الخوادم 178 عنوان بروتوكول مشابهاً مرتبطة بروسيا، و37 منها مرتبط بالولايات المتحدة. غير أن التقرير أشار إلى أن القراصنة هم من الروس، والأوكرانيين، والصينيين، والأوروبيين. وقال التقرير إن أحد البنوك خسر 7.3 ملايين دولار في فضيحة أجهزة سحب النقود الآلية اخترقتها مجموعة القراصنة، فيما خسر آخر 10 ملايين دولار لحساب هؤلاء الذين استخدموا منصته البنكية الإلكترونية. وقدرت كاسبيرسكي مجموع الخسائر بنحو مليار دولار. والأدهى من ذلك، أن القراصنة استخدموا ثغرات أمنية سبق استخدامها في برامج مايكروسوفت، والتي كانت الشركة أصدرت لها برامج تصحيحية في البنوك. لكنها لو قامت بتحديث تلك البرامج، لاضطر القراصنة للجوء إلى أساليب أخرى. وقامت الشركة بتعقب عمل القراصنة حتى عام 2013، وقالت إنه لا توجد دلائل على أن هؤلاء أقلعوا عن ممارسة السطو على أموال البنوك.
مشاركة :