غداً.. يمكن لعشاق الروائع الفنية ومتذوقي الفن، أن يشاهدوا في متحف اللوفر أبوظبي، مجموعة من أجمل اللوحات والقطع الفنية الهولندية من العصر الذهبي للفن الهولندي، بل ورؤية لوحتيْ يوهانس فيرمير، صانعة الدانتيل (متحف اللوفر باريس)، وامرأة شابة جالسة إلى آلة موسيقية قديمة (مجموعة لايدن) المرسومتين على نفس القماش، إلى جانب بعضهما بعضاً للمرة الأولى منذ 300 عام، وذلك في معرض «رامبرانت وفيرمير العصر الذهبي الهولندي: روائع فنيّة من مجموعتي لايدن ومتحف اللوفر» الذي ينظمه متحف اللوفر أبوظبي، ومجموعة لايدن، ومتحف اللوفر باريس، ووكالة متاحف فرنسا، بدءاً من الغد وحتى الثامن عشر من مايو المقبل. يعتبر معرض «رامبرانت وفيرمير العصر الذهبي الهولندي: روائع فنيّة من مجموعتي لايدن ومتحف اللوفر» الذي أعلن عنه اللوفر أبوظبي، أمس، في مؤتمر صحافي، أكبر معرض يُنظم في منطقة الخليج العربي لكبار فناني العصر الذهبي الهولندي من القرن السابع عشر، ويضم لوحات وقطعاً فنية، من بينها 20 عملاً لرامبرانت وورشة عمله، ويتزامن مع الذكرى الـ350 لوفاة رامبرانت، ويسلط الضوء على مسيرته الفنّية في مدينتيْ لايدن وأمستردام في هولندا وعلى علاقته بخصومه وأصدقائه، بمن فيهم يوهانس فيرمير، ويان ليفنز، وفرديناند بول، وكاريل فبريتيوس، وجيرار دو، وفرانس فان مييرس، وفرانس هالس. قيم التسامح وقال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي: إن متحف اللوفر أبوظبي منذ افتتاحه حقق نجاحاً باهراً من خلال ترسيخ ثقافة المتاحف التي تشهد نمواً كبيراً، وهو أمر يعزز من صداقتنا المتينة مع فرنسا، وكذلك شراكتنا مع المؤسسات الثقافية والمتاحف العالمية التي تدعم اللوفر أبوظبي. وتحتفي دولة الإمارات هذا العام بقيم التسامح باعتبارها أساساً للانفتاح والتبادل الحضاري، وفي هذا الإطار، يأتي معرض «رامبرانت وفيرمير.. العصر الذهبي الهولندي» ليسلط الضوء على أهمية التبادل الثقافي الذي يتخطى الحدود الجغرافية، وليبين مكانة الإبداع البشري في قلب التاريخ النابض، لا سيما مع تقديم أكبر مجموعة للفنان الشهير في منطقة الخليج لأول مرة. وقال مانويل راباتيه، مدير متحف اللوفر أبوظبي: يعد معرض «رامبرانت وفيرمير والعصر الذهبي الهولندي: روائع فنيّة من مجموعتي لايدن ومتحف اللوفر» هو المعرض الذي يفتتح به متحف اللوفر أبوظبي هذا العام معارضه العالمية، لافتاً إلى أن المعرض يقدم الفرصة الأولى لتأمّل لوحة رامبرانت التي حصل عليها المتحف مؤخراً بعنوان «رأس شاب، متشابك اليدين: رسم تمهيدي لصورة المسيح». وأضاف: «يترافق المعرض مع برنامج من الفعاليات الثقافية التزاماً من متحف اللوفر أبوظبي بتسليط الضوء على اللحظات البارزة في تاريخ البشرية في إطار سعيه ليكون مركزاً للتبادل الثقافي العالمي». فن عالمي وأوضح جان لوك مرتينيز، رئيس متحف اللوفر باريس ومديره، أن تنوّع زوار اللوفر أبوظبي الذين يأتون من الإمارات وأوروبا والهند والعديد من الدول الأخرى، والدهشة التي نراها على وجوههم خلال تجوّلهم في المتحف يؤكدان على التزام اللوفر أبوظبي بتقديم تاريخ الفن العالمي. فالمتحف يقدّم في هذا المعرض، وهو الخامس منذ افتتاحه، أروع الأعمال الفنية من مجموعة لايدن إلى جانب لوحات هولندية بارزة من مجموعة متحف اللوفر باريس، بما في ذلك لوحة صانعة الدانتيل ليوهانس فيرمير، لافتاً إلى أن مجموعة لايدن، والتي عمل على تجميعها توماس كابلان وزوجته دافني ريكاناتي كابلان، هي مجموعة استثنائية، فقد عُرضت في مختلف أنحاء العالم، من باريس إلى أبوظبي وشنغهاي وسانت بيترسبيرغ. أما في أبوظبي، فسيتمكّن الزوار من تأمّل العديد من أعمال رامبرانت والمجموعة الفنية التي عاصرته، فضلاً عن العديد من الأمثلة عن الفنون الجميلة لمدرسة لايدن، ولوحتين لفيرمير، مما يسمح لهم بالاطلاع على مدى مساهمة الثقافة الهولندية في تاريخ اللوحات الفنية على الصعيدين الأوروبي والعالمي». قيم مشتركة من جهته، قال توماس كابلان، مؤسس مجموعة لايدن: «متحف اللوفر أبوظبي يمثل المبادرة الثقافية الأهم في أيامنا هذه، لذا فإننا نتطلع بشغف إلى هذا المعرض الذي يقدّم العصر الذهبي الهولندي. إننا، ومن خلال عرض مجموعة لايدن في أبوظبي في هذا المعرض الذي يُقام بالتعاون مع متحف اللوفر، نشدد على فخرنا بالعلاقة المتينة التي تربطنا بفرنسا وبالشراكة القيّمة التي تجمعنا بدولة الإمارات. فنحن جميعاً نعمل على تجسيد قيم مشتركة تقوم على الحفاظ على الحياة البرّية والتراث الثقافي المعرّض للخطر. كما نكرّم من خلال هذا المعرض الموهبة الاستثنائية لرامبرانت وفيرمير، اللذين يلهمان الفنانين والجمهور من جميع أنحاء العالم حتى الوقت الحاضر. فنحن نرى أن قدرة لوحات رامبرانت على ملامسة الروح تمثّل أكثر من أي فنان آخر هذا المشروع الفرنسي الإماراتي الذي يهدف إلى تعزيز مبدأ التسامح والحضارة البشرية المشتركة». جذور راسخة وأورد بليز دوكو، المنسق العام لقسم الفن الهولندي والفلمنكي في متحف اللوفر باريس: «قد يظن المرء أحياناً أن المعلمين القدماء يمثلون الماضي فقط وأننا في عصرنا هذا بحاجة إلى إضفاء طابع جديد على حياتنا. بيد أن ذلك يعني أن حاضرنا يفتقد إلى الجذور الراسخة، وهو ما يتعارض مع فكرة الاستمرارية التاريخية. فهولندا في القرن السابع عشر تُعتبر، من نواحٍ عديدة، رائدة في عالمنا، إذ ما يزال رامبرانت، كما فيرمير، مصدراً حياًّ للإبداع الذي ينبض بالحياة». أما لارا ييغير كراسلت، المنسقة العامة لمجموعة لايدن، نيويورك، فاعتبرت أن «معرض رامبرانت وفيرمير العصر الذهبي الهولندي يرسم مسيرة رامبرانت الفنية من خلال 15 عملاً للفنان من مجموعة لايدن، كما يسلط الضوء على تطوّر الرسم الذي يصوّر تفاصيل الحياة اليومية في القرن السابع عشر في هولندا، كما يظهر بوضوح في لوحات مجموعة لايدن التي تعود للفنانين الذين عُرفوا بالرسم الدقيق. يقدّم الحوار الذي يقوم بين هذه اللوحات للزائر لمحة عن حركة التبادل الثقافي التي رسمت معالم العصر الذهبي الهولندي». جولة فنية عقب المؤتمر الصحفي تجول الإعلاميون داخل أورقة المعرض الذي جرى تقسيمه إلى عدة صالات تبدأ الأولى بعرض مجموعة من الأعمال التي تعبر عن العصر الذهبي الهولندي، تلتها صالة ثانية بعنوان «بدايات استثنائية: رامبرانت فان راين في لايدن»، ثم صالة ثالثة بعنوان «ذروة العصر الذهبي فان راين امستردام»، فالرابعة بعنوان «صديقان ومنافسان عبقريان: رامبرانت فان راين ليفنس»، ثم الخامسة بعنوان «الرسم الدقيق في لايدن: جيرار داو وفرانز فان مييريس»، ثم السادسة بعنوان «تصوير الحياة اليومية في المهورية الهولندية». ومن ضمن القطع المعروضة للفنان رامبرانت لوحة «رأس شاب، متشابك اليدين: رسم تمهيدي لصورة المسيح»، إلى جانب «صورة نصفية لرجل عجوز ملتحٍ». ويتتبع المعرض مسيرة رامبرانت الفنية انطلاقاً من سلسلة لوحاته المشهورة التي تصوّر الحواس، والتي تظهر براعة الفنان الشاب ومهارته في رسم الملامح والتعابير وتجسيد الألوان في الأيام التي عاشها في لايدن، وصولاً إلى أعمال لاحقة ابتكرها في أمستردام، بما في ذلك لوحته الذاتية المشهورة والمرسومة بدقّة عالية، «صورة شخصية ذاتية بعينين مظللتين»، و«مينرفا في حجرة الدراسة» (اللوحتان من مجموعة لايدن). وتُعرض اللوحتان إلى جانب لوحات أخرى لبعض كبار الفنانين من دائرة رامبرانت الفنية، وهي تعكس تأثير الأعمال المتبادل بين فناني هذه المجموعة.
مشاركة :