الكشف عن مجزرة ارتكبتها قوات النظام السوري لدى دخولها إلى بلدة بريف حلب الشمالي

  • 2/22/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت: نذير رضا أكدت مصادر المعارضة السورية في شمال البلاد لـ«الشرق الأوسط» أن أعداد الأسرى من قوات النظام، ومقاتلين أجانب من الأفغان والإيرانيين كانوا يقاتلون إلى جانبها في الهجوم الأخير على ريف حلب الشمالي «ارتفع إلى 59 أسيرا يتوزعون على جميع الفصائل العسكرية المعارضة التي قالت في المعركة»، في حين وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 48 شخصا في «مجزرة جديدة ارتكبتها القوات النظامية بحق مقاتلين معارضين وعائلاتهم في بلدة رتيان» لدى اقتحامها الثلاثاء الماضي. من جانب آخر ذكرت المصادر أن 8 أسرى، أضيفوا إلى 51 أسيرا كانت المعارضة احتجزتهم أول من أمس في ريف حلب الشمالي، «يحرسهم مقاتلون معارضون يمثلون جميع الفصائل المقاتلة»، مشيرة إلى «غياب أي خطة حتى الآن للتفاوض على إطلاق سراحهم»، في وقت انكفأت فيه القوات الحكومية في باشكوي، وانحصر وجودها فيها. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» إن قوات المعارضة «في أفضل حالاتها واستعادت زمام المبادرة في شمال حلب»، وذلك «بعد وصول تعزيزات من ريفي حلب وإدلب إلى منطقة الاشتباكات»، مشيرا إلى أن المعارك «انحصرت في محيط باشكوي وداخل البلدة، بعد استعادة قوات المعارضة السيطرة على المنطقة التي فقدت السيطرة عليها إثر الهجوم الثلاثاء الماضي». ولفت إلى مشاركة «مقاتلين يتبعون الجبهة الشامية، والجبهة الإسلامية، وجبهة النصرة (فرع تنظيم القاعدة في سوريا) وتنظيم المهاجرين والأنصار في المعركة». كان ناشطون أكدوا أن مقاتلي الجيش السوري الحر ومقاتلين إسلاميين ضمن صفوف قوات المعارضة، تمكنوا من فرض سيطرتهم على قرية حردتنين بريف حلب الشمالي، بعد معارك عنيفة مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها وتمكن الأخير من الفرار من مدرسة وعدة منازل كان يتحصن بها في أطراف حردتنين، إلى قرية باشكوي بالريف الشمالي. وقصفت قوات النظام مناطق في بلدة رتيان وحيان، ومناطق أخرى في قرية حردتنين بريف حلب الشمالي، بالتزامن مع وقوع معارك بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من طرف، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من طرف آخر، في حي سليمان الحلبي وعلى أطراف حي كرم الجبل قرب ثكنة هنانو شرق حلب. وبعدما تمكنت القوات النظامية وحلفاؤها من احتلال عدد من القرى بينها رتيان، شن مقاتلو المعارضة هجوما مضادا ونجحوا في استعادة هذه المناطق، وبينها منطقة مزارع الملاح التي كان جزء منها في أيدي القوات النظامية منذ أشهر. ولدى الدخول إلى بلدة رتيان، وثق ناشطون مقتل 48 شخصا على أيدي قوات النظام السوري، بينهم 10 أطفال، وقد تم إعدامهم بالرصاص. ووصف عبد الرحمن ما حصل بـ«المجزرة» و«جريمة حرب»، موضحا أنهم أعدموا 48 مواطنا سوريا، هم 13 عنصرا من فصائل مقاتلة وإسلامية، بينهم ممرض وطباخ، مع أفراد عائلاتهم في رتيان لدى اقتحامها الثلاثاء الماضي. وقال إن بين المدنيين الذين أعدموا بإطلاق الرصاص 10 أطفال و5 نساء، وإن الأشخاص المقتولين ينتمون إلى 6 عائلات. وأشار المرصد إلى أن معظم القتلى سقطوا داخل منازلهم، إذ رافق «مخبرون» عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لهم الذين اقتحموا البلدة، إلى المنازل، حيث «لم تحصل مقاومة، باستثناء منزل واحد أطلق فيه أحدهم رصاصتين، لكنه ما لبث أن قتل مع أفراد عائلته». كما قتل آخر لدى محاولته الفرار مع أفراد عائلته بسيارة. بدوره، أكد مدير وكالة «شهبا برس» الإخبارية المحلية (معارضة) مأمون أبو عمر لوكالة «الصحافة الفرنسية» وقوع «المجزرة». وقال إن «قوات الأسد اقتحمت منازل العائلات في رتيان لترتكب أفظع الجرائم من دون تمييز بين أطفال وشيوخ ونساء». وذكر أن بعض القتلى «ذبحوا بالسكاكين وتم التنكيل بهم». ونشرت الوكالة شريط فيديو ظهرت فيه جثث رجال، وبدا في لقطة طفل يزيح غطاء عن إحدى الجثث ويجهش بالبكاء. وأشار أبو عمر إلى مشاركة حزب الله اللبناني في عمليات الاقتحام. وتحدث المرصد عن معلومات «عن إعدامات أخرى نفذتها قوات النظام والمسلحون الموالون لها في حردتنين القريبة من رتيان في حق مقاتلين ومدنيين يتم التحقق منها». وقال المرصد إنه استند لتأكيد معلوماته إلى صور وأشرطة فيديو وشهادات سكان وأشخاص انتقلوا إلى رتيان بعد انسحاب قوات النظام منها الأربعاء. ونقل عن شهود ومقاتلين أن قائد العملية على رتيان كان لبنانيا، وقد قتل في المعركة. وقتل في معارك شمال حلب منذ الثلاثاء 129 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها بينهم 5 عناصر من حزب الله، بحسب المرصد. كما قتل 116 مقاتلا من الفصائل المعارضة بينهم 86 سوريا. ونشرت مواقع إلكترونية سورية معارضة أمس، أنباء عن تشييع النظام في حي الزهراء في مدينة حمص الخاضعة لسيطرته، 35 عسكريا قتلوا في الهجوم في حلب. هذا، ووفق المصادر التي يعتد بها، لم يحقق الهجوم أهدافه، وبينها قطع طريق الإمدادات على المعارضة المسلحة في مدينة حلب وفك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين الموجودتين في المنطقة واللتين يحيط بهما مقاتلو المعارضة منذ نحو سنة. وتتقاسم قوات النظام وفصائل المعارضة السيطرة على مدينة حلب التي اندلعت المعارك فيها في صيف 2012 بعد نحو سنة ونصف السنة على بدء النزاع.

مشاركة :