تمكنت قوات الجيش اليمني، أمس، من تحرير مواقع استراتيجية بين محافظتَي الجوف وصعدة، ونفذت عملية عسكرية نوعية في محور كتاف البقع، أدت إلى مصرع وإصابة عدد من عناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية الموالية لإيران، فيما تمكنت قوات المقاومة ورجال القبائل في حجور بمحافظة حجة، من توسيع نطاق المعارك إلى خارج حدود مناطقهم والوصول بها إلى مناطق في عمران المجاورة، فيما تواصلت خروقات الميليشيات في محافظة الحديدة على الساحل الغربي، وقصفت مواقع المقاومة والمناطق المدنية وعاودت استهداف صوامع الغلال في مطاحن البحر الأحمر. وتفصيلاً، تمكنت قوات الجيش اليمني من تحرير العديد من المواقع العسكرية بمديرية الحشوة، الواقعة جنوب شرق محافظة صعدة، معقل ميليشيات الحوثي، ونقل موقع الجيش اليمني عن قائد اللواء التاسع حرس حدود، العميد محمد هادي العملسي، قوله إن القوات توغلت أكثر من خمسة كيلومترات في جبهة السد في هضبة برط العنان غرب محافظة الجوف المجاورة لصعدة، مشيراً إلى أنه تم تحرير عدد من المواقع في بلدة القذاميل التابعة لمديرية الحشوة في صعدة، وأسفرت المعارك عن خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف ميليشيات الحوثي. ومثلت انتصارات الجيش اليمني في جبهة «برط العنان» التابعة لمحافظة الجوف، ومديرية الحشوة التابعة لمحافظة صعدة، اختراقاً مهماً ضمن عملية تطويق المخبأ المحتمل لزعيم الميليشيات الانقلابية، عبدالملك الحوثي، وعزل صعدة عن بقية جبهات القتال. في الأثناء، لقي عدد من عناصر الميليشيات مصرعهم، مساء أول من أمس، بنيران قوات الجيش اليمني، في جبهة كتاف البقع بصعدة، وفقاً لموقع الجيش اليمني الذي نقل عن قائد الكتيبة الخاصة بمحور صعدة، العقيد محمد صالح التماري، قوله إن قوات من الجيش نفذت عملية خاصة هاجمت خلالها مواقع تمركز الميليشيات في مجمع «الصخور» في محيط مديرية كتاف، مؤكداً أن العملية أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات، وأسر أربعة آخرين من عناصرها. وأشارت مصادر ميدانية إلى أن من بين القتلى القيادي الحوثي البارز، علي ناصر حمود، وعدد من مرافقيه، وأن الجيش حقق تقدماً جديداً في المنطقة التي تشهد معارك عنيفة بين الجانبين. وفي حجة، أكدت مصادر قبلية انتفاضة قبائل «حاشد، وقفلة عذر، وذو سودة، وذو نحزة»، الواقعة بين حجة وعمران ضد ميليشيات الحوثي التي واصلت استهدافها لقبائل حجور في مديرية كشر، وأشارت المصادر إلى أنه تم فتح جبهة جديدة في عمران بعد أن رفضت الميليشيات الانسحاب من حجور، ما دفع القبائل إلى تنفيذ تهديدها بنقل المعارك إلى عمران وصنعاء. وأوضحت المصادر أن القبائل تمكنت أمس، من السيطرة على الطريق العام الرابط بين عمران وقبائل حجور شرق المندلة، لافتة إلى أن انتفاضة القبائل ستؤتي ثمارها أكثر في هزيمة الحوثيين أكثر من الجبهات الأخرى، لأن القبائل ستتخذ التكتيك العسكري نفسه الذي تتبعه الميليشيات في القتال والمواجهة. وكانت قبائل حجور تمكنت من تطهير جبلي الشاحي والحوج في محيط العبيسة، بمساندة مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية، التي شنت سلسلة من الغارات على مواقع الميليشيات شرق المنطقة، ما خلف قتلى وجرحى في صفوفهم، في حين تمكن رجال قبائل حجور من أسر 25 مسلحاً حوثياً، وأعطبوا عربة عسكرية للحوثيين. وفي الضالع، شهدت مديرية الحشاء معارك ضارية بين المقاومة المحلية وساندها الجيش اليمني من جهة، وميليشيات الحوثي من جهة أخرى، بعد دفع الأخيرة بتعزيزات عسكرية من جهة إب وذمار، بهدف استعادة ما خسرته الميليشيات في المديرية. وأشارت المصادر إلى أن المقاومة والجيش نصبا كميناً محكماً للتعزيزات الحوثية المقبلة من إب وذمار في قرية المكلة وعزلة الأحذوف، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى وتدمير أطقم عسكرية للحوثيين. وفي ذمار، تم الكشف عن مصرع اثنين من أبرز قيادات الحوثي في غارات استهدفت معسكراً سرياً لهم في قاع الحقل بمديرية ضوران أنس بذمار قبل يومين، حيث لقي أكثر من 15 عنصراً حوثياً مصرعهم. وفي الحديدة، على الساحل الغربي لليمن استشهد ثلاثة مدنيين من أبناء قرية الدوح بمديرية حيس، بينهم امرأتان، أثناء مرورهم في الطريق على متن دراجة نارية، أمس، نتيجة انفجار عبوة ناسفة زرعتها ميليشيات الحوثي، التي تواصل زراعة الألغام والعبوات الناسفة في عدد كبير من المناطق والمزارع والقرى الآهلة بالسكان في الساحل الغربي. وقالت مصادر ميدانية في قوات المقاومة اليمنية المشتركة، إن الميليشيات واصلت خرق الهدنة وقامت بقصف مواقعهم في محيط مديريات الدريهمي والجاح وحيس والتحيتا بقذائف الهاون، واستهدفت مواقع أخرى بالأسلحة المتوسطة والخفيفة، كما عاودت الميليشيات استهداف صوامع الغلال في مطاحن البحر الأحمر ومستودعات الحبوب التابعة لبرنامج الغذاء العالمي، وذلك للمرة الثالثة منذ اتفاق استوكهولم. وقال مصدر عسكري إن التصعيد الحوثي المستمر باتجاه المطاحن يهدد بإتلاف مخزون الحبوب والإغاثة، وتدمير الكميات التي نجت سابقاً من حرائق ناتجة عن القصف بقذائف الهاون على فترات متفرقة. وأدت الخروقات والانتهاكات المتكررة التي تقوم بها ميليشيات الحوثي لاتفاق الهدنة في محافظة الحديدة، إلى تصاعد المطالب الشعبية للحكومة الشرعية والتحالف العربي بسرعة الحسم العسكري وتخليصهم من هذه الميليشيات، وقال الناطق باسم قوات «ألوية العمالقة» التابعة للمقاومة، مأمون المجهمي، لـ«الإمارات اليوم»، إن الهدنة الأممية جعلت أبناء الحديدة يطالبون باستئناف العمليات العسكرية وسرعة الحسم وتحرير المدينة من الميليشيات الإيرانية، مشيراً إلى أن أبناء الحديدة عانوا جراء هذه الهدنة من الخروقات والانتهاكات المتواصلة التي ترتكبها الميليشيات. وتابع أن الميليشيات استمرت في خرق الهدنة بالتزامن مع تغيير رئيس فريق المراقبين الأممي بطلب منها، وانعقاد اجتماعات لجنة المراقبة على متن سفينة في عرض البحر، وهو ما جعل الميليشيات تتمادى في انتهاكاتها. وأشار المجهمي إلى أن الميليشيات اتخذت من اتفاق السويد وسيلة للمراوغة وكسب المزيد من الوقت لتعزيز وجودها على الأرض، ومحاولة استعادة المواقع التي خسرتها خلال المعارك الماضية، مؤكداً أن وقف العمليات الجوية وتقدم القوات المشتركة سمح للميليشيات بنقل الأسلحة وإعادة ترتيب قواتها المنهارة والمتهالكة. وفي العاصمة اليمنية صنعاء، كشفت مصادر عن وصول دفعة جديدة من عناصر الحوثي بعد تلقيها تدريبات على أيدي خبراء «الحرس الثوري» في إيران، وميليشيات «حزب الله»، مؤكدة أن الدفعة متخصصة في التعامل مع الطيران المسيّر وصناعة وتركيب الصواريخ ومنصاتها. • استشهاد 3 مدنيين بانفجار عبوة ناسفة زرعتها ميليشيات الحوثي في مديرية حيس.طباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :