الدوحة - إبراهيم بدوي وقنا : يشارك حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في الدورة الخامسة والخمسين لمؤتمر ميونيخ للأمن الذي سيعقد خلال الفترة من 15-17 فبراير الجاري في مدينة ميونيخ بجمهورية ألمانيا الاتحادية. وتكمن أهمية مشاركة صاحب السمو في مؤتمر ميونيخ للأمن باعتباره أحد أكبر وأهم المؤتمرات الدولية التي تناقش السياسات الأمنية والدفاعية على مستوى العالم سنوياً، إذ شارك في دورته الأخيرة 21 رئيس دولة وحكومة و75 وزير خارجية ودفاع. وترتبط قطر ومؤتمر ميونيخ للأمن بشراكة استراتيجية برزت بقوة خلال منتدى الدوحة في نسخته الثامنة عشرة بالدوحة في ديسمبر الماضي. وأكد سعادة السيد فولفجانج ايشينجر رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن، في حوار سابق مع الراية الاهتمام المتبادل لتعزيز التعاون المشترك بين قطر ومؤتمر ميونيخ باعتباره أحد أهم المؤتمرات الدولية لبحث السياسات الأمنية والدفاعية في العالم. وترتبط قطر ومؤتمر ميونيخ بعلاقات قوية وتقارب في الرؤى حول سبل تعزيز الأمن والسلم الدوليين، وشهد عام ٢٠١١ عقد أول اجتماعات مباشرة مع مسؤولي مؤتمر ميونيخ بالدوحة، وقرر الجانبان العمل معًا بطريقة أكثر انتظامًا، بحيث يكون التمثيل القطري في مؤتمر ميونيخ في أعلى مستوياته بمشاركة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى إلى جانب قادة وزعماء العالم. منتدى الدوحة على الجانب الآخر، كانت هناك شراكة استراتيجية بين مؤتمر ميونيخ للأمن ومنتدى الدوحة في ديسمبر ٢٠١٨، والذي شهد واحدة من أنجح نسخ المنتدى بمشاركة دولية وأممية غير مسبوقة، وأثمر عن توقيع اتفاقيات حققت طفرة نوعية في علاقات قطر ومنظمة الأمم المتحدة. وقدم السيد فولفجانج ايشينجر رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن، جلسة خاصّة خلال المنتدى حول الأمن السيبراني وشارك في عدد من الجلسات. أهداف مشتركة وتتوافق الأهداف المشتركة بين الدوحة ومؤتمر ميونيخ بمساعيهما الدائمة لبحث كافة سبل تعزيز الأمن والسلم الدوليين، حيث سبق أن دعا حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، في اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة بمدينة نيويورك، إلى عقد مؤتمر دولي لبحث قضايا الأمن وخاصة الأمن السيبراني، بما يعزز قضايا الأمن والسلم إقليميا ودوليًا. ويبرز اهتمام الجانبين بمسألة الأمن السيبراني، باعتباره أهم المحاور في أي استراتيجية أمنيّة في العصر الرقمي الذي يعيشه عالم اليوم، ولذلك فإنه يتصدر اهتمامات الحكومة القطرية عند وضع السياسات المختلفة، خاصة وأن الأزمة الخليجية الراهنة وحصار قطر الجائر قام على جريمة قرصنة باختراق موقع وكالة الأنباء القطرية وبث أخبار مفبركة. الأزمة الخليجية وتزداد أهمية مؤتمر ميونيخ للأمن مع استمرار الأزمة الخليجية الراهنة وإصابة مجلس التعاون الخليجي بالشلل التام وتقويض دوره كأحد ركائز الأمن والاستقرار في منطقة تعج بالصراعات والخلافات، حيث يبحث المؤتمر كافة المخاطر والسياسات الأمنية والدفاعية وسبل إعادة الأمن والاستقرار على كافة المستويات الوطنية والإقليمية والدولية. وسبق أن أكد سعادة السيد فولفجانج ايشينجر رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن أن دول الاتحاد الأوروبي تريد تعاوناً مؤسسياً قوياً مع مجلس التعاون الخليجي، إلا أن المجلس لا يستطيع القيام بذلك لأنه منقسم، وإنه لا بد من إيجاد طرق أخرى لجعل هذا الجزء من العالم ركيزة قويّة للسلام والأمن الإقليمي. وقال إنه ينبغي الموافقة على دعوة قطر لحل الأزمة الخليجية عبر الحوار القائم على الاحترام المتبادل للسيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخليّة. تطور المؤتمر وينعقد مؤتمر ميونيخ للأمن بشكل سنوي ويلتقي خلاله المئات من صناع القرار من رؤساء دول وحكومات ووزراء الخارجية والدفاع من مختلف دول العالم لبحث مختلف القضايا الأمنية والسياسية والعسكرية والتباحث حول أوضاع العالم والتحديات التي تواجهه. وتحوّل المؤتمر من التركيز على قضايا الدفاع فقط إلى منتدى للسياسيين والدبلوماسيين والباحثين. تأسس مؤتمر ميونيخ للأمن عام 1963 من طرف الباحث الألماني إيوالد فون كلايست، ويرأسه حاليًا فولفجانج إيشينجر وهو دبلوماسي ألماني سابق، وعمل سفيرًا لألمانيا في عدد من العواصم العالمية الكبرى ومن بينها واشنطن، قبل توليه رئاسة مؤتمر ميونيخ عام 2010 .. وعلى مدى عقود من الزمن، مرّ المؤتمر بمحطات ومراحل متعددة وحمل أسماء متعددة من بينها «اللقاء الدولي لعلوم الدفاع»، ثم «المؤتمر الدولي لعلوم الدفاع»، قبل أن يصبح اسمه مؤتمر ميونيخ للأمن. وينعقد المؤتمر سنويا بمدينة ميونيخ عاصمة ولاية بافاريا الألمانية، وهي أكبر مدنها مساحة وسكانا وأهم مراكزها الصناعية والسياحية وأكثر مدنها غلاء في الأسعار، حيث تقع المدينة جنوبي ألمانيا على ضفاف نهر إيسار قرب الحدود مع النمسا. خلال العقود الأولى من عمر المؤتمر كان الحضور محدودا والمشاركون أقل، وكانت النقاشات تتركز حول السياسات الغربية ضمن الإطار الشامل لمواجهات الحرب الباردة. وبعد انتهاء الحرب الباردة، سعى مؤسسو المؤتمر إلى توسيعه ليتجاوز الإطار الغربي الضيق، فأصبح أكثر انفتاحًا على مشاركين من دول أوروبا الوسطى والشرقية ودول أخرى من مختلف أنحاء العالم.
مشاركة :