نجح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، من خلال ترشحه للانتخابات الرئاسية المرتقبة في 18 أبريل المقبل في غلق الأبواب أمام أي منافسة في ظل غياب مرشحين من الوزن الثقيل، حيث إن هندسة توزيع المرشحين جغرافياً وأيديولوجياً وسياسياً، كانت كلها تصب في مصلحة «العهدة الخامسة»، فأنصار بوتفليقة نفسه عزفوا على وتر الاستقرار الأمني على غرار العهدة السابقة حيث كان هناك تركيز يبدو متعمداً على تذكير الشعب بالجراح التي عاشها طيلة تسعينيات القرن الماضي وكيف نجح بوتفليقة في تكريس المصالحة في وقت تعيش بلدان عربية أخرى أزمات عاصفة، وهو ما يكون قد رسّخ قناعة لدى أغلبية الناخبين، بأن التغيير خطر على استقرار الجزائر. عجز النظام الجزائري صار ملزماً بإعادة ترشيح بوتفليقة بعد العجز عن إيجاد خليفة «مقبول» أو لقطع الطريق أمام من يفكر في خلافته، حيث أطلق إشارات خلال الأشهر الأخيرة، مفادها أن الرئيس بوتفليقة سيواصل مسيرة قيادة البلاد لولاية خامسة في انتخابات الرئاسة لعام 2019 مادام أن المانع الدستوري غير موجود، والمتصفح في قائمة المرشحين للرئاسيات يجد غياب أسماء ذات وزن، ما عدا رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس، ما يؤكد أن السلطة وجهت من خلال هذه القائمة للجزائريين رسالة مفادها أنه لا بديل عن بوتفليقة رغم مرضه على اعتبار أنه لا يوجد أي شخص بإمكان السلطة المراهنة عليها لخلافته، ما وضع الجميع أمام حتمية الذهاب لعهدة خامسة. وتحدثت مصادر مطلعة لـ«البيان» أن جهات في السلطة كانت تراهن على رئيس الحكومة أحمد اويحيي لخلافة بوتفليقة إلا أن هذا الخيار سريعاً ما تهاوى في ظل توجس أوساط عديدة من نيته مزاحمة بوتفليقة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، تكراراً لنفس المشهد الذي وقع في سنة 2004، عندما قرر رئيس الحكومة آنذاك علي بن فليس الترشح للرئاسيات، ما أدى إلى تنحيته. وكان أول من كشف نية الرئيس في الترشح لعهدة خامسة فاروق قسنطيني، رئيس الهيئة الوطنية الاستشارية لحقوق الإنسان، لتؤكد وجود نية من قبل السلطة لتنقية الأجواء حيث قال في نهاية 2017 إن بوتفليقة عبر له خلال لقاء جمعهما عن رغبته في الترشح في الرئاسيات المقبلة المقررة في 2019 للفوز بعهدة خامسة، وقد أثارت التصريحات يومها ضجة إعلامية كبيرة أخبرت الرئاسة على نفي لقاء بوتفليقة برئيس الهيئة الوطنية الاستشارية لحقوق الإنسان وتأكيد أن قرار الترشح من العدم لم يتخذ بعد، لكن بعدها جاءت قرارات عزل عدد من قيادات في الجيش وإنهاء مهام عبد الغاني هامل مدير الأمن الوطني، كانت بمثابة رسالة واضحة على نية الرئيس تطهير الساحة استعداداً لخوض غمار الانتخابات الرئاسية مجدداً. 13 أعرب رؤساء 13 حزباً بالجزائر العاصمة، عن انخراطهم في مسعى الرئيس بوتفليقة الرامي لتنظيم ندوة وطنية شاملة، مثمنين ما تضمنته «الرسالة البرنامج» لرئيس الجمهورية التي أعلن من خلالها ترشحه لرئاسيات 18 أبريل المقبل. وعبر رؤساء هذه الأحزاب في بيان مشترك توج اجتماعهم بمقر حزب تجمع أمل الجزائر (تاج)، عن تثمينهم ما تضمنته «الرسالة البرنامج» للرئيس، عبد العزيز بوتفليقة وخاصة اقتراح تنظيم ندوة وطنية شاملة لرفع التحديات وبناء الجزائر، مؤكدين انخراطهم في هذا المسعى والعمل على إنجاحه.طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :