تحقق قوات سورية الديموقراطية الأربعاء تقدماً بطيئاً في الكيلومترات الأخيرة تحت سيطرة تنظيم داعش في شرق سورية في مواجهة مقاومة شرسة للارهابيين الذين تواصل عائلاتهم الفرار من المنطقة. وتخوض قوات سورية الديموقراطية "قسد" عملية عسكرية ضد التنظيم في ريف دير الزور الشرقي. وتمكنت من طرده من كل القرى والبلدات، ولم يعد موجوداً سوى في بقعة صغيرة قرب بلدة الباغوز المحاذية للحدود العراقية. وبدأت "قسد" السبت هجومها الأخير ضد الارهابيين المحاصرين بهدف إنهاء "خلافة" أثارت الرعب طوال سنوات ماضية، بعد توقف استمر أكثر من أسبوع للسماح للمدنيين بالخروج. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان "التقدم بطيء كون المعارك تدور في أراض زراعية مكشوفة، ويستخدم تنظيم داعش القناصة والانتحاريين، فضلاً عن انتشار الألغام". ولا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة عند أطراف الباغوز، التي تقصف قوات "قسد" مواقع الإرهابيين فيها بالقذائف الصاروخية، كما تستهدفها غارات التحالف الدولي. وأسفر هجوم مضاد لداعش الاثنين عن مقتل 12 عنصراً من قوات سورية الديموقراطية، وفق المرصد. وأكد مدير المركز الاعلامي لقوات سورية الديموقراطية مصطفى بالي "استعدنا النقاط التي خسرناها في الهجوم المعاكس لداعش قبل يومين، وتقدمنا أكثر وسيطرنا على نقاط اضافية". وإلى جانب الألغام والقناصة، تجد "قسد" أمامها عوائق أخرى مثل الأنفاق التي حفرها الارهابيين أو وجود أسرى من مقاتليها لدى داعش. وتترافق المعارك، مع استمرار خروج المزيد من الأشخاص، غالبيتهم أفراد من عائلات المسلحين، وغادر الجيب الأخير خلال 48 ساعة نحو 1500 شخص، غالبيتهم من عائلات الدواعش وبينهم أجانب من جنسيات مختلفة وفق المرصد. وأعلنت تركيا ان النظام السوري وفصائل معارضة تدعمها أنقرة نفذا الثلاثاء عملية تبادل أسرى في شمال سورية. وقالت الخارجية التركية في بيان "أُفرج عن عدد من الأشخاص كانوا معتقلين لدى فصائل معارضة أو النظام السوري بشكل متبادل ومتزامن". وأضافت أن تبادل الأسرى حصل قرب مدينة الباب في محافظة حلب في شمال غرب سورية ويأتي في إطار عملية أستانا للسلام التي تشارك فيها تركيا وروسيا وإيران. والدول الثلاث جهات أساسية معنية بالنزاع السوري الذي أوقع أكثر من 360 ألف قتيل وتسبب بنزوح الملايين منذ 2011. وأفرج كل من النظام السوري والفصائل المعارضة عن عشرين اسيرا، بحسب ما أفاد المرصد السوري وأشار إلى أن ثمة 11 امرأة بين الأسرى الذين أفرج عنهم النظام. من جهته أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الثلاثاء مسؤولية إسرائيل عن ضربة عسكرية في محافظة القنيطرة بجنوب غربي سورية الاثنين. وجاء في بيان صدر عن مكتب نتنياهو: "نحن نعمل يوميا، بما في ذلك الاثنين ضد إيران. في كل وقت ضد إيران وضد محاولاتها لتثبيت نفسها في المنطقة". وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) ذكرت أن الضربة الجوية أسفرت عن أضرار مادية فقط. وقال مصدر في المحافظة إن دبابات إسرائيلية أطلقت خمس قذائف استهدفت المستشفى ومراكز للجيش السوري.
مشاركة :