قتل عشرات من عناصر الحرس الثوري الإيراني وأصيب آخرون، في تفجير انتحاري وقع أمس في حافلة كانت تقل عناصر من الحرس الثوري الإيراني في جنوب إيران، حسب ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية ووسائل إعلام محلية، وأضافت الوكالة أن التفجير وقع في إقليم سيستان وبلوشستان، وأن ما لا يقل عن 35 سقطوا قتلى وأصيب 20 آخرون، وأعلنت جماعة «جيش العدل»، مسؤوليتها عن الهجوم. يذكر أن «جيش العدل» جماعة معارضة تنشط في إقليم سيستان وبلوتشستان، وتتهم السلطات الإيرانية بممارسة الظلم القومي والمذهبي بحق البلوش. ويبلغ عدد البلوش حوالي 4 ملايين نسمة يسكن أغلبهم في محافظة «سيستان وبلوشستان» بمحاذاة ولاية بلوشستان الباكستانية. يأتي ذلك فيما فرضت وزارة الخزانة الأميركية، أمس، عقوبات جديدة على 9 إيرانيين ومؤسستين مقرهما إيران، هما منظمة «نيو هورايزون» وشركة «نت بيجارد سماوات»، وعدد من الأفراد المرتبطين بهما، وقالت وزارة الخزانة إن «نت بيجارد» استهدفت أفرادا سابقين وحاليين بالحكومة والجيش بحملة إلكترونية خبيثة. وأضافت أن «نيو هورايزون» نظمت مؤتمرات دولية تدعم جهودا لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني لتجنيد حضور أجانب وجمع معلومات منهم. وأكدت أنها ستوجه اتهامات إلى 4 إيرانيين لاستهدافهم موظفين في الحكومة الأميركية بهجمات إلكترونية. يذكر أن واشنطن أعادت في نوفمبر الماضي فرض عقوبات اقتصادية على طهران، وشددت عقوبات أخرى على قطاعات النفط والبنوك والنقل الإيرانية، وذلك بعد أن قرر الرئيس الأميركي ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015، وتعهد بمزيد من التحركات للضغط على طهران بسبب سياستها العدائية إقليميا ودوليا. وفرضت الخزانة الأميركية في وقت سابق من الشهر الحالي عقوبات على شخص تركي وصفته بأنه «أجنبي متهرب من العقوبات»، لانتهاكه المتكرر للعقوبات الأميركية المفروضة ضد إيران. وفي الإطار نفسه اتهمت واشنطن عميلة سابقة في الاستخبارات العسكرية الأميركية بالتجسس لصالح إيران، وأوضحت مصادر أميركية أن مونيكا ويت اتهمت بالانشقاق وبالتوجه إلى إيران عام 2013 لأسباب «ايديولوجية»، وأنها قدمت معلومات عن زميل سابق لها، ومساعدة النظام في طهران على القيام بهجمات إلكترونية ضد الجيش الأميركي، وكشفت أسماء شخصيات أمنية لإيران. وفي إطار الضغط الأميركي المستمر على إيران أكد رودي جولياني، مستشار الرئيس الأميركي ترامب، أمس أن إيران هي الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم، مشدداً على ضرورة إسقاط نظام ولاية الفقيه القمعي والديكتاتوري، جاء ذلك في كلمة أدلى بها جولياني، على هامش مسيرة مناهضة لنظام طهران في بولندا، قبل انعقاد مؤتمر وارسو الذي يعقد بالعاصمة البولندية، تحت عنوان «الاجتماع الوزاري لتعزيز مستقبل السلام والأمن في الشرق الأوسط»، برئاسة أميركا وبولندا وأحد أهم بنوده الأنشطة النووية والصاروخية لطهران ودعمها للإرهاب والتدخلات الإقليمية الإيرانية. وشارك في المسيرة المئات من المعارضة الإيرانية وأبناء القوميات غير الفارسية من عرب الأهواز والأكراد والبلوش والترك الأذريين، الذين طالبوا المؤتمر بالاعتراف بقضايا الشعوب المضطهدة في إيران ومطالبهم. كما شارك في المسيرة شخصيات سياسية أبرزهم رودي جولياني، وروبرت توريسلي عضو مجلس الشيوخ الأميركي السابق، وعدد من أعضاء البرلمان البولندي، ورفع المشاركون في المسيرة شعارات تطالب بإسقاط النظام الإيراني. وطالب جولياني بضرورة تغيير سلوك نظام ولاية الفقيه تجاه الإيرانيين المحتجين في داخل البلاد، مضيفاً أنه بالتزامن مع بدء مؤتمر دولي برعاية أميركية، تم بحث سبل التصدي لإرهاب إيران بالعاصمة وارسو، وأن المشاركين في المؤتمر يجب عليهم تركيز الجهود لتغيير هذا النظام الحاكم في طهران منذ 40 عاماً. من جانبها، قالت زعيمة المعارضة الإيرانية في الخارج مريم رجوي، إن العقوبات الدولية على النظام الإيراني ليست كافية، مطالبة المجتمع الدولي بموقف أكثر حزما وصرامة ضد نظام الملالي في طهران. وذكرت رجوي خلال كلمة متلفزة لها أمام تجمع للمعارضة الإيرانية أمام مقر اجتماع دولي من أجل السلام والأمن في الشرق الأوسط في العاصمة البولندية وراسو، أنه «في الشهور الأخيرة، ولمواجهة إرهاب ومساعي نظام ولاية الفقيه لإثارة الحروب، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على هذا النظام، فضلا عن العقوبات الأميركية ولكن هذا ليس كافيا ويجب الوقوف أكثر حزما وصرامة في مواجهة النظام». وقالت رجوي: «نكرر مرة أخرى.. يجب ألا يبقى لدى الملالي رصاصة واحدة ولا دولار واحد ولا برميل نفط واحد». وفي السياق ذاته، قال عضو مجلس الشيوخ الأميركي السابق روبرت توريسلي، إن أهمية مؤتمر وارسو تنبع من أن «النقاشات الدولية بدأت تشهد تحولا من كيف نتفاوض مع إيران إلى كيف نغير النظام الإيراني». وفي تصريح لموقع «سكاي نيوز عربية»، لفت توريسلي إلى أن المؤتمر يشكل «بداية حقيقية لتشكيل تحالف دولي لتغيير النظام في إيران. الأمور ستأخذ وقتا لكن انظر، بينما نحن هنا فإن مئات المدن الإيرانية تخرج في مظاهرات مطالبة بإسقاط هذا النظام. وأنا أعتقد أن ذلك سيتحقق في نهاية المطاف». على صعيد آخر بدت ردود الأفعال الإيرانية متناقضة بين الرئيس الإيراني حسن روحاني والمرشد الإيراني علي خامنئي إزاء الأزمة الحالية التي تواجه البلاد جراء العقوبات الأميركية على طهران، فوفقا لوكالة الأنباء الإيرانية «إرنا»، فقد أكد روحاني أن الأميركيين «لو أرادوا التحدث معنا حول موضوع معين، وذلك في إطار احترام حرمة البلاد والقانون واللوائح الدولية، فإننا جاهزون دائما للحوار والمنطق والجدال الأحسن، بينما اختلف معه خامنئي، الذي قال إنه لا جدوى من التفاوض مع أميركا، وأن ما من مشكلة مع الولايات المتحدة قابلة للحل، وإن المفاوضات معها «خسارة». كما جدد خامنئي هجومه على الدول الأوروبية، وقال «الشعب الإيراني يعتقد اليوم أن عددا من الحكومات الأوروبية غير جديرة بالثقة».
مشاركة :