المبارك: الإمارات تبذل جهوداً رائدة في صون التراث

  • 2/14/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

استضافت دائرة الثقافة والسياحة أبوظبي، أمس، في اللوفر أبوظبي، اجتماع مجلس إدارة التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع (ألف)، المنظمة الدولية التي تتخذ من جنيف مقراً لها، والتي تقودها دولة الإمارات العربية المتحدة وفرنسا لمواجهة الدمار الكبير الذي أثّر على العديد من مواقع التراث الثقافي المميّزة في السنوات الأخيرة، وبخاصة على الساحل الأفريقي ومنطقة الشرق الأوسط. إعلان أبوظبي تعتبر «ألف» المنظمة الدولية الوحيدة المكرّسة لإنشاء صندوق الدعم المالي لحماية التراث في مناطق النزاع المسلح، وتسعى في إطار تنفيذ أهدافها إلى تمويل الإجراءات الوقائية، والتدخلات الطارئة والمشاريع التأهيلية الملموسة بعد انتهاء الصراعات، في مختلف أنحاء العالم. وتعدّ الإمارات المتحدة لاعباً رئيساً في هذه المنظمة وأعمالها، حيث انطلقت فكرة إنشائها خلال المؤتمر الدولي للحفاظ على التراث الثقافي المهدد بالخطر الذي انعقد بأبوظبي في ديسمبر 2016. وأصبحت المؤسسة حقيقة واقعة في شهر مارس 2017، بمبادرة من فرنسا والإمارات العربية المتحدة، وهي تضمّ اليوم كلا من المملكة العربية السعودية والكويت ولوكسمبورغ والمغرب والصين وسويسرا، إلى جانب عدد من المؤسسات المهمة في المجتمع المدني. مشاريع طموحة وحول هذه الاجتماعات، قال معالي محمد خليفة المبارك، ممثل دولة الإمارات العضو المؤسس والدائم في التحالف رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: «تسهم دولة الإمارات في جهود صون التراث الإنساني بشقيه المادي والمعنوي، من منطلق حرصها على خير الإنسان وخدمة الإنسانية، عاملةً على ترسيخ منظومة آمنة حاضنة لأشكال التعبير الثقافي وأنماط الوجود الحضاري، وحافظة للموروث المرتبط بالتاريخ المشترك للإنسانية، وقد عملت على إطلاق دعوتها إلى التحالف العالمي في سبيل حماية التراث الثقافي منذ عام 2016، والتزمت بإعلان أبوظبي مرجعاً عالمياً لنا جميعاً، يوجه جهودنا، وينسق مبادراتنا، ويوحّدنا في احترام التعددية الثقافية، وتقدير الموروث الثقافي». وأضاف: «وبالتزامن مع احتفاء دولة الإمارات بعام 2019 عاماً للتسامح، نحقق اليوم خطوات غير مسبوقة في سبيل استكمال جهودنا في هذا الإطار، من خلال إنشاء صندوق دعم للجهات العاملة في مجالات حفظ التراث الثقافي، منطلقين في ذلك من مرتكزات ثلاثة، هي الوقاية والحماية والترميم، لأننا بها مجتمعةً نقدّم للعالم منظومة متكاملة، تضمن حماية للتراث وحفظه من خلال دعم جهود الترميم للمعالم والرموز المتضررة والمهددة بالضرر من جهة، كما تساهم في خلق شبكة دولية من الملاجئ لصون الممتلكات الثقافية المعرّضة للخطر، والوقاية لها حفظاً للتراث الثقافي كعنصر استدامة وذاكرة وطنية وإنسانية للأجيال المقبلة». وأوضح: «نأمل من خلال اجتماع مجلس إدارة التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع (ألف) إيصال صوت جميع الحاضرين إلى العالم أجمع أنّ النزاعات والحروب مدمرة للتراث الإنساني وعدوة للحضارة الإنسانية. وعلينا العودة هنا إلى الماّدّة 27 من اتفاقية لاهاي التي تنص على أنه «يجب اتخاذ جميع الخطوات اللازمة أثناء الحصار والقصف لحماية الدين والفن والعلم والأعمال الخيرية المخصصة للبناء، والآثار التاريخية، والمستشفيات وأماكن تجمع المرضى والجرحى قدر الإمكان». وبخاصة لما يمثله التراث الثقافي من جانب مهم في حياة الشعوب والأمم، وأن خسارته لا يمكن أن تعوض نظراً لقيمته المعنوية العالية، ومن هنا، فإنّ واجب الحفاظ عليه إنما يقع أيضاً على عاتق المجتمع الإنساني، وعلينا أن نركز العمل على إعادة ترميم ما تم هدمه أو محاولة الحفاظ على ما تبقى كي لا تغيب ذاكرة الشعوب مع السعي إلى نقلها للأجيال القادمة». وأشار إلى أنّه في يناير الماضي، أطلقت منظمة «ألف» دعوة عالمية لتقديم الدعم للمنظمات العاملة على مشروعات الوقاية، والحماية، والترميم على الصعد كافة، من أكثر المبادرات المحلية تواضعاً إلى المشروعات الطموحة طويلة الأمد. كما تسعى «ألف» أيضاً لتأمين المساعدة الفورية حيثما تدعو الحاجة الطارئة لها. حيث تلتزم المنظمة حالياً بدعم إعادة تأهيل متحف الموصل في العراق؛ وترميم مدفن أسكيا في غاو بمالي؛ وإعادة تأهيل دير مار بهنام في شمال العراق. اجتماع مثمر قال جمال عمر، ممثل المملكة العربية السعودية، في الصندوق الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع: «إن التواجد في اللوفر أبوظبي يعد إضافة لكل المجتمعين، لما يمثله من قيمة ثقافية عالية على المستوى الإقليمي والدولي». لافتاً إلى أن الاجتماع كان مثمراً للغاية، وراجع المجتمعون الميزانيات والتوقعات المستقبلية والمشروعات التي يدعمها الصندوق في المستقبل القريب والمستقبل البعيد والخطط المستقبلية، كما جرت مناقشة سير العمل في المشاريع التي مولها الصندوق، وكلها كانت إيجابية، وتسير في مسارها الصحيح، وفق الجداول الموضوعة سلفاً، ما أكد نجاح آليات العمل داخل الصندوق والقدرة على تحقيق الأهداف المرصودة والمساهمة الفعالة في حفظ التراث العالمي في مناطق الصراع المختلفة. دعوة عالمية في يناير الماضي، دخلت منظمة «ألف» مرحلة ثانية في مسيرة عملها من خلال إطلاق دعوة عالمية لتقديم الدعم للمنظمات العاملة على مشروعات الوقاية، والحماية، والترميم على الصعد كافة، من أكثر المبادرات المحلية تواضعاً إلى المشروعات الطموحة طويلة الأمد. كما تسعى «ألف» أيضاً لتأمين المساعدة الفورية حيثما تدعو الحاجة الطارئة لها. حيث تلتزم المنظمة حالياً بدعم إعادة تأهيل متحف الموصل في العراق؛ وترميم مدفن أسكيا في غاو بمالي؛ وإعادة تأهيل دير مار بهنام في شمال العراق.

مشاركة :