ورحل سمح المحيَّا عبدالله بن محمد الحمدان العسكر

  • 2/14/2019
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

كيف البقاء وباب الموت منفتح وليس يغلق حتى ينفد البشرُ لا شك أن فقد الأخيار محزن ومؤلم جداً تبقى آثاره في النفوس آماداً بعيدة، كأمثال الأستاذ الحبيب عبدالله بن محمد العسكر الذي انتقل إلى رحمة الله يوم الاثنين الموافق 22-5-1440هـ إثر مرض لم يمهله طويلاً، مأسوفاً على رحيله، لما يتمتع به من أخلاق كريمة وسجايا حسنة، وقد أديت صلاة الميت عليه بعد صلاة عصر الثلاثاء 23-5-1440هـ بجامع الحزم بالحي الجديد في محافظة حريملاء وصلى عليه خلقٌ كثير. ثم ووري جثمانه الطاهر بمقبرة (صفيه) ملتقى الراحلين داعين المولى بالمغفرة وحسن الوفادة له، ولمن سبق من الأحبة وهذه سنة الله في خلقه: استقبال ثم وداع، وسنظل ذاكرين لهم مدى أيامنا: بعدتم عن العينين فازداد حبكم وغيبتم وأنتم في الفؤادِ حضور ولقد ولد -رحمه الله- في حريملاء في أوائل الثمانينيات الهجرية، ونشأ بين والديه وإخوته في تآلف ومرح، واستمر التواصل والتراحم بينهم إلى أن فرَّقهم هادم اللذات ومفرِّق الجماعات، ففي الآونة الأخيرة وبالأمس القريب فقدت حريملاء عدداً من أبنائها الأخيار والأتقياء من رفاق الصغر، ومنهم على سبيل المثال الأخوان الكريمان: سعود بن عبدالله بن صالح الصالح، المعروف بسماحة الخلق ولين الجانب، والصديق الحبيب منذ زمن الطفولة محمد بن عثمان ابن الشيخ القاضي عبدالله الرشيدان (رحم الله الجميع). ولقد كان (أبو رائد) طيّب المعشر كريم السجايا محبوباً لدى أسرته ورفاقه، فهو على جانب من اللطف يتمتع بروح رياضية مرحة، وكان باراً بوالديه واصلاً لرحمه، ومحباً للبذل في أوجه البر والإحسان. نشأت بطاعة المولى مُنيباً وتقوى الله ما برحتَ شِعارك كما أن شقيقه حمد المشهور بـ(حمود) لا يقل عنه بالأعمال الخيرية، فهو شهمٌ وصاحب مساعدات للغير، ولذا ظل اسمه خالداً في نفوس الجميع: ولقد أجاد الشاعر القائل: لعمرُك ما الأيام إلا مُعارة فما اسطعت من معروفها فتزود وقد عمل - أبو رائد -رحمه الله- ببلدية محافظة حريملاء متدرجاً في سلم الوظيفة حتى عين مديراً لشؤون الموظفين على المرتبة الثانية عشرة، وينوب عن رئيس البلدية أثناء إجازته، تقديراً لجهوده ونشاطه المستمر حتى قُبيل تقاعده -رحمة الله- كما لا يُنسى والدهم الحبيب طيّب الذكر الشاعر اللطيف محمد بن ناصر الحمدان العسكر -رحمه الله- الذي جمع أشعاره الجزلة سلسلة الأسلوب في ديوانه الذي سماه (نوح الحمام) والذي قدَّم له الأستاذ الأديب محمد بن أحمد الشدي, فأثنى عليه، والحقيقة أنه أسلوب لطيف رحب الخيال، فكله حكم وأمثال بعيداً عمَّا تنفر الأذان من سماعه، فهو عفّ اللسان يغلب على شعره الوصف الجميل: لم يبق شيء من الدنيا تسر به إلا الدفاتر فيها الشعر والسمر وفي آخر حياته حياة أبو ناصر تفرَّغ للعبادة والجلوس لتحفيظ القرآن الكريم، وكان له قبول ومحبه لدى طلابه، ووالديهم, ومن ضمنهم أبنائي، وقد استفادوا حفظاً وقراءةً، فأنا أوصيهم باحترامه والدعاء له دوماً، مُسْمعاً لهم معنى هذا البيت: قم للمعلم ووفه التبجيلا وانفح هامه طيباً وتقبيلاً ولئن غاب أبو رائد عن نواظرنا وعن نواظر زملائه ومحبيه، فإن ذكره الطيب باقٍ في خواطرنا مدى الأيام - تغمد الله الفقيد بواسع رحمته - وألهم إخوته وأخواته وأبناءه وبناته وعقيلته ومحبيه الصبر والسلوان. ** ** عبد العزيز بن عبدالرحمن الخريف - حريملاء

مشاركة :