نقدر جهود المملكة في التصدي لإرهاب إيران 60 دولة في وارسو .. تحالف دولي لردع أطماع الملالي

  • 2/14/2019
  • 00:00
  • 22
  • 0
  • 0
news-picture

تتجه الانظار هذه الايام نحو العاصمة البولندية وارسو التى تحتضن مؤتمرا حول الشرق الأوسط، دعت له الولايات المتحدة على مدى يومين بمشاركة عشرات الدول الكبرى. وتسعى واشنطن من خلال هذا المؤتمر كما أوضح مسؤولون أميركيون مراراً إلى كسب دعم الحلفاء في أوروبا والشرق الأوسط لزيادة الضغط على إيران ودفعها إلى الكف عن سلوكها الهدام في الشرق الأوسط وسياساتها التخريبية في المنطقة.وكان وزير الخارجية البولندي أعلن سابقاً عن مشاركة حوالي 60 دولة قى المؤتمر. من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو إن مؤتمر وراسو، يهدف إلى تقليل المخاطر المرتبطة بمنطقة الشرق الأوسط، وذلك لأطول مدة ممكنة. وأضاف: “سنجتمع لبحث مستقبل استقرار وازدهار الشرق الأوسط.. سنتحدث عن خطة السلام في الشرق الأوسط، وعن التهديدات، وأيضا محاربة الإرهاب”. وتابع: “سنرى كيف تستطيع الدول التنسيق فيما بينها، فهناك 60 دولة و30 وزير خارجية من كل القارات، يتعلق الأمر بتحالف عالمي مهمته تقليل الأخطار المرتبطة بالشرق الأوسط، وذلك لأطول مدة ممكنة”. وياتي موتمر وراسو في الوقت الذي تحل فيه الذكرى الاربعون لثورة الخميني، وسط انهيار اقتصادي واحتجاجات كثيرة في جموع انحاء إيران. وتعليقًا على هذا الأمر، قال المتحدث الرسمي الاقليمي لوزارة الخارجية الامريكية ناثان تك، إن جدول أعمال مؤتمر وارسو واسع النطاق ، وسيشمل مناقشة لجهود الإدارة الرامية إلى تعزيز سلام شامل ودائم بين إسرائيل وفلسطين ، فضلا عن محادثات بشأن كيفية معالجة الأزمات الإنسانية الإقليمية الجارية. وأضاف تك في تصريحات خاصة لـ”البلاد” إن بومبيو سيطلع المشاركين على المستجدات حول الوضع في سوريا ومناقشة الأولويات الأمريكية الأخرى في المنطقة ، بما في ذلك المخاوف المتعلقة بأنشطة إيران التدميرية. ووصف تك الممارسات الإيرانية في العالم والشرق الأوسط بالإرهابية، والتي يجب العمل عليها من اجل القضاء عليها نهائيًا. وأوضح تك أن الولايات المتحدة تقوم بحملة ضغط اقتصادي غير مسبوق على النظام الايراني وهذه الحملة أضعفت النظام بالفعل. وضرب تك عدة امثلة ودلائل حول نجاح الإدارة الأمريكية في إضعاف الاقتصاد الإيراني حيث قال إن الخطة الأمريكية أدت إلى انخفاض الصادرات الايرانية للنفط بشكل ملحوظ من 2.7 ميليون برميل باليوم الى 1 ميليون برميل. وأشار إلى أن أكثر من ٢٠ دولة توقفت عن شراء النفط الايراني، وهذا إستجابة للتوجيهات الأمريكية بشأن العقوبات التي فرضتها على إيران، والتي جاءت نتيجة خروج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاقية النووية العالمية العام الماضي. وعن الدول التي أثبتت حضورها في مؤتمر وارسو، قال تك إن هناك وزراء خارجية وممثلين من أكثر من 60 دولة تواجدوا بهذا الاجتماع الهام، مما يجعل هذا الاجتماع حدثًا تاريخيًا. ومن بين الدول التي تواجدت المملكة العربية السعودية والأردن والإمارات العربية المتحدة والبحرين ، بالإضافة إلى شركاء من أجزاء أخرى من العالم ، مثل المملكة المتحدة وكوريا الجنوبية والبرازيل وإيطاليا وكينيا. وعن الدور السعودي في محاربة الإرهاب الإيراني، قال تك إن الادارة الأمريكية ترحب بالمشاركة السعودية في هذا المؤتمر وتواجدها في المحافل الدولية التي تسعى لكبح جماح الإرهاب الإيراني في جميع أنحاء العالم. وأكد المتحدث الإقليمي لوزارة الخارجية الأمريكية أن الادارة الأمريكية تعيد وتكرر تقديرها الكامل للشراكة الأمريكية السعودية التاريخية في مواجهة التهديدات المشتركة من قبل النظام الإيراني الإرهابي بشكل خاص والتحديات الاقليمية بشكل عام. بدوره أكد المبعوث الأمريكي الخاص بإيران برايان هوك، أن مؤتمر وارسو يهدف لبحث التحديات في الشرق الأوسط، لافتا إلى أن التجارب الصاروخية لطهران تزيد من خطورة اندلاع النزاعات في المنطقة. وقال هوك: “فرضنا عقوبات على إيران لحرمان نظامها من مئات المليارات من الدولارات، فطهران إما أن ينهار اقتصادها وإما أن تحسن سلوكها”. وأشار إلى أن الشعب الإيراني يعاني منذ فترة من نظام طهران، قائلا: “نقف إلى جانب الإيرانيين، لكن حكومتهم تعمل عكس ذلك وكلفتهم الكثير، وكل بلدان الاتحاد الأوروبي حاضرة في مؤتمر وارسو ونثمن دعمها في الضغط على هذا البلد”. ونبه المبعوث الأمريكي إلى أن إيران لديها ما يقرب من 40 عاما من تاريخ الهجمات الإرهابية على أوروبا، مؤكدًا أن واشنطن لديها خلاف مع بعض دول القارة حول الاتفاق النووي، ولكن تشارك الأوروبيين نفس تقييم المخاطر تجاه طهران. وأوضح أن الاتحاد الأوروبي فرض مؤخراً عقوبات على إيران؛ بسبب الإرهاب الذي تمارسه، فألمانيا قررت عدم منح حقوق الطيران للشركات الإيرانية ونتوقع من بلدان أخرى أن تحذو حذوها. في غضون ذلك وفى الوقت الذي يحتشد فيه الشرق والغرب بهدف التصدي لأنشطة إيران الهدامة، استفز أمير قطر تميم بن حمد العالم بإرسال تهنئة للرئيس الإيراني بمناسبة الذكرى الأربعين لما وصفه بانتصار الثورة الخمينية. وشن مغردون حملة ضد تنظيم الحمدين بسبب التهنئة، مشيرين إلى أنها تؤشر إلى أن اللعب أصبح على المكشوف، وأن كلا النظامين شريكان في دعم الإرهاب والتآمر لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. ولفتوا إلى أن كلا النظامين يدعمان حزب الله الإرهابي في لبنان، ومليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن، والمليشيات الإرهابية في سوريا وعدد من دول المنطقة. قالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا” إن أمير دولة قطر بعث ببرقية تهنئة إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني بمناسبة الذكرى الأربعين للثورة الإيرانية”، وهو ما أكدته وكالة الأنباء القطرية التي نشرت خبر برقية التهنئة التي بعثها تميم إلى روحاني. وجاءت تهنئة تميم بالتزامن مع تغريدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اعتبر فيها أن حكم العقود الأربعة لنظام طهران بعد ثورة الخميني كان “40 عاما من الفشل والفساد والقمع والإرهاب”. وكتب ترامب في تغريدة على حسابه الشخصي بـ”تويتر”: “40 عاما من الفساد.. 40 عاما من القمع.. 40 عاما من الإرهاب”، مضيفا: “النظام الإيراني لديه 40 عاما فقط من الفشل، والإيرانيون الذين يعانون منذ فترة طويلة يستحقون مستقبلا أكثر إشراقا”. ويأتي احتفال الملالي هذا العام في الوقت الذي يعاني فيه ملايين الإيرانيين من وطأة الفقر المدقع، وغياب العدالة والانتهاكات المتواصلة وسط فساد غير مسبوق تشهده البلاد. وتكشف أرقام رسمية عن أن أكثر من 13 مليون عائلة إيرانية تعيش حاليا أسفل خط الفقر المدقع، بينما بات قرابة 70% من العمال الإيرانيين يعانون الأمر ذاته، في الوقت الذي تتركز ثروات البلاد بيد 5% فقط من مسؤولي نظام ولاية الفقيه، وسط اتساع للفوارق الطبقية بشكل غير مسبوق. ويؤكد باحثون أن المرشد علي خامنئي يعد الشخص الأكثر ثراء داخل البلاد بثروة تتجاوز 100 مليار دولار تشمل شركات ومؤسسات اقتصادية كبرى تديرها مليشيا الحرس الثوري، بينما تتبع طهران سياسة ممنهجة لقمع الإيرانيين في الداخل ولا سيما الشعوب غير الفارسية. وفى ذات السياق كشف تقرير صادر عن مكتب واشنطن لمنظمة مراسلون بلا حدود الدولية، عن قيام السلطات الإيرانية باعتقال وسجن 1.7 مليون إيراني، منذ 1979 (40 عاماً) بينهم ما لا يقل عن 860 صحفيًا. وأوضح التقرير أن المعتقلين كانوا إما حقوقيين في مجال حقوق الإنسان وحقوق المرأة وإما دعاة في مجال حقوق الطلاب والعمال والأقليات الدينية أو حتى نشطاء بمجال الحفاظ على البيئة، فضلا عن المعارضين السياسيين والقادة الدينين المعارضين، والأكاديميين المناهضين للنظام الحاكم، وصناع الأفلام والصحفيين والمدونين وغيرهم. كما كشف التقرير، الذي أصدرته المنظمة الدولية بالتزامن مع الذكرى الـ40 للثورة الإيرانية، استنادا لتقارير مسربة من داخل الجهات القضائية الإيرانية في طهران، أن 61 ألفا و940 سجينًا سياسيًا قد اعتُقلوا خلال فترة الثمانينيات فحسب، نسبة كبيرة منهم ممن تقل أعمارهم عن 20 عاما. وأفصح التقرير عن نتائج تتعلق بإصدار أوامر من الخميني في 1988 بإعدام 4 آلاف سجين سياسي، وهو ما يعد دليلا جديدا على تورط النظام الإيراني بكامله في تلك المذبحة، التي تعد جريمة كبرى تستوجب المساءلة في المحكمة الجنائية الدولية.

مشاركة :