الشرطة السودانية تقمع تظاهرات لضحايا النزاعات

  • 2/15/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الخرطوم - خرج مئات السودانيين في مسيرات الخميس، بمن فيهم نازحون بسبب الحروب، على ما أفاد شهود، بعد أن دعا منظمو الاحتجاجات لتظاهرات مناهضة للحكومة دعما لملايين المتضررين جراء النزاعات في هذا البلد العربي الأفريقي. ويشهد السودان على خلفية أزمة اقتصادية خانقة، منذ 19 ديسمبر 2018، تظاهرات شبه يومية كانت بدأت احتجاجا على قرار السلطات مضاعفة سعر الخبز ثلاث مرات. وتحولت التظاهرات لاحقا إلى حركة احتجاج واسعة على الرئيس عمر البشير الذي يحكم البلاد منذ انقلاب في 1989. والخميس، ردّد المتظاهرون هتافهم الذي ميّز الاحتجاجات "حرية سلام عدالة" في وسط الخرطوم قبل أن تعترضهم قوات مكافحة الشغب باستخدام الغاز المسيّل للدموع سريعا، على ما أفاد شهود عيان. وقال شاهد رفض إعطاء اسمه لأسباب أمنية إنّ "الشرطة اعتقلت الكثير من الشبان والشابات في وسط الخرطوم". وفرقت قوات الأمن لاحقا التظاهرة في وسط الخرطوم، لكن المتظاهرين أعادوا تجميع صفوفهم في شوارع منطقة بحري في شمال الخرطوم، على ما قال شهود، لكن قوات الأمن واجهتهم أيضا بالغاز المسيل لدموع. كما خرج العديد من المقيمين في مخيم للنازحين من النزاع الدامي في دارفور في مسيرة داخل المخيم، على ما قال أحد المقيمين في المكان. وقال محمد عيسى الذي يسكن في المخيم إن "سكان مخيم زمزم وغالبيتهم شبان وشابات يرددون شعارات مناهضة للحكومة في وسط المخيم". وتابع "نعتقد أن الناس في أرجاء البلاد يتظاهرون نيابة عنا، ضحايا الحرب في دارفور".وكان اتحاد المهنيين السودانيين، الهيئة المنظّمة للاحتجاجات، دعا لتنظيم احتجاجات الخميس دعما للمواطنين المتضررين بالنزاعات في أقاليم دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان. واندلع النزاع في دارفور في العام 2003 حين حمل متمردون من أقلية اتنية السلاح ضد الحكومة المركزية في الخرطوم التي اتهموها بتهميش الإقليم. وقال حسن آدم الذي يعيش في المخيم إن "المتظاهرين في أرجاء البلاد يقولون إننا شعب واحد". وتابع "نريد أن نبني سوداناً جديداً لا يفرق بين السودانيين الأفارقة والعرب. ولم تشهد مناطق النزاع الثلاث أي تظاهرات كبيرة مناهضة للحكومة. وقتل آلاف الأشخاص في النزاعات الثلاثة التي تسببت كذلك بنزوح الملايين رغم نشر قوة لحفظ السلام تابعة للاتحاد الإفريقي في دارفور. ويقول مسؤولون حكوميّون إنّ 30 شخصاً قُتلوا في التظاهرات، بينما أعلنت منظّمة "هيومن رايتس ووتش" أن 51 شخصاً على الأقل قتلوا خلالها. ولا يزال البشير صامدا في وجه الاحتجاجات، وقد تعهّد، الأربعاء، دعم السلام في مناطق النزاع في بلاده وذلك بالتوازي مع توجيه جماعات معارضة رئيسية، أول دعوة مشتركة لتنحيه. وظهرت جماعات المعارضة في مؤتمر صحفي معا للمرة الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات في أنحاء السودان. وهي معارضة متفرقة بين أحزاب سياسية صغيرة لكنها مؤثرة شكلت ثلاثة تحالفات منفصلة، وبين تجمع المهنيين السودانيين، وهو نقابة تقود الدعوات للمظاهرات التي تشكل أكبر تحد للبشير. وفي أول مؤتمر صحفي مشترك لها، طالبت تلك الجماعات الحكومة بالاستقالة لتمهيد الطريق لنظام حكم انتقالي لمدة أربع سنوات تليه انتخابات. وقال محمد مختار الخطيب، الأمين العام للحزب الشيوعي، "اتفقنا في المعارضة على البرنامج الذي سينفذ بعد إسقاط النظام وإقامة مؤتمر دستوري بنهاية الفترة الانتقالية لتحديد كيف يُحكم السودان". وقال "نوكد أن العام الحالي 2019 سيكون عام السلام وإسكات البندقية بصورة دائمة في السودان وهناك إرادة لإكمال السلام في السودان وإقناع الطرف الآخر بجدوى السلام". وأضاف "نريد الحفاظ على شبابنا من الاستهداف لأنهم رصيدنا للمستقبل".

مشاركة :