واصل تنظيم «داعش» الدفاع بشراسة عن جيبه الأخير شرقي الفرات، عبر تحصنه في أنفاق، وشنّ هجمات انتحارية، بعدما تقلصت مساحة سيطرته الى كيلومتر مربع، في مواجهة هجوم تشنّه قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، فيما سلم نحو 240 من عناصره أنفسهم للتحالف الدولي، أو «قسد»، بحسب المرصد السوري، في حين وسّعت الشرطة العسكرية الروسية نطاق عملها في أراضي شمالي سوريا المحاذية لمناطق سيطرة فصائل المعارضة المدعومة من تركيا.وأفاد المتحدث باسم حملة قوات سوريا الديمقراطية في دير الزور عدنان عفرين عن «اشتباكات عنيفة ومعارك طاحنة»، لافتاً إلى «مقاومة لا يستهان بها» من قبل مقاتلي التنظيم. وبات مقاتلو التنظيم، وبينهم أجانب، وفق عفرين، محاصرين حالياً داخل «كيلومتر مربع من المنازل إضافة إلى مخيم جنوب الباغوز». وترجح قوات سوريا الديمقراطية وجود «ألف وما فوق بين مقاتلين ومقاتلات» داخل هذه البقعة، من دون توفر معلومات عن عدد المدنيين، بحسب عفرين. وتتقدم هذه القوات ببطء داخل بلدة الباغوز المحاذية للحدود العراقية. وتحدث عفرين عن وجود «أنفاق كثيرة، لهذا السبب تأخرت الحملة»، لافتاً الى أن «هناك الكثير من الانتحاريين الذين يقتحمون مناطق قواتنا على متن سيارات ودراجات مفخخة». وتعرضت قوات سوريا الديمقراطية الثلاثاء لهجومين نفذتهما انتحاريتان فجّرتا نفسيهما، وفق المصدر ذاته. وذكر المرصد السوري أن نحو 240 من مسلحي «داعش» سلموا أنفسهم لقوات التحالف، وقوات سوريا الديمقراطية، وتم بالفعل إخراجهم من المنطقة مساء الأربعاء. ونقل المرصد في ساعة مبكرة من صباح امس الخميس، عن مصادر موثوقة أن رتلاً مؤلفاً من سبع شاحنات خرج من المنطقة الأربعاء، وأن «الشاحنات كانت تحمل ما يقارب 240 شخصاً من عناصر تنظيم «داعش»، أغلبيتهم من جنسيات أجنبية، ممن سلموا أنفسهم لقوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي». ووصف المرصد العملية بأنها «تعد أكبر عملية خروج لعناصر التنظيم باتفاق، أو استسلام». وذكر المرصد أن منطقة سيطرة التنظيم تراجعت وأصبحت مئات الأمتار فقط، بالقرب من الضفاف الشرقية لنهر الفرات، ليقترب التنظيم بذلك من فقد سيطرته بشكل شبه كامل في منطقة شرق الفرات. ودفعت العمليات العسكرية أكثر من 39 ألف شخص إلى الخروج من مناطق سيطرة التنظيم منذ مطلع ديسمبر/ كانون الأول، أغلبيتهم نساء وأطفال من عائلات الإرهابيين، بينهم أكثر من 3400 مشتبه في انتمائهم الى التنظيم، وتم توقيفهم، وفق المرصد. من جهة اخرى، دخلت دورية للشرطة الروسية الأربعاء، بلدة عوشرية ذات الأغلبية الكردية شمالي منبج على بعد كيلومتر واحد من مواقع الفصائل المسلحة. وأقام الجيش السوري مخفراً على خط التماس في هذه المنطقة مؤخراً، فيما تعمل الشرطة الروسية على تأمين المنطقة حتى خط التماس. واعلن الجيش التركي عن تسيير أول دورية مشتركة مع الشرطة الروسية في محيط مدينة منبج على الخط الفاصل بين قوات سوريا الديمقراطية وفصائل «الجيش الوطني» المعارضة في محاور عين دقنة ومرعناز ومنغ، بريف حلب الشمالي. (وكالات)
مشاركة :