دبي:فدوى إبراهيمالإماراتية سهيلة الخزعلي ليست مجرد صانعة سجاد، بل ملهمة معطاءة، فتحت الأبواب لأكثر من 530 سيدة؛ ليبدأن العمل في نسجه، ويتحولن إلى منتجات.نسجت سهيلة الخزعلي بأناملها خيوط الأمل، فصنعت لوحات مبدعة زينتها بالإنجاز والعطاء، نقترب منها؛ لنتعرف إلى مزيد من التفاصيل. بين مجموعة من اللوحات المنسوجة، وجدنا الخزعلي تتوسطها، ولسان حالها يقول «هذا عالمي»، التقيناها ضمن معرض «واحة السجاد» الذي تنظمه جمارك دبي، سعيدة بإنجازاتها، وبالإقبال على السجاد اليدوي الذي نسجته أناملها و أنامل غيرها ممن دربتهن على نسج السجاد، فتقول: «بدأت في هذا المجال عام 2009 كهاوية فقط لا محترفة، حتى تعلمت وأصبحت حرفتي، أبيع أعمالي في المعارض المحلية التي أشارك بها، كان دافعي بداية أن أتعلّم حرفة يدوية جديدة؛ كوني أتقنت كافة الحرف العصرية، كفنون صناعة الزهور والسيراميك والخياطة وما إلى ذلك، وفعلاً تمكنت من صناعة السجاد بعد سنوات، حتى تبادر إلى ذهني في العام 2013 منح الحرفة لأخريات تنفعهن في بناء حياتهن، وكجرعة أمل لأطفالهن في عيش حياة أفضل، وصادف أن التقيت سيدات أعمال إثيوبيات في الدولة، فأبدين رغبتهن في تدريبي عدداً من النساء الإثيوبيات على نسج السجاد، وفعلاً شددت الرحال إلى هناك، وبدأت رحلة التدريب».كانت هذه نقطة البداية فقط في رحلة التدريب التي بدأتها الخزعلي بكل محبة ورغبة عارمة في العطاء؛ ذلك أنها لم تتقاضَ عن تدريبها للسيدات أي مقابل، بل و في أحيان كثيرة تصطحب معها المواد الخام وأدوات النسيج، عن ذلك تقول الخزعلي: «شعرت بلذة عمل الخير حين منحي الأمل في الحياة لنساء لا مهنة ولا حرفة لهن، دربت الإثيوبيات لمدة 4 أشهر حتى تمكّنّ، وعدت إلى الوطن مكللة بلذة الإنجاز، فنساء بعض الدول الإفريقية هن بأمسّ الحاجة لتعلم مهنة تنفعهن للحياة؛ لذلك كانت لديّ رغبة في استكمال مشواري هناك، لكن ما إن انتهيت حتى جاءني اتصال من إحدى الجهات الحكومية في مدينة جازان السعودية؛ لتدريب ما يقارب 60 سيدة من أسر السجناء لمدة 4 أشهر، وسعدت بهذا الإنجاز بشكل كبير، وتحقق لي ما كنت أرجوه وهو العودة لإفريقيا، و هذه المرة توجهت لجيبوتي، لكن المفاجأة، أنني قمت بتدريب 120 امرأة، واضطررت حينها إلى اصطحاب أدوات ومواد النسج؛ لعدم توفرها هناك. بدأت رحلة التدريب تنتعش أكثر، فكان لي محطات في السودان ومصر والبحرين، وكان كل همي أن تكون المرأة منتجة وصاحبة دخل، وكان ذلك دافعي الحقيقي لاستكمال مسيرتي».دربت الخزعلي في الدولة عدداً كبيراً من السيدات في المؤسسات الإصلاحية والعقابية، ودور المسنين، علاوة على فتيات بعض المدارس، بالتعاون مع هيئة تنمية المجتمع، وجمعيتي أم المؤمنين في عجمان، والنهضة النسائية بدبي.تلك الجولات التدريبية التي خاضتها الخزعلي في مختلف الدول الإفريقية والآسيوية لم تكن هي رحلاتها الأولى خارج الدولة، بل تدربت على نسج السجاد في بدايتها في عدد من الدول الأولى في تصنيع السجاد عالمياً، وهي إيران، تركيا، أذربيجان، عن ذلك تقول: «أعلم أنها كانت مخاطرة، ذلك أن هذه المهنة في تلك الدول تتم في المنازل على أيدي الحرفيات، ولم أكن أخشى دخول أماكن لا أعرفها فقط؛ لأنني عزمت على التعلّم، فتعلمت فيها نسج الصوف والقطن والحرير بطرق احترافية، وكانت جولات موفقة لبداية سليمة، فلو انتظرت مكاني لما كنت قد وصلت لما أنا عليه اليوم». وتنوه الخزعلي بأنها لم تكن تتوقع نفسها يوماً تنسج سجادة يدوية بطول 3 أمتار وأكثر، إلا أن الممارسة مكنتها من صناعتها، بل بتدريب أخريات لصناعتها.وتشير الخزعلي إلى أنه برغم اجتياح الصناعة العالم فإن السجاد اليدوي ما زال يحتفظ بمكانة مميزة في المجتمع، لكونه ثميناً ويدوم على مدى السنوات، وسهل التنظيف مقارنة بالصناعي، ويمكن تمييزه من خلال وضوح الغرز فيه ودقة ملامحه، وتتسم صناعته برخص ثمن مواده الخام، مقارنة بقيمة البيع، ذلك أن القيمة المادية تعتمد على المدى الزمني الذي استغرقته الصناعة، ودقتها، وجمالها، وبالتأكيد مهارة صانعها؛ لذلك فهي مهنة تحتاج إلى الصبر والدقة لتحافظ على رونقها.
مشاركة :