التاريخ يؤكد أن أيام ساري معدودة ومحنة تشيلسي تبدو طويلة الأمد

  • 2/15/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تثير هزيمة تشيلسي الأخيرة تساؤلات صعبة: ما هو المستوى الذي يعتبره النادي القاع؟ وأي مستوى من الهزيمة يتعين على أي نادٍ عندها تغيير خططه على المدى البعيد؟ بل هل ثمة خطة طويلة الأمد من الأساس لدى تشيلسي؟ حتماً أثارت الهزيمة الأسوأ لتشيلسي على مدار 28 عاماً هذه التساؤلات الخطيرة وغيرها، وتوحي جميع السوابق بأن مثل هذه التساؤلات ستنتهي برحيل المدرب، ماوريسيو ساري.في واقع الأمر، لطالما كان هناك أمر لا يبعث على الشعور بالارتياح وراء تعيين ساري مدرباً لتشيلسي. في كل الأحوال، هذا نادٍ يتسم بقلة الصبر، وكثيراً ما ضربت الفوضى أركانه خلال السنوات الأخيرة. وتشير الأرقام إلى أن ساري المدرب الدائم أو شبه الدائم الـ11 لتشيلسي في غضون 11 عاماً منذ نهاية الحقبة الأولى لجوزيه مورينيو مع النادي. وتبدو حقبة ساري الأكثر تفرداً بينها على الإطلاق.الحقيقة أن قرار تعيين ساري كان يعني ضمنياً الالتزام بخطة طويلة الأمد وإجراء عملية إعادة بناء شامل للفريق. كما أنها تعني قبول احتمالات حدوث تراجع في النتائج قبل أن يبدأ التحسن. منذ شراء رومان أبراموفيتش النادي عام 2003، كان هذا هو النهج الذي سار عليه تشيلسي. وبالنسبة لساري، فإنه من الطبيعي أن يستغرق العمل وقتاً، ولطالما كانت هناك شكوك حول قدرته على الوصول للنتائج المرجوة - خاصة بالنظر إلى التعليمات التي أصدرها أبراموفيتش بالسعي وراء شراء مشتر - لم تكن هناك ضمانات بخصوص إلى متى سيظل مالكاً للنادي؟. ويكشف الإخفاق في تعيين مدير رياضي جديد بعد استقالة مايكل إمينالو في نوفمبر (تشرين الثاني) 2017 الكثير عن غياب التخطيط طويل الأمد داخل النادي. إلا أن مستوى الأداء خلال المباريات الأخيرة أثار قضية شائكة: فحتى إذا حصل ساري على الوقت اللازم، ليست هناك ضمانات بأنه سينجح في مهمته.من ناحيته، دافع جوسيب غوارديولا عن ساري الذي ينظر إليه باعتباره صديقاً، وتحدث عن صعوبة فرض فلسفة ما وكيف أنه جابه صعوبات كبيرة خلال الموسم الأول. إلا أن الموقفين غير متقاربين على نحو يسمح بعقد مقارنات بينهما. من ناحية، قدم غوارديولا إلى مانشستر سيتي بعد فوزه بالفعل بست بطولات للدوري وبطولتي دوري أبطال أوروبا. لقد كان بطلاً متوجاً، بينما لم يفز ساري بأي شيء.وهناك أسباب وراء ذلك، بالنظر إلى أنه اضطر للنضال لشق طريقه نحو الدوري الممتاز قادماً من دوريات الهواة. ومع هذا، يبقى ساري أشبه بمخاطرة كبيرة. واللافت أن كل هزيمة يتعرض لها تخلق قدراً أكبر بكثير من الشكوك عما تفعله الانتكاسات التي مني بها غوارديولا أمام ليستر سيتي وإيفرتون خلال موسمه الأول مع مانشستر سيتي.من ناحية أخرى، قدم غوارديولا إلى نادٍ جرى بناؤه من أجله، فقد احتشد الرئيس التنفيذي ومدير الكرة والكثير من اللاعبين حوله في استقباله، وحرصوا على أن يكون هو في المركز. أما تشيلسي فلم يكن قد أنهى ارتباطاته تماماً مع أنطونيو كونتي المطرود عندما أعلن تعيين ساري مكانه. إلا أن الاختلاف الأكبر يظل أن غوارديولا لم يعانِ قط من مذلة كتلك التي عايشها ساري أخيراً. بالتأكيد واجه مشكلات تكتيكية من حين لآخر، وتركزت في الغالب حول الاعتماد على كرات مفرطة في الارتفاع عند خط الدفاع مع قلة تمرير الكرة، لكن بدا من الممكن بسهولة إيجاد حل لذلك.إلا أن غوارديولا لم يعان قط من مثل هذا الانهيار والتداعي وسلسلة الأداء الرديء والمضطرب التي قدمها تشيلسي بعيداً عن أرضه هذا العام. الأكثر إثارة للقلق كيف تحول جورجينيو الذي جرى ضمه في الأساس لتيسير انتقال الفريق إلى فلسفة ساري داخل الملعب، إلى المشكلة الكبرى بالفريق. ربما كان اللاعب ليصبح أكثر فاعلية لو أنه محاط بمجموعة مختلفة من اللاعبين، أو ربما حال توافر قدر أكبر من الإبداع بمراكز أخرى داخل الملعب. المؤكد أنه بمرور الوقت تبدو هذه التجربة محكوم عليها بالفشل.الحق يقال إن المدرب ساري بدأ عهده مع تشيلسي بطريقة واعدة، حيث حقق 5 انتصارات متتالية ولم يخسر في الدوري حتى أواخر نوفمبر تشرين الأول الماضي. لكن بعد الهزيمة 4 - صفر أمام بورنموث، ثم الخسارة المذلة أمام مانشستر سيتي، ثارت تساؤلات بشأن اتجاه النادي. ورغم كل ما قيل عن «نهج ساري الثوري» ظهر تشيلسي من دون روح، وافتقد لاعبوه للدافع في ظل غياب خطة حقيقية لمواجهة فريق المدرب غوارديولا.وتحتاج تشكيلة تشيلسي المتقدمة في العمر لعملية كبيرة لإعادة البناء وبث الحيوية فيها للارتقاء إلى مستوى الطموحات.فإذا كان تشيلسي مقتنعاً بأن ساري هو المدرب القادر على قيادة الفريق، فالنادي بحاجة لمساندته بشكل تام وتغيير سياسة التعاقدات للتحول من ضم لاعبين يريدهم المدرب إلى لاعبين يعمل معهم المدرب. لكن في حال فقد الثقة في ساري يتوجب البحث عن مدرب يتمتع بسجل جيد في تطوير اللاعبين الشبان، لأن تشيلسي لا يزال يفرز لاعبين شبان موهوبين ثم يعيرهم أو يبيعهم. وربما تشكل الفوضى الحالية فرصة لإحداث تغيير جذري في تفكير النادي؟وهذه هي أسوأ هزيمة لتشيلسي في الدوري منذ سقوطه 7 - صفر أمام نوتنغهام فورست في 1991، وستطرح تساؤلات بشأن اتجاه الفريق مع الإيطالي ساري بعدما تراجع إلى المركز السادس برصيد 50 نقطة متأخرا بنقطة واحدة عن المربع الذهبي.وقال أزبليكويتا قائد تشيلسي، إنها «واحدة من أسوأ الليالي في مسيرتي. من الصعب شرح ماذا حدث. عندما نخسر 6 - صفر يجب علينا تقبل أننا لم نلعب بشكل جيد وارتكبنا الكثير من الأخطاء. انتصارنا 2 - صفر على سيتي في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) في ستامفورد بريدج كان لأننا لعبنا بشكل جيد وكنا متحدين. هذا لم يحدث في المواجهة الثانية».وأضاف: «كل ما أستطيع فعله هو الاعتذار للجماهير لأن ما حدث ليس مقبولاً».

مشاركة :