بكتيريا الأمعاء ودورها في درء أعراض الحساسية

  • 2/15/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تمثل الالتهابات البكتيرية والفيروسية للجهاز الهضمي سبباً رئيسياً للأمراض والوفيات لدى الأطفال والكبار، لكنها أكثر شيوعاً لدى كبار السن. ويوفر الجهاز المناعي المخاطي الخط الأول في الدفاع ضد مسببات الأمراض التي يصاب بها الإنسان عن طريق الابتلاع أو الاستنشاق، وخصوصاً منع ظهور حالات التحسس وأمراض الحساسية. وتتأثر وظيفته سلباً أكثر في المسنين.- بكتيريا الأمعاءتشير الأدلة إلى أن أنواع البكتريا التي تستعمر جسم الإنسان، والتي تسمى «ميكروبيوم (microbiome) النبيت الجرثومي المعوي»، قد تكون السبب وراء زيادة الحساسية لدى الأشخاص الذين يعيشون في الدول الصناعية منذ أواسط القرن العشرين.وقد تم تشخيص أحد أنواع البكتيريا المعوية هذه، التي تساعد على منع الحساسية لدى الأطفال، وتبين أن الأطفال الذين تأخذ امهاتهم مكملات «بروبيوتك probiotic» يتعرضون لخطر أقل من أعراض التحسس، في حين أن الذين يولدون بعمليات قيصرية، تؤثر بدورها على أنواع البكتريا في الأمعاء، يتعرضون لخطر أكثر في توليد الحساسية.وكانت كاترين ناجلر، ومجموعتها البحثية من جامعة شيكاغو، قد وجدت في دراسة سابقه أن الأطفال الذين لديهم حساسيه لحليب الأبقار يمتلكون اختلافات كبيره في بكتيريا الأمعاء عن الذين ليست لديهم حساسية. وقد أظهرت نتائج الدراسة أن الفئران التي لقحت ببراز الأطفال المتحسسين، ظهرت لديها تفاعلات شديده جداً عندما أعطيت حليب الأبقار للمرة الأولى. ولم تظهر تلك التفاعلات نفسها في الفئران التي أعطيت براز الأطفال غير المتحسسين.- بكتيريا ضد الحساسيةوتشير هذه النتائج إلى أن هناك حاجه لوجود أنواع معينه من البكتيريا لكي تمنع التحسس الشديد. وعند جمع النتائج حول مجاميع البكتيريا والتكوين الجيني في الأمعاء، وجد الباحثون أن أحد أنواع البكتيريا، وهو «Anaerostipes caccae»، يبدو كعامل وقائي. وإذا ما تم زرع هذه البكتيريا في الفئران الذين ليست لديهم بكتيريا معوية، فسوف لن تظهر عليهم تفاعلات تحسسية لحليب الأبقار.وتبين أن بكتيريا «Anaerostipes caccae» تنتج حمضاً دهنياً يدعى «الزبدات butyrate»، المعروف بأنه من المغذيات المهمة للنبيت الجرثومي الصحي في الأمعاء. وقد بدأت بالفعل العالمة ناجلر بإنشاء شركة «كلوسترا بايو ClostraBio»، لتطوير زبدات صناعية للمساعدة في تسهيل وتقليل التحسس للأغذية، وتأمل أن يتم اختبارها في التجارب السريرية في السنوات القليلة المقبلة.ووجدت دراسات أخرى أن البكتيريا المفيدة تقلل الإصابة بالحساسية، إذ اكتشف باحثون في جامعة توركو (بفنلندا) أن المكملات الغذائية التي تحتوي على البكتيريا المفيدة، مثل العصويات اللبنية، وتعرف باسم «بروبيوتيك»، تساعد على الوقاية من حالات الحساسية، ووجدوا أن إدخال البكتيريا المفيدة إلى الأمعاء قد يمنع إصابات الأكزيما الجلدية والروماتيزم والربو والتفاعلات التحسسية الأخرى.وكشف الأطباء عن وجود أكثر من 500 سلالة مختلفة من البكتيريا في القناة الهضمية تلعب أدواراً مهمة في صحة وسلامة هذه المنطقة، وتؤثر بصورة غير مباشرة في الجسم بكامله، موضحين أن هذه السلالات المختلفة تحفز الجينات الموجودة في جدار الأمعاء التي تؤثر في تطوير نظام المناعة فيها، ومهاجمة البكتيريا المؤذية، وتساعد على هضم الطعام.وقال الخبراء إن السلالات البكتيرية في أمعاء المواليد الجدد تكون مختلفة عنها عند البالغين، وترى البحوث التي أجريت حول إصابات الأكزيما أن الخليط الصحيح من هذه السلالات يؤثر في طريقة تطور جهاز المناعة. ويعتبر الخلل في توازن هذه البكتيريا في الفترات الأولى من الحياة المسؤول عن الإصابة بالاضطرابات الالتهابية، كالتهاب المفاصل الروماتيزمي والربو.ويخطط العلماء لإجراء المزيد من البحوث حول البكتيريا الحيوية، وتأثيرها في الجسم، وتحديد إمكانية استخدامها في علاج أنواع متعددة من الإصابات والأمراض.- الهرم المناعيويطلق على الانخفاض المرتبط بالشيخوخة في وظيفة المناعة مصطلح «التشيخ أو الهرم المناعي immunosenescence»، وهو يرتبط مع تقلص القدرات لتوليد المناعة الوقائية، وانخفاض فعالية اللقاحات، وزيادة حدوث السرطان والالتهابات والمناعة الذاتية، إضافة إلى ضعف قدرة الجسم على توليد تسامح مع المستضادات غير المؤذية (المستضادات مواد تثير الاستجابة المناعية من قبل الجسم، وقد تكون جراثيم أو فيروسات تدخل الجسم). وتشير التقديرات الحالية إلى أنه بحلول عام 2050، ستكون نسبة 40 في المائة من سكان بريطانيا بعمر أكثر من 65 سنة، مما يسبب تحديات صحية كبيرة. لذلك فإن الفهم الشامل للآليات التي تسهم في تطوير مناعة الغشاء المخاطي لدى كبار السن يعتبر من الأمور المهمة.

مشاركة :