منذ أسابيع قليلة ودعنا بطولة كأس آسيا لكرة القدم، ومشاركة منتخبنا التقليدية الأقل من العادية، ومن قبلها كانت مشاركتنا وإن بلغت من الأهمية بمكان إلا أنها لم ترق إلى ربع ما كنا نتمنى، عن كأس العالم أتحدث، في كلتا البطولتين كم كانت النار مستعرة في التحليل والحديث عن واقع كرتنا الوطنية ومنتخبنا الأول، بين البطولتين كانت هنالك بطولة آسيا للشباب التي تعد بمنزلة إشعال شمعة في العتمة، ولكن يبقى أن تلك الحالة من عدم الرضا والوعود بالتغيير وإعادة التفكير والبناء والتأسيس، كلها كانت مجرد فقاعات للملمة الجروح، وتهدئة الرأي العام، والانتقال إلى مرحلة جديدة من الخيبة والإحباط وعدم تحقيق النتائج. منذ أيام تابعت بعض الأخبار عن بعض المنتخبات مثل اليابان وكوريا الجنوبية واتحادات كرة القدم لديها تقوم بعمل برامج وورش عمل لتحليل لماذا لم يحققوا البطولة الآسيوية، وكيف يعودون إلى السيطرة والهيمنة على الساحة الكروية في القارة الصفراء، ونحن كذلك عدنا إلى استوديوهاتنا وصحفنا الرياضية وبدأنا نجلد الذات ونجلد أنفسنا، ودخول مستمر في عالم من العنصرية البغيضة العمياء، حتى إنني سمعت أحدهم يقول إن تقنية الفار صنعت فقط لكي يفوز الفريق الفلاني ويخسر الفريق العلاني، وبكل اقتناع وبكل ثقة وجد من صنفه من يؤيده ويثني على كلامه ورأيه. أقول لعل هنالك شيئا أو عملا في اتحاد كرة القدم، لكن أليس من حقنا أن نعرف إن كان هنالك أساسا شيء يريدون أن يباشروا فيه؟ هل اعتدنا الخروج المبكر والمشاركات المتواضعة ومجرد أننا ننتظر بطولة نكون فيها حالة طفرة أو تردي مستويات خصومنا؟ أليس الواجب يا اتحاد كرة القدم أنكم من الآن تعلنون خطتكم نحو كأس العالم 2022؟ تحديد الهدف وتمكين المنتخب من الإدارة الفنية اللازمة، أم سنعود إلى رحلة البحث والتجربة، ونغير المدربين، ودفع شروط الجزاء في العقود؟ لا أعلم حقيقة لماذا هذه السلبية، من حولنا الكل بدأ بالتحرك، حتى اتحادات كرة قدم لدول لا تملك ربع ما نملك من خبرات ومهارات وإمكانات، وسننتظر اقتراب موعد التصفيات لتبدأ المعاناة من جديد، وتبدأ التصريحات النارية ثم التصريحات المورفينية، ويستمر مسلسل الفار تقنية خصيصا لفوز فريق وخصيصا لخسارة فريق آخر، وخلال هذه الفترة ستشهد أنديتنا مزيدا من الإقصاء الممنهج للاعبين السعوديين، وهدر الموارد والأموال على لاعبين أجانب. ما نريده هو تأسيس هيئة خاصة بالبطولات الدولية أو القارية أو الإقليمية، هيئة تعنى بالرقابة والمتابعة، نعلم أن إعلامنا مخدر من هذه الناحية، وهو إعلام المواسم عند الحدث أو بعد وقوعه، لكن إعلام ما قبل الحدث ودق ناقوس التنبيه والحذر - مع الأسف الشديد - لا نملكه، نريد هيئة مستقلة بقيادة بطل الفورمولا الأمير عبدالعزيز، وهو قادر على أن يأخذنا بسرعة لما نصبو إليه، هيئة تختص بالرقابة على مشاركات منتخباتنا الوطنية، تستدعي كل اتحاد وتطلب الخطط والدراسات والإعدادات والاستعدادات، تملك قناتها الإعلامية الخاصة ولا هم لها إلا جدول البطولات وتوقعات كل اتحاد، وكل من يخلف وعده ولا يحقق ما هو ممكن فليرحل. كنت سابقا قد طلبت اتحاد رؤية 2030، واليوم هيئة المنتخبات الوطنية، الفكرة ليست بتعداد المؤسسات، بل بكل صراحة أقولها الفكرة في أننا نبحث عن البديل عما هو قائم الآن؛ لأن القائم لم يحقق شيئا د. طلال الحربي
مشاركة :