دبابات تركية تتوغل في سوريا لإعادة رفات جد مؤسس السلطنة العثمانية

  • 2/23/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أمس الأحد ان تركيا قامت بعملية عسكرية واسعة ليلا لإعادة رفات سليمان شاه جد مؤسس السلطنة العثمانية، وإجلاء 40 جنديا يتولون حراسة قبره في منطقة يسيطر عليها تنظيم داعش. وقال داود أوغلو ان هذه العملية العسكرية تقررت بسبب تدهور الوضع حول الجيب التركي الصغير الذي تبلغ مساحته بضع مئات من الأمتار المربعة في قلب البادية السورية ويضم قبر سليمان شاه جد مؤسس السلطنة، عثمان الأول. وأكد في مؤتمر صحفي عقده في مقر قيادة الجيش والى جانبه وزير الدفاع عصمت يلماظ وقائد الجيش الجنرال نجدت أوزل، «ان العملية بدأت بعبور 572 جنديا عبر مركز مرشدبينار الحدودي» جنوب شرق البلاد. ووصفت دمشق العملية العسكرية التركية داخل الأراضي السورية بانها «عدوان سافر»، محملة سلطات أنقرة «المسؤولية المترتبة على تداعيات» هذا الأمر. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن مصدر في وزارة الخارجية قوله «ان تركيا لم تكتف بتقديم كل أشكال الدعم لأدواتها من عصابات داعش والنصرة وغيرهما من التنظيمات الارهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة، بل قامت فجر أمس بعدوان سافر على الأراضي السورية». وقال داود أوغلو: ان نحو أربعين دبابة دخلت الأراضي السورية ترافقها عشرات الآليات المدرعة الأخرى بمؤازرة الطيران في اطار العملية التي أطلق عليها اسم «شاه فرات»، مؤكدا ان العملية انتهت بدون معارك. وأكد رئيس الوزراء نقل الرفات «مؤقتا الى تركيا لتدفن لاحقا في سوريا»، مؤكدا ضمان أمن منطقة في الأراضي السورية في بلدة آشمة التي تبعد بضعة كيلومترات فقط عن الحدود لإعادة نقل رفات سليمان شاه اليها في الأيام المقبلة. وعبر عن ارتياحه «لحسن سير» العملية العسكرية التي كانت «تنطوي على مخاطر كبيرة» وجرت في عمق نحو 35 كيلومترا داخل الأراضي السورية. وأكد داود أوغلو ان كافة القوات التركية والقوة التي تتولى حراسة القبر عادت سالمة في وقت مبكر صباح أمس الأحد الى تركيا وقد تم تدمير كل ما تبقى من بناء في المكان. المعارضة تنتقد لكن المعارضة التركية انتقدت بشدة ما اعتبرته «انسحابا قدم على انه نصر عسكري من قبل الحكومة» الإسلامية المحافظة. وقال غورسيل تكين الامين العام لحزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة في البرلمان «للمرة الأولى في تاريخ الجمهورية التركية نخسر أراضينا بدون قتال، انه أمر غير مقبول». من جهته، كتب سنان اوغان المسؤول في حزب الحركة القومية (يميني) على حسابه على موقع تويتر «انها فضيحة»، مضيفا «لقد أخفقتم في حماية قبر جدنا الأول وجنودنا الذين أرغموا على الانسحاب، عار عليكم». وبثت محطات التلفزة التركية صورا لجنود يغرسون خلال الليل العلم التركي في الموقع الجديد الذي سيضم قبر جد مؤسس السلطنة العثمانية الذي قتل في البادية السورية في القرن الثالث عشر فيما كان يهرب أمام زحف المغول. ونقل موقع هذا القبر الى مكان اخر على الأرض السورية يكتسي اهمية سياسية ودبلوماسية بالنسبة لأنقرة التي ترغب في إظهار انها «لم تخسر» أمام الجهاديين، كما علق المراقبون. الى ذلك لفت داود أوغلو الى «ان تركيا لم تحرم من اي من حقوقها فيما يتعلق بالقانون الدولي» الذي يمنح قطعة من الأرض السورية للقبر. وشدد على القول «كنا مستعدين للرد بأقوى طريقة على اي هجوم يمكن ان يستهدف قواتنا». وقد قتل جندي تركي «في حادث» أثناء عملية التوغل التركية كما أعلنت هيئة أركان الجيش في بيان. وكانت تركيا هددت مرات عدة الجهاديين بعمليات انتقامية اذا هاجموا الجنود الأتراك الذين يحرسون الموقع الخاضع للسيادة التركية ويشكل اهمية رمزية وتاريخية في شمال شرق حلب. ويتمسك النظام الاسلامي المحافظ الحاكم في تركيا منذ 2002 بشكل خاص بحقبة السلطنة العثمانية التي تأسست على أنقاضها جمهورية تركيا في 1923. ويقع القبر على ضفة نهر الفرات ويعتبر أرضا تركية منذ التوقيع على معاهدة بين فرنسا التي كانت تحتل هذه الأراضي وتركيا في 1921. وفي عام 1973 نقل القبر شمالا بسبب بناء سد لكن الملكية بقيت على وضعها. وقد قطعت تركيا علاقاتها مع حليفها السوري السابق ونظام الرئيس بشار الأسد منذ اندلاع النزاع المسلح في هذا البلد في 2011. وكان البرلمان التركي أعطى الضوء الأخضر العام الماضي لحكومة أنقرة للتدخل في سوريا وفي العراق ضد تنظيم داعش واستضافة قوات أجنبية قد تشارك في اي عملية عسكرية على أراضيها.

مشاركة :