المشاركون في الجلسة الثالثة من "مؤتمر الدفاع": توحيد الجهود "سر الوصول" إلى العالم المشرق

  • 2/15/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت الجلسة الثالثة من مؤتمر الدفاع الدولي 2019، أن توحيد الجهود «سر الوصول» إلى العالم المشرق، مشيرين إلى أن التكنولوجيا الحديثة ستسهم في تقليل وظائف بعينها، ولكنها تسهم في استحداث وظائف أخرى، مما يتطلب العمل منذ الآن من خلال تدريب الأشخاص الذين سيفقدون وظائفهم مستقبلاً، وفقاً للمهارات التي سيحتاجها العالم خلال السنوات المقبلة. وتناولت الجلسة محور «تكثيف جهود الابتكار ومواءمتها مع الأولويات»، بمشاركة كل من بدر سلطان العلماء رئيس وحدة صناعة الطيران والدفاع في شركة مبادلة للاستثمار، والبروفيسور أوداي ديساي، مدير المعهد الهندي للتكنولوجيا في الهند، وشون ماكجورك، نائب رئيس الخدمات السيبرانية في شركة دارك ماتر، وبيتر بيرغن، بروفسور الممارسات التطبيقية في جامعة أريزونا بالولايات المتحدة الأميركية. وقال بدر العلماء: «توجد 3 عوامل للنجاح في بيئة تصنيع التطبيقات المرتبطة بالإبداع والابتكار وتشمل الكفاءة والإنتاجية والقدرة على تكرار الفعالية، حيث إن الذكاء الاصطناعي هو طريقة ثورية وتطبيقات أتاحت المجال لتقليل التكاليف وترتبط مباشرة بأهمية وجود الفكرة المبتكرة القادرة على الاتجاه بالعالم نحو مستقبل أفضل ومتكيف مع ما يواجهه من تحديات»، وأضاف العلماء، إن الإبداع والابتكار هو الذي يعزز من الثورة المعلوماتية والتكنولوجيا، وفقاً للمستوى المتوقع من الجودة، ففي صناعة الطيران يوفر الابتكار معرفة العناصر المؤثرة على الطائرات. كما أن الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً في تقليل الحوادث الناجمة في الرحلات، من خلال البيانات ومجموعة المعلومات والقدرة على التحليل التي يوفرها مزج مفهوم الابتكار بما نشهده من ترسيخ لمفهوم الذكاء الاصطناعي، وتابع :«إن الذكاء الاصطناعي بإمكانه القيام بأمور كثيرة، فمثلاً «البلوك تشين» بإمكانه أن يسهم في تأمين التعاملات بشكل كامل، وغيرها من التقنيات التي لها أوجه مختلفة للاستفادة منها أو تشكل جانباً سلبياً وفقاً للنوع الذي يتم استغلاله خلالها، فاليوم يجب ترسيخ أهمية وجود الأهداف المشتركة التي ستدفع الدول والشركات للانتقال من البيئة التنافسية إلى البيئة التعاونية». تخطي الأخطار وأشار العلماء إلى أن تخطي الأخطار التي تواجه العالم اليوم سواء من هجمات رقمية أو تدمير للبنية التحتية لمنظومة العلومات، يحتاج للتشارك وبحث المعلومات المشترك. وأفاد بأن التكنولوجيا الحديثة ستسهم في تقليل وظائف بعينها، ولكنها تسهم في استحداث وظائف أخرى، مما يتطلب العمل منذ الآن من خلال تدريب الأشخاص الذين سيفقدون وظائفهم مستقبلاً، وفقاً للمهارات التي سيحتاجها العالم خلال السنوات المقبلة، عبر صقل كفاءاتهم الوظيفية والاستفادة من خبراتهم المتراكمة سابقاً ودمجها في النوعية الجديدة من المهارات وأساليب العمل المتطلبة. ولفت إلى أن دولة الإمارات محظوظة بوجود مجلس التوازن الاقتصادي الذي مكن الدولة من دخول مجال تصنيع أجزاء المركبات الجوية، حيث يوجد اليوم مصنع لتصنيع هذه الأجزاء بأيدي عاملة إماراتية، ومنهم 10% من النساء، ما يؤكد نهج استشراف المستقبل لدى صناع القرار وإدراكهم العميق بضرورة الدخول في مجالات تصنيع جديدة، تحظى بالإقبال العالمي المستقبلي، والذي سيكون له الأثر في تأكيد مكانة الدولة وإبراز كوادرها في مختلف المجالات. البحث والتطوير من جهته، قال أوداي ديساي:» لدينا في العالم العديد من المؤسسات الخاصة بالبحث والتطوير التي تعمل على معالجة المشكلات الفنية والتقنية لدى الجهات العاملة في القطاع الدفاعي وتقدم لها الدعم الذي تحتاجه للتوصل إلى أفضل التقنيات في مجال الدفاع، عبر المزيج الذي يجمع بين الخبراء المتخصصين في قطاعات التصنيع العسكري والأكاديميين من أصحاب التجربة العلمية الممتدة». وأشار إلى أننا نعيش اليوم عالماً مفتوحاً بما يحتويه من ابتكارات وإبداعات مختلفة، إلا أن النقطة الأساسية وجود الابتكارات عالية التطور التي لا يتم مشاركتها مع الآخرين نظراً لوجود التنافس والتحديات. ولفت إلى أن العالم ورغم انفتاحه إلا أنه أصبح أكثر تعقيداً، فلا يوجد مختبر واحد لتصنيع السيارات أو الطائرات، وبالتالي التعاون والتشارك ضرورة، والجميع يستطيع أن يتشارك في تقديم الأجزاء الصغيرة أولاً. وذكر أنه من المهم وجود التفاعل بين المؤسسات البحثية ووزارات الدفاع والجهات العاملة في القطاع قبل مرحلة التصنيع، من خلال إحضار الباحثين في التصنيع الدفاعي إلى الصفوف الدراسية الأكاديمية، ودمج مهارات الطلبة والكفاءات الشابة بتوفير المعدات والأدوات المتوفرة في الجهات الحكومية، حيث لابد من وجود استمرارية في الاستثمار بالبشر، عبر التداخل والتشارك بين مختلف المؤسسات. منهجية الابتكار من جهته قال شون ماكجورك: «إن تبني العالم منهجية أن الابتكار هو العنصر الأساسي المرتبط بالتطور، فكلما ازداد عدد الأنظمة والمؤسسات الداعية والداعمة للابتكار، شهدنا ارتفاعاً ملحوظاً في مستوى التطور بمنظومة الخدمات المتكاملة، ولذلك ننظر إلى المستقبل باعتباره شاملاً للتقنيات الثورية القادرة على اتخاذ القرارات في أقل جزء من الثانية، حيث لدينا مزيج بين المعدات والبرمجيات تتحرك بسرعة الآلة لا الإنسان. وأضاف: علينا أن نرسخ مفهوم «البوصلة الأخلاقية» للذكاء الاصطناعي، فهناك أشخاص يستخدمون التكنولوجيا والتقنيات في منازلهم بدون وجود اعتبارات أخلاقية أو اهتمام بالنتائج الوخيمة التي قد تهدد المجتمعات، وبالتالي علينا أن نفكر في جوهر عمليات التطوير ودمج المفاهيم والقيم في التفنيات لنحصد أفضل النتائج خلال مراحل العمل المقبلة. جهود متناسقة وأشار إلى أنه لابد من وجود جهود متناسقة ومتناغمة بين الجيل الصاعد والقوى العاملة المستقبلية، لافتاً إلى وجود برامج في دولة الإمارات تركز على الاستثمار في التعليم من خلال استشراف تحديات المستقبل، وتوفر هذه البرامج المعرفة العامة حول الدفاع المادي العسكري والأمن السيبراني، عبر إدراج البيئة المناسبة لطرح هذه المفاهيم في المناهج التعليمية نظراً لوجود القناعة بأهمية بناء القدرات. ورداً على سؤال حول أسباب وجود تحدي المشاركة المعلوماتية، أوضح أنه من المهم النظر للأثر الناتج عن استخدام الموارد لتحقيق الهدف المشترك، وتمكين ذلك من خلال الاستثمار المكثف لترسيخ فكرة توزيع الأعباء العالمية بحيث يتم التوصل لعالم أكثر إنتاجية بشكل أسرع، نظراً لتقاسم التحديات وتشارك المعلومات ومواجهة الأخطار المحدقة في العالم. التقدم التكنولوجي من ناحيته قال بيتر بيرغن:» أصبحت الجماعات الإرهابية، تستخدم التقدم التكنولوجي في عملياتها، حيث استخدم التنظيم الإرهابي «داعش» الطائرات بدون طيار خلال عملياته، مستفيداً بتقنيات الواقع الحالي والتطور السريع في العالم الافتراضي، حيث أصبح بإمكان هذه الجماعات أن تستخدم البيانات المتاحة للتصنيع المحلي القادر على إحداث الخطر». وأضاف، شهدنا أيضاً استخدام جماعة «الحوثي» الإرهابية في اليمن أنواعاً حديثة من الطائرات بدون طيار، إضافة إلى الصواريخ الباليستية والقوارب المسيرة التي يتم تزويدها بهم من خلال إيران، لذلك فالحديث عن دور التكنولوجيا في الحروب ليس أمراً مبالغاً فيه بل حقيقة شهدناها في الحروب المعاصرة والمتواصلة بسبب المنحى الجديد للصناعات العسكرية المستفيدة من التقنيات المختلفة. وأشار إلى أن الفضاء قد يكون وجهة جديدة للحروب المحتملة، فالآن تعتمد الدول على الأقمار الاصطناعية في رصد وتحليل المعلومات والحصول على البيانات، حيث يعتمد نظام عملنا سواء من خلال أنظمة الاتصالات أو البث الفضائي وغيرها من الأمور على صلاحية وعمل الأقمار الموجودة، وهو ما جعل بعض الدول تلجأ لاختراق الأقمار الاصطناعية لدول أخرى، كإجراء دفاعي أو هجومي. ونوه إلى أن الحديث أيضاً اليوم امتد لتشكيل جيوش فضائية ووحدات خاصة بذلك، مما يجعلنا ندرك أن العالم ينتقل من مرحلة الحروب المادية التي تعتمد على الآلات والمعدات إلى مراحل أخرى متسارعة ومتطورة، لا تتوقف عند حد معين أو طريقة معينة، ولا ترتبط بمكان محدد من سواه، بل تشمل جميع الأمور التي ترتبط بالتقنيات والآلات.

مشاركة :