أصيب عشرات الفلسطينيين برصاص الاحتلال الاسرائيلي وبالاختناق جراء قمع التظاهرات السلمية في قطاع غزة والضفة الغربية. وقالت وزارة الصحة في غزة إن 20 فلسطينيا أصيبوا برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي جراء قمع جمعة “غزة عصية على الانفصال والانكسار” ضمن مسيرات العودة وكسر الحصار على حدود قطاع غزة. بينما أعلن الهلال الاحمر الفلسطيني اصابة 109 مواطن جراء قمع قوات الاحتلال الاسرائيلي مسيرات العودة شرق القطاع. وقال محمود خلف القيادي في الجبهة الديمقراطية وعضو الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة “إن هناك توجها لدى غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية للرد على جرائم الاحتلال الاسرائيلي التي ترتكب بحق المتظاهرين السلميين في مسيرات العودة وكسر الحصار. وأضاف خلف في تصريحات صحفية “رغم الظروف المناخية إلا أن شعبنا خرج اليوم ليؤكد على حقه في إنهاء الحصار”، مطالبا العالم بالتحرك ضد الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني. ووجه خضر حبيب القيادي في حركة الجهاد الاسلامي وعضو الهيئة الوطنية لمسيرة العودة رسالة للاحتلال الاسرائيلي قائلا:” إن غزة عصية على الانكسار، والكسر والتركيع وفرض شروط الاستسلام عليها، ولأنها أصيلة، فإنها تزداد بعد كل محنة قوة وصلابة ولن يهدأ بال لأي مواطن أو صامت أو مترقب لاستسلامها، فهي من تملك زمام المبادرة وهي من تثبت عقارب البوصلة نحو القدس، وهي المنارة في عتمة الانهزام وسطوة الجلاد الأمريكي الصهيوني والتطبيع”. وقال حبيب في مؤتمر صحفي عقب اختتام فعاليات مسيرات العودة مساء الجمعة:” إن رسالتنا إلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة والقوى الأوروبية ان لا يخلطوا بين القناعات السياسية المغلوطة في أذهانهم، وبين الوضع الإنساني في غزة وأن لا يرتكبوا خطيئة السكوت على الجرائم التي ترتكب في غزة، وان لا يكتفوا بالتشخيص وأن لا يظلوا مترددين مرتهنين الى السياسة الامريكية المنحازة الى جرائم الاحتلال، وان يرفعوا الحصار عن غزة وأهلها، وإلا فإنهم يتحملون المسئولية الإنسانية الكارثية التي تواجه المحاصرين في غزة، وان لا يسمحوا للعدو الصهيوني بارتكاب جرائم جديدة تضاف الى سجله الاجرامي على شعبنا”. وأضاف “رسالتنا الى بعض المتنفذين من قادة امتنا العربية والإسلامية، اياكم والانخراط في جريمة التطبيع مع العدو وتسهيل مهمته في قتل أطفالنا وسرقة مقدراتنا، وتهديد مقدساتنا، والسطو على أحلامنا في العودة والتحرير وتقرير المصير، فليست هذه أخلاق العروبة، وشهامة العرب والمسلمين، كما نعلن رفضنا لمؤتمر وارسو المشبوه الذي يهدف إلى تنفيذ صفقة القرن ومحاربة كل القوى الحية في امتنا التي ترفض التطبيع وتحارب الكيان الغاصب”. وطالب القيادي في حركة الجهاد الاسلامي الوسطاء بالسعي الحثيث لاستدراك الكارثة الإنسانية العبثية المفروضة على غزة وأن يزيدوا من وتيرة العمل للضغط على الاحتلال لرفع الحصار ونزع فتيل الانفجار، وتنفيذ المشاريع المختلفة التي تسهم في انهاء الحصار. ودعت الهيئة الوطنية الجماهير الفلسطينية للاحتشاد يوم الجمعة القادمة تحت عنوان ( مسيرات العودة وكسر الحصار خيارنا ) وذلك ردا على كل الأصوات التي وصفتها بالانهزامية والانتهازية التي تشكك في هذا العمل الوطني والجماهيري. وفي نابلس، أصيب مواطنان برصاص الاحتلال خلال مواجهات في قرية عوريف. وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الصفة غسان دغلس “ان مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال عقب اداء صلاة الجمعة فوق الاراضي التي جرى تجريفها صباحا في عوريف”. وأضاف “أن مواطنين اثنين اصيبا بالرصاص الحي وهما فرحان نجم شحادة واصيب بعيار حي في القدم، ويوسف علي واصف شحادة واصيب بعيار حي في الظهر”. وفي رام الله، أصيب عشرات المواطنين بحالات اختناق شديد، خلال قمع قوات الاحتلال مسيرة بلعين الأسبوعية، التي انطلقت عقب صلاة اليوم الجمعة من وسط القرية باتجاه جدار الفصل العنصري الجديد في منطقة أبو ليمون في الجهة الجنوبية منها. وأطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي، والمعدني المغلف بالمطاط والقنابل الصوتية وقنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة تجاه المشاركين من أهالي القرية، ونشطاء سلام اسرائيليين، ومتضامنين أجانب، ما أدى لإصابة العشرات بالاختناق. وندد المشاركون في المسيرة التي دعت اليها اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين، بمؤتمر وارسو وما تسمى “صفقة القرن”، حيث رفعوا العلم الفلسطيني ورددوا الهتافات الداعية الى الوحدة الوطنية، ومقاومة الاحتلال، وإطلاق سراح جميع الأسرى والحرية لفلسطين وعودة جميع اللاجئين الى ديارهم وأراضيهم التي هجروا منها. كما جدد أهالي قرية كفر قدوم شرق محافظة قلقيلية، عبر مسيرتهم الأسبوعية المناهضة للاستيطان، دعمهم وتأييدهم لجهود القيادة الدبلوماسية التي يقودها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كافة المحافل لإفشال “صفقة القرن”، وكل المؤامرات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية. وقال منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم مراد شتيوي، إن المئات من أبناء القرية خرجوا في مسيرتهم الأسبوعية اليوم الجمعة، والتي تخللها زجل شعبي وطني وصولا إلى شارع القرية المغلق منذ اكثر من 15 عاما، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال نصبت كمائن بين أشجار الزيتون لاعتقال الشبان، دون أن يبلغ عن اعتقالات. وأكد شتيوي استمرار مسيرات كفر قدوم الأسبوعية رغم وسائل القمع المختلفة التي استخدمتها قوات الاحتلال في السنوات الماضية حتى تحقيق أهدافها التي انطلقت من أجلها.
مشاركة :