قدمت مدارس مملكة البحرين تجارب متميزة في تطبيق قرار وزارة التربية والتعليم تفعيل حصص القراءة اليومية، ومن ضمنها مدرسة المستقبل الابتدائية للبنات، والتي نستعرض في هذا التقرير جوانب من تجربتها لتحقيق أهداف هذا المشروع التربوي، ومن أهمها تطوير مهارات الطلبة في استخدام اللغتين العربية والإنجليزية، وزيادة إقبالهم على القراءة والبحث والاطلاع، وتعزيز قيم التسامح والتعايش والحوار واحترام التعدد الفكري والثقافي.آلية التطبيق في البداية، سعت الهيئتان الإدارية والتعليمية بالمدرسة إلى نشر ثقافة المشروع في صفوف الطالبات وأولياء أمورهن، من خلال قنوات التواصل المتنوعة، وقامت بمتابعة الاستعدادات لتطبيق المشروع قبل بدء الفصل الدراسي الثاني، وتوفير ما يلزم من قصص وأنشطة وغيرها من المتطلبات وأعدت أنشطة تدريبية لقياس مدى الاستفادة من الحصة القرائية، مع التركيز على المهارات الكتابية، وتنمية مهارات التفكير العليا، وإتاحة الفرصة للتلميذات لإظهار مواهبهن في الإلقاء والعرض والتحدث أمام الآخرين من خلال عرض ملخص ما تم قراءته. وتم تسليم مربيات الصفوف حقائب تتضمن قصصا متنوعة، مع توظيف التكنولوجيا الرقمية، ومن ذلك استخدام القصص الإلكترونية لطالبات الصف الأول الابتدائي، مراعاة لقدراتهن الدراسية، وتمت متابعة سير حصص القراءة من قبل فريق التنظيم بإشراف ومتابعة القيادة العليا بالمدرسة لتشجيع المعلمات والتلميذات على تطبيق المشروع، وحرصت القيادة المدرسية على استثمار جميع المرافق المدرسية في تعزيز وتطبيق المشروع، حيث تم تطبيقه في الساحات والممرات المدرسية.إيجابيات واضحة لاحظت إدارة المدرسة أن من إيجابيات تطبيق هذا المشروع، مساهمة في تنشئة جيل قارئ مثقف، وتنمية الاتجاهات الإيجابية لدى الطلبة تجاه القراءة والاطلاع، خاصة في عصر التكنولوجيا الذي تسبب في عزوف العديد عن القراءة، وأثر بشكل كبير في إثراء الحصيلة اللغوية لدى الطالبات وتوسيع معارفهن، وتعزيز مهاراتهن وخاصة في مادة اللغة العربية، واللغة الإنجليزية، كما ساهم في تنمية الخيال الحر لدى التلميذات، وتعزيز القيم السلوكية ولاسيما قيمة المواطنة والتسامح من خلال تنوع القصص التي تقرأنها، وتعزيز المنهج الدراسي ودعم عملية التعلم لدى الطالبات، كما عمل على ربط الطالبات بالعالم الخارجي من خلال القراءة عن الثقافات الأخرى. مبادرات تطويرية هذا وقد قامت إدارة المدرسة بتقديم مبادرات تطويرية من أجل تسهيل تطبيق المشروع ونشر ثقافة القراءة بين الطلبة، وذلك من خلال توفير حقائب متنقلة لقصص منتقاة بين المدارس للمساهمة في تنوع القصص والمادة المقروءة، مع تحري نوعية القصة (ذات غلاف ونوعية ورق عالية الجودة منعا من تلفها)، والتوجيه دائما والإرشاد إلى الاستفادة من البوابة التعليمية والمكتبية الرقمية في إرفاق قصص إلكترونية وأنشطة معززة للمشروع لتكون في متناول الجميع، إلى جانب تعزيز الشراكة المجتمعية من خلال مشاركة أولياء الأمور ممن يمتلكون المؤهلات التربوية المناسبة لتقديم حصص قرائية مثل مشروع (قصتي برفقة أمي). وقد أسهمت هذه المبادرات في تشجيع الطالبات على الانتقال من مرحلة القراءة الى انتاج المادة المقروءة مثل القصص القصيرة وتحويلها كذلك الى صيغة رقمية.
مشاركة :