خير الناس أنفعهم للناس

  • 2/16/2019
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

رغب الإسلام في مواساة المحتاجين والتخفيف عن المكروبين بإعانتهم ومعاونتهم على مجاوزة المحن، روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي سَعِيد الْخُدْرِيِّ قال: «بَيْنَمَا نَحْنُ في سَفَرٍ مع النبي صلى الله عليه وسلم إِذْ جاء رَجُلٌ على رَاحِلَةٍ له قال فَجَعَلَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ يَمِينًا وَشِمَالاً فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من كان معه فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ على من لَا ظَهْرَ له وَمَنْ كان له فَضْلٌ من زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ على من لَا زَادَ له قال فذكر من أَصْنَافِ الْمَالِ ما ذَكَرَ حتى رَأَيْنَا أَنَّهُ لَا حَقَّ لِأَحَدٍ مِنَّا في فَضْلٍ». يقول النووي رحمه الله: (في هذا الحديث الحث على الصدقة والجود والمواساة والإحسان إلى الرفقة والأصحاب والاعتناء بمصالح الأصحاب وأمر كبير القوم أصحابه بمواساة المحتاج وأنه يكتفي في حاجة المحتاج بتعرضه للعطاء وتعريضه من غير سؤال وهذا معنى قوله فجعل يصرف بصره أي متعرضًا لشيء يدفع به حاجته وفيه مواساة ابن السبيل والصدقة عليه إذا كان محتاجا وإن كان له راحلة وعليه ثياب أو كان موسرا في وطنه ولهذا يعطي من الزكاة في هذه الحال). وفي الحديث أيضا إشارة إلى ضرورة تفقد المسلم لأحوال أخيه المسلم حال عسره والسؤال عنه، فربما منعه حياؤه عن طلب العون بل ربما لا يلجأ إلى التعريض بحاجته، فأولئك الموصوفون بقوله تعالي: «يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا» 2سورة البقرة/ آية 273. وقد علمنا ديننا أن خير الناس أنفعهم للناس كل الناس، وهذا النفع معنى واسع يشمل المساعدات الإنسانية، كما يشمل جميع المنافع المتبادلة سياسيًّا واقتصاديًّا وتجاريًّا وعلميًّا وحضاريًّا، وكما قالوا: ما استحق أن يولد من عاش لنفسه، وإننا لمأمورون بالإحسان إلى الخلق جميعًا، والرحمة بهم جميعًا، وحب الخير لهم جميعا. والتعاطف والتراحم والتعاون على البر والتقوى منهج إسلامي أصيل له أثره في توثيق الأخوة والمحبة في المجتمع المسلم وشدة ترابط أفراده وظهور علامات التعاون وكأنهم على الحقيقة كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضًا.وإحياء للمعني المتجسد في قوله صلي الله عليه وسلم، فيما رواه الإمام مسلم في صحيحه من حديث سيدنا النُّعْمَانِ بن بَشِيرٍ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ في تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إذا اشْتَكَى منه عُضْوٌ تَدَاعَى له سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى».

مشاركة :