كتب - محروس رسلان: طالب عدد من الخبراء التربويين بفتح مدرسة تكنولوجية للطالبات أسوة بمدرسة البنين استناداً إلى أن التكنولوجيا هي المستقبل وأنه لا يجب قصرها على البنين فقط، مؤكدين أن بناتنا متفوقات وبخاصة في المجال التكنولوجي والمواد العلمية، موضحين أنه حتى بالنسبة للاختراعات التي تسعى المدرسة إلى جعلها واقعاً في المجتمع الطلابي تعد عملاً فكرياً وليس عضلياً، والتكنولوجيا هي عبارة عن تطبيق عملي للعلوم النظرية وأن هذا الأمر ليس في دراسته أي مشقة على الطالبات. وقال هؤلاء في تصريحات ل الراية : تفوق البنات أمر ملحوظ في كافة المراحل الدراسية وننتظر فتح فرع للمدرسة التكنولوجية ليلبي تطلعاتهن ورغباتهن، لافتين إلى أن المدرسة التكنولوجية ستوفر على الطالبات السنوات التأسيسية في الكليات العلمية على مستوى العالم كونها تدعم الدراسة العلمية التطبيقية الموسعة، فضلاً عن أنها ستكون رافداً مهماً لجامعات المدينة التعليمية الأكثر تخصصية مثل جامعة «تكساس إيه أند إم» وجامعة فرجينيا كومنولث ومن ثم ستكون الطالبات الملتحقات بتلك الجامعات مؤهلات لتحقيق نتائج دراسية مشرفة. وأكدوا أن وجود مدرسة للبنات سيؤدي لوجود تنافسية بين الطلبة والطالبات في المدرستين، خاصة وأن الشروط التي تتطلبها الدراسة في المدرسة التكنولوجية متوفرة في عنصر الطالبات من حيث اللغة والتفوق العلمي في مواد العلوم والرياضيات. وأوضحوا أن هناك طالبات متميزات جداً قطريات ممن لديهن موهبة في المجال التكنولوجي سوف يجدن حاضنة لهن، مؤكدين أنه حال فتح مدرسة تكنولوجية للبنات فإنه يتوقع أن ترفد المجتمع بمخترعات وعالمات قطريات. وتعتمد الدراسة في المدرسة التكنولوجية على نظام STEM وهو نظام تعلم يعنى بدراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ويطلق عليه اختصاراً STEM نسبة إلى الحروف الأولى من أسماء هذه المواد باللغة الإنجليزيةScience, Technology, Engineering and Mathematics. ويعد نظام STEM من أحدث نظم التعليم في العالم، حيث يهتم بصفة أساسية بالتعلم القائم على حل المشكلات مع توظيف الأساليب الإبداعية، وهو لا يشجع على حفظ واستظهار الحقائق أو مفاهيم التعلم لأن أسلوب التعلم قائم على حل المشكلات في سياقها الحقيقي، مما يؤدي إلى تنمية التفكير الهندسي، والإبداعي لدى المتعلمين. عبد العزيز السيد: الفتيات حققن تفوقاً في كافة المراحل الدراسية قال الخبير التربوي عبد العزيز السيد: كنا ننادي منذ سنوات بالاهتمام بالتكنولوجيا لأن المصانع في العالم تحركها آلات تكنولوجية، لذا كنت سعيداً جداً عندما أعلنت وزارة التعليم والتعليم العالي عن فتح المدرسة التكنولوجية وأيضاً فتح مسار تكنولوجي بالمدارس الثانوية. وأضاف: وبناء على ما سبق ننادي الآن بفتح مدرسة تكنولوجية للطالبات لأن التكنولوجيا هي المستقبل ولا يجب قصرها على البنين فقط، لأن بناتنا متفوقات وبخاصة في المجال التكنولوجي والمواد العلمية وفي كافة المراحل الدراسية. د. أمينة الهيل: المدرسة التكنولوجية للبنات ستخلق تنافسية عبرت د. أمينة إبراهيم الهيل الاستشاري النفسي التربوي بوزارة التعليم والتعليم العالي عن تأييدها لفكرة وجود مدرسة تكنولوجية للبنات، لافتة إلى أن طالباتنا متفوقات ومن ثم نأمل أن تكون هناك مدرسة تواكب تطلعاتهن ورغباتهن يكون نتاجها مساهماً لخدمة المجتمع القطري وتحقيق رؤية قطر 2030. وقالت: المدرسة التكنولوجية مطروحة كتجربة وقد يتم التوسع فيها إذا أثبتت نجاحها، وأنا مع تنويع التعليم وتلبية رغبات طالباتنا بتوفير مدرسة تكنولوجية لهن إذا لم يتعارض ذلك مع رؤية الوزارة المنبثقة عن رؤية الدولة. وأوضحت أن وجود مدرسة للبنات سيؤدي لوجود تنافسية بين الطلبة والطالبات في المدرستين. وقالت: التنوع يخدم سوق العمل ويشبع رغبات الطلبة والطالبات ويحقق أهداف الدولة ويحقق رؤية قطر الوطنية 2030م، لافتة إلى أن التنوع يتيح المجال أمام طرح خبرات وطنية جديدة. د. أحمد الساعي: الفتيات قادرات على الدراسة التكنولوجية تساءل الخبير التربوي د. أحمد الساعي أستاذ تكنولوجيا التعليم بكلية التربية وعضو هيئة التدريس بجامعة قطر قائلا: لماذا تقتصر الدراسة التكنولوجية على البنين فقط؟ وهل توجد مبررات لهذا التوجه؟ وقال: الثقافة لا تميز بين الذكر والأنثى إلا في الأعمال الشاقة التي يتحملها الرجال، أما الدراسة التكنولوجية فلا تصعب على الفتيات. وأضاف: إنه حتى بالنسبة للاختراعات التي تسعى المدرسة إلى جعلها واقعاً في المجتمع الطلابي تعد عملاً فكرياً وليس عضلياً، مبيناً أن التكنولوجيا هي عبارة عن تطبيق عملي للعلوم النظرية أو تطبيق للنظريات العلمية وهذا الأمر ليس في دراسته أي مشقة على الطالبات. وتابع: نريد أن تكون هناك مدرسة تكنولوجية ثانية تلبي رغبات الطالبات النابغات من بنات قطر، حيث إن الفكر التكنولوجي واحد بين البنين والبنات والجميع قادرون على التطبيق. وأكد أنه لا توجد صعوبات في تنفيذ الفكرة ، داعيا إلى إتاحتها أمام الطالبات في ظل عدم وجود عقبة اجتماعية تتمثل في معارضة الأهل نظراً لوجود تشجيع على العلم وعلى التميز وعلى الدراسة في المجتمع القطري. وذهب إلى أنه قد تنبغ طالبة في هذا المجال إذا فتحت أمامها مدرسة تكنولوجية تساعدها على تنمية قدراتها ومواهبها العلمية بحيث تحدث فارقاً كبيراً وتضيف الكثير للوطن وتكون مثار فخر لنا جميعاً. د. أمينة العمادي: البنات أكثر إقبالاً على التعليم من البنين أكدت د. أمينة العمادي مديرة المركز الثقافي العربي للاستشارات أنه لا فرق بين الولد والبنت في التعليم ولا في معظم المجالات، لافتة إلى أن البنات أثبتن وجودهن وتفوقهن في الدراسة. وذهبت إلى أن البنات أكثر تفوقاً من البنين وأكثر إقبالاً على التعليم ولا سيما الجامعي، مستشهدة بإحصاءات أعداد الخريجين والخريجات والمتفوقين والمتفوقات. وقالت: إذا كانت تجربة المدرسة التكنولوجية ناجحة للبنين بنسبة 50% فستكون ناجحة للبنات بنسبة 100%، موضحة أن المدرسة التكنولوجية يمكن أن تكون رافداً مهماً لجامعات المدينة التعليمية. نادية لرم: رفد المجتمع بمخترعات قطريات قالت التربوية نادية لرم مديرة مدرسة آمنة بنت وهب الإعدادية للبنات أن المدرسة على سبيل المثال كنموذج للمدارس الإعدادية للبنات يوجد بها طالبات متفوقات في التكنولوجيا وقادرات على تصميم برامج وتطبيقات تكنولوجية على الجوال. وقالت: التركيز دائماً في الميدان التربوي ينصب تجاه البنين ونريد أن يستفيد كل من الطلبة والطالبات حتى تعم المعرفة ويعم النفع ويتم تلبية الرغبات العلمية لكل من الطلبة والطالبات. وأضافت: المدرسة التكنولوجية للبنات إذا طرحت كفكرة وتم الإيمان بها وتنفيذها على أرض الوقع أعتقد أنها سترفد المجتمع بمخترعات وعالمات قطريات. وتابعت: كنا نأمل أن يسبق التجربة حصر لرغبات الطلاب والطالبات ومعرفة توجهاتهم وأخذ آراء المديرين والمديرات قبل اتخاذ قرار فتح المدرسة التكنولوجية للبنين، ولكن التجربة بالنهاية ممتازة وتواكب العصر وتضع قطر على خريطة التعليم المتقدم عالمياً. عائشة مراد: شروط المدرسة التكنولوجية متوفرة في الطالبات اعتبرت الخبيرة التربوية عائشة مراد أن مدارس البنات أكثر من مدارس البنين وأن البنات أكثر التزاماً في الدراسة وتفوقاً مقارنة بالبنين في المرحلة الإعدادية بحسب الإحصائيات. وقالت: الميدان التربوي ليس للبنين فقط وإنما للبنين والبنات وما يطبق في المرحلة الإعدادية للبنين من تخصيص مدرسة تكنولوجية لهم ينبغي أن يطبق أيضاً للبنات مراعاة لاحتياجاتهن الأكاديمية ولتفوقهن. وأكدت أن الشروط التي تتطلبها الدراسة في المدرسة التكنولوجية متوفرة في عنصر الطالبات من حيث اللغة والتفوق العلمي في مواد العلوم والرياضيات، لافتة إلى أنه كان يفترض تعميم التجربة على الطرفين. وقالت: ينبغي علينا أن نهيئ طالباتنا علميا لبناء الوطن وهو الأمر الذي يشارك فيه عنصر الفيتان والفتيات ولا يختص بأحدهما دون الآخر.
مشاركة :