«البلدية» نجحت في تطوير القيمة الغذائية للأعلاف النباتية لمضاعفة الثروة الحيوانية

  • 2/16/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

«قطعنا شوطاً كبيراً في مجال الأمن الغذائي».. هكذا بدأ السيد حمد ساكت الشمري مدير إدارة البحوث الزراعية بوزارة البلدية والبيئة، الحوار مع «العرب»، والذي استعرض فيه نجاح جهود الوزارة فى تطوير القيمة الغذائية للأعلاف، بما يساهم في مضاعفة الثروة الحيوانية. استعرض الشمري خلال الحوار تفاصيل مشروعات الوزارة الخاصة بتطوير وتحسين جودة الخضراوات القطرية، بما يضمن منافستها أمام المنتجات المستوردة، وكذلك تحقيق الاكتفاء الذاتي منها خلال الفترة المقبلة.وكشف الشمري عن حجم الدعم الذي توفره الوزارة للمزارع القطرية من الأعلاف الحيوانية، إضافة إلى تدريب وتأهيل المزارعين على صناعة القوالب العلفية بأقل الإمكانات الممكنة، بما يضمن تحقيق الاكتفاء الذاتي منها داخل المزارع، وبالتالي ضمان الأمن الغذائي دون الحاجة إلى استيراد الأعلاف مستقبلاً. ما خطتكم لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الأعلاف الحيوانية؟ ¶ بداية، يعمل على تحقيق هذا الهدف منظومة متكاملة بين جهات الدولة، ونحن جزء من هذه المنظومة، ويتمحور دورنا حول كيفية إيجاد بدائل للأعلاف، تكون ذات قدرة على توفير المياه الجوفية المستنزفة في الري، وبالفعل نجحنا في استحداث أعلاف نباتية يمكن زراعتها في جميع مزارع الدولة، وهي تستهلك نسبة قليلة من المياه، وتتميز بقيمة غذائية عالية لديها القدرة على تحسين الصحة الحيوانية. وما النسبة المستهدفة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الأعلاف مستقبلاً؟ ¶ نسعى لإيجاد بدائل علفية تغطي نسبة 40 % من المستخدم حالياً، خلال الفترة القليلة المقبلة، وهو ما يُعد نقلة كبيرة في مجال الأعلاف النباتية في ظل ظروف الحصار الحالية، خاصة بعد النجاح الذي حققناه في هذا المجال، حيث بدأنا فعلياً تصنيع القوالب العلفية، كما بدأنا تدريب المزارعين على تصنيعها بأبسط الإمكانات، وهو ما سوف يمكّنهم خلال فترة وجيزة من تقليل الإنفاق على الأعلاف، كما تساهم الأعلاف الجديدة في تحسين الصحة الحيوانية، نظراً لما تمتلكه من قيمة غذائية كبيرة. ما الجهات المتعاونة معكم في هذا الشأن؟ ¶ جهات متعددة، لكن من بينها قسم البحوث الحيوانية، حيث توجد تجارب مشتركة بيننا في ظل الترابط والتكامل بين أقسام الوزارة، ونعمل سوياً من أجل زيادة نسبة اللحوم وتوفير المياه والأعلاف، وكلها أهداف تندرج تحت قائمة تحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي من جميع أنواع الأغذية، فحين توفر الغذاء وتطوره بالشكل الذي يمثل قيمة غذائية عالية، سوف يؤدي ذلك إلى مضاعفة الثروة الحيوانية، وبالتالي يتحقق الاكتفاء الذاتي من اللحوم، فهي دائرة يكمل بعضها بعضاً، ودورنا يتمثل في استمرارية عمل تلك الدائرة بالسرعة المطلوبة. وماذا عن التعاون مع الجهات الدولية؟ ¶ نتعاون مع المركز الدولي للبحوث الزراعية بالمناطق الجافة «إيكاردا»، في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها إدارة البحوث الزراعية، حول توفير مصادر جديدة من الأعلاف البديلة قليلة الاحتياجات المائية والملائمة للظروف المحلية، حيث عقدنا مؤخراً دورة تدريبية لتصنيع المكعبات العلفية من الصبار العلفي الأملس بروضة الفرس، بهدف تحقيق الأمن الغذائي عبر توفير أفضل أنواع الأعلاف، مما يساهم في تحسين الثروة الحيوانية خلال الفترة المقبلة، كما نجح قسم البحوث النباتية بإدارة البحوث الزراعية في إيجاد بدائل علفية للأعلاف التقليدية عالية الاستهلاك المائي مثل «البرسيم والرودس»، من خلال تبنّي حزمة من تقنيات الإنتاج المتكامل للنباتات الرعوية العلفية المستوطنة، ونشرها وتداولها في حقول المزارعين، حيث تم تبنّي زراعة «اللبيد البري» بوصفه محصولاً علفياً قليل الاحتياجات المائية، وتوزيع بذوره وشتلاته مجاناً لحوالي 50 مزرعة في مختلف مناطق قطر، كما نجحت زراعة وإنتاج الصبار العلفي الأملس في محطات البحوث الزراعية، حيث جرى إدخال 38 صنفاً من الصبار الأملس من مختلف دول العالم بالتعاون مع «إيكاردا». ومنذ متى بدأ هذا التعاون مع «إيكاردا»؟ ¶ التعاون مع مركز «إيكاردا» مستمر لمدة 10 سنوات، وهو ما يؤكد قوته وإيجابياته، وقد ضمت الدورة المشتركة مع المركز 20 متدرباً من المهندسين والمرشدين الزراعيين من مختلف إدارات البحوث والشؤون الزراعية والثروة الحيوانية، إضافة إلى المزارعين المهتمين بزراعة الصبار العلفي ومربي الثروة الحيوانية. متى يتم التوقف عن استيراد أعلاف الحيوانات؟ ¶ التوقف عن الاستيراد يتطلب ثقافة مجتمعية مثل إعادة النظر في طرق الرعي وتغذية الحيوانات، إلا أننا مستمرون في العمل بكل ما نملك من قوة لتحقيق هدف الاكتفاء الذاتي، خاصة بعد نجاح المرحلة الأولى من تصنيع الأعلاف النباتية وتحقيقها نتائج جيدة. ما آلية دعم المزارع بالأعلاف النباتية؟ ¶ ما نجحنا فيه هو استحداث أنواع جديدة من الأعلاف الحيوانية المصنّعة من النباتات الموفرة للماء، والملائمة للظروف المحلية، وهو ما يساهم في توفير احتياجات الثورة الحيوانية القطرية، وبالتالي تقوم وزارة البلدية والبيئة بتوزيع تلك الأعلاف على المزارع والمربين مجاناً، كما يجري تدريب المزارعين على كيفية تصنيع تلك الأعلاف داخل المزارع، مما يعني تحقيق الاكتفاء الذاتي داخل كل مزرعة. هل تشمل جهودكم تطوير الخضراوات؟ ¶ بالطبع، فقد أطلقت وزارة البلدية والبيئة العديد من المشروعات البحثية الهادفة إلى تحسين وتطوير جودة الخضراوات المحلية بأنواعها كافة، مما يساهم في تطوير قدرتها التنافسية أمام المنتجات الغذائية المستوردة، وبالتالي تقليل المستورد والاعتماد على المنتج المحلي. نجاح تجارب إنتاج الصبار العلفي الأملس ذكر السيد حمد ساكت الشمري -مدير إدارة البحوث الزراعية بوزارة البلدية والبيئة- خلال الحوار مع «العرب»، أن الدورة المشتركة التي عُقدت بالتعاون بين الوزارة ومركز إيكاردا مؤخراً، شهدت الاطلاع على تجارب إنتاج الصبار العلفي الأملس، التي أثبتت نجاحها في محطات البحوث وحقول المزارعين، لافتاً إلى أنه جرى خلال الدورة التعرف على عملية تصنيع المكعبات العلفية، وإنتاج قوالب علفية ذات قيمة غذائية لمختلف أنواع الحيوانات، وأنواع الخلطات الممكن تحضيرها من الصبار العلفي وسعف النخيل ومخلفات المزرعة. وأضاف: جرى التعرف على أنواع الحيوانات التي يمكن تغذيتها «أغنام، وماعز، وأبقار، وإبل»، وأثرها على إنتاج الحليب واللحم ونمو وتغذية الحيوانات بشكل عام، منوهاً بأنه في نهاية الدورة قام المشاركون بزيارة أهم حقول المزارعين الذين نجحوا في زراعة وإنتاج ألواح وثمار الصبار الأملس في مزارعهم، بالتعاون مع خبراء محطة أبحاث روضة الفرس.;

مشاركة :