تحت العنوان أعلاه، كتب أنطون كريلوف، في "فزغلياد"، حول افتقار الأزمة الفنزويلية إلى أسباب للتحول إلى حرب عالمية، وتبعية أوروبا ونفعية الصين. وجاء في المقال: يصدر عن الولايات المتحدة مزيد من التصريحات الفصامية حول الوضع في فنزويلا. فقد اقترح المحلل دونالد لاسكين، علانية تنظيم أزمة كاريبية ثانية لمواجهة روسيا. قال لاسكين: "سنرى من يطرف أولاً هذه المرة". في الواقع، في القرن الحادي والعشرين، تواصل الولايات المتحدة، كما كانت من قبل، التمسك بمفهوم "الفناء الخلفي" بخصوص بلدان أمريكا اللاتينية، وخاصة منطقة البحر الكاريبي. الأمثلة كثيرة جدا على التدخل المباشر في شؤون هذه البلدان. وفي الوقت نفسه، سيكون من الغباء التفكير في أن واشنطن تقتصر في تحقيق أهدافها على القوة العسكرية والعقوبات. فالولايات المتحدة تلعب بنجاح على التناقضات بين اللاعبين الآخرين، وتحقق في نهاية المطاف أهدافها: الأوروبيون يخافون تاريخياً من روسيا، ولذلك فهم يؤيدون العقوبات المناهضة لروسيا ويساندون الموقف الأمريكي في فنزويلا؛ دول شرق آسيا تخاف من الصين؛ وبلدان أمريكا اللاتينية تاريخيا ينافس بعضها بعضا، لذلك فهي تقف إلى جانب الولايات المتحدة في القضية الفنزويلية؛ فيما تحرص الصين على مواصلة جني الأموال في أكبر سوق لاتينية، فتحاول بكين تدوير الزوايا في مشكلاتها الناشئة مع الولايات المتحدة. وبالنتيجة، تبقى روسيا، في فنزويلا، وحيدة، أو على الأقل من دون حلفاء واضحين. حتى الآن، ليس لدى واشنطن أي أسباب لغزو فنزويلا عسكريا، لكننا نعرف جيدا كيف تنظّم الولايات المتحدة هذه الأسباب بسرعة وفعالية. لكن، من المستبعد أن يصل الأمر إلى حصار بحري وتوتر عسكري مماثل لأزمة الكاريبي. والمؤكد أن الولايات المتحدة ستستمر في ممارسة الضغط على فنزويلا، كما تمارسه على كوبا منذ عقود. ومن المستبعد أيضا أن تدعم روسيا في العام 2019 فنزويلا كما فعلت مع كوبا في 1962. كما تفتقر الولايات المتحدة إلى سبب ذلك الزمن للتصعيد، فلا سلاح نوويا هذه المرة في النزاع. لذلك، لن تحدث أزمة كاريبية ثانية، بسبب فنزويلا... ولكن، طالما أوروبا مستمرة في خوفها من روسيا، والصين في تظاهرها بأن شيئا لا يعنيها، فإن مثل هذه الأوضاع في جميع أنحاء العالم سوف تزداد، وعاجلاً أم آجلاً سيتعين عليهم اتخاذ موقف. المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة
مشاركة :