مخاوف أوروبية من نتائج الانسحاب الأمريكي من أفغانستان

  • 2/16/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قالت صحيفة «بيلد» الألمانية إن مؤتمر ميونخ للأمن في دورته الخامسة والخمسين هذا العام، يسيطر على أجوائه رعبٌ كبير؛ بسبب سياسات الولايات المتحدة في ملفي إيران وأفغانستان، محذرةً من مخاطر كبيرة للقرار الأمريكي بالانسحاب من كابول. وانطلقت أعمال المؤتمر، أمس الجمعة، وتستمر حتى غدٍ الأحد؛ وذلك بمشاركة 30 رئيس دولة وحكومة و90 وزيرًا. وكانت واشنطن أعلنت على لسان نائب الرئيس مايك بنس -في ختام مؤتمر الأمن والسلام في الشرق الأوسط بالعاصمة البولندية وارسو، عشية انطلاق مؤتمر ميونخ للأمن- أن إيران تمثل أكبر تهديد في الشرق الأوسط، متهمًا القيادة في طهران بإعداد «محرقة جديدة» في المنطقة. وهيمنت المخاوف الأوروبية، وخاصةً الألمانية، من الانسحاب الأمريكي المرتقب من أفغانستان، على أجواء اليوم الأول لمؤتمر ميونخ للأمن؛ حيث حذرت الدول الحليفة صاحبة المهام العسكرية في أفغانستان -كما توضح المجلة- من فراغ أمني مفاجئ في بلد ظهرت فيها جماعات وتنظيمات إرهابية مثل القاعدة وطالبان و«داعش». ووقّعت واشنطن مؤخرًا اتفاقًا سياسيًّا وأمنيًّا مع حركة «طالبان» لإنهاء 17 عامًا من الحرب في أفغانستان، فيما تتعاظم مخاوف مستشارين وجنرالات أمريكيين وأوروبيين من انسحاب واشنطن على هذا النحو، في ظل التشكك الكبير في قدرة «طالبان» على منع انطلاق عمليات إرهابية من داخل الأراضي الأفغانية. وحذر خبراء من أن الانسحاب الفوري للقوات الأمريكية قد يؤدي إلى التجهيز لاعتداءات ضد الولايات المتحدة في أقل من عامين، كما أن الجماعات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة والفرع المحلي لـ«داعش»، يمكن أن تصبح أقوى. وبدت تكلفة الحرب باهظة وبشدة في أفغانستان؛ حيث استغرقت أكثر من 6000 يوم، وشارك فيها ما يقرب من 50 دولة، وفي المقابل سقط أكثر من 150 ألف قتيل، إضافة إلى 2500 آخرين من جانب قوات التحالف المناهض لـ«طالبان»، في حين تكبّدت الولايات المتحدة تكلفة مادية وصلت إلى 975 مليار دولار في 17 عامًا. في هذا السياق، قال مسؤول عسكري ألماني لـ«بيلد»، إنّ الانسحاب الأمريكي من أفغانستان لا بد أن يكون متبوعًا بمغادرة ألمانية فورية من هناك، موضحًا: «لا يزال هناك أمل في أن يدرك الرئيس (الأمريكي) دونالد ترامب أنه بحاجة إلى نفس طويل في أفغانستان.. 17 عامًا من النضال يمكن أن تذهب سدى إذا انتهت المهمة الآن، ولو كان هناك اتفاق سلام مع طالبان». وكان ترامب قد قرر -في ديسمبر الماضي- سحب مجموعة كبيرة من العسكريين الأمريكيين من أفغانستان. وقد جاء ذلك بعد يوم من قرار سحب قواته من سوريا، وهو ما أثار جدلًا كبيرًا قاد إلى استقالة وزير الدفاع جيم ماتيس من منصبه. وتضم المجموعة العسكرية الأمريكية في أفغانستان نحو 14 ألف عنصر ينشطون في بعثة الناتو العاملة في مجال دعم الجيش الأفغاني، وتنفيذ العمليات الخاصة لمكافحة الإرهاب. وفي نهاية يناير الماضي، أكّد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن بلاده جادةٌ في سحب قواتها من أفغانستان وتحقيق السلام هناك، لافتًا إلى أن مبعوثه يحرز تقدمًا في المفاوضات مع طالبان لتحقيق المصالحة، وقال عبر «تويتر»: «الولايات المتحدة جادة في إعادة القوات المسلحة إلى الوطن وملتزمة جديًّا بتحقيق السلام؛ ما يضع حدًّا للوضع الذي تظل فيه أفغانستان مرتعًا للإرهاب الدولي. وستعمل بجد لتحقيق المصالحة والسلام في أفغانستان». وبعد ذلك، وافق مجلس الشيوخ الأمريكي بغالبية كبيرة على تعديلٍ ينتقد قرار ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا وأفغانستان؛ ما أشار إلى المعارضة الكبيرة في صفوف الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه الرئيس، بواقع 70 عضوًا فيما رفضه 26 عضوًا. وعبر هذا التعديل عن شعور مجلس الشيوخ بأن الولايات المتّحدة تواجه حاليًّا تهديدات مما وصفها بـ«مجموعات إرهابية» تعمل في سوريا وأفغانستان، وبأن «انسحابًا متسرّعًا يُمكن أن يعرض التقدم الذي تم إحرازه، وكذلك الأمن القومي للخطر»؛ وذلك في تناقض مباشر وصريح مع مواقف ترامب التي دعته إلى إصدار هذا القرار. من جانبه، قال زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل الذي تقدم بهذا التعديل؛ إن تنظيم داعش الإرهابي وحركة طالبان لم يُهزما بعد، خلافًا لما أعلنه الرئيس ترامب.

مشاركة :