ميونخ (ألمانيا) - حذرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل السبت من أن انسحاب القوات الأميركية من سوريا الذي أعلن عنه الرئيس دونالد ترامب، يمكن أن يعزز نفوذ روسيا وإيران في هذا البلد. وبات مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية محاصرين في مساحة صغيرة جدا في شرق سوريا ومن المتوقع إعلان القضاء عليهم قريبا. وبعد هزيمة التنظيم من المتوقع أن تبدأ القوات الاميركية الانسحاب من سوريا بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في كانون الأول/ديسمبر عن سحب نحو الفي جندي. لكن واشنطن تسعى لإقناع الحلفاء بالبقاء في سوريا بعد انسحابها، وقد حذرت ميركل من مخاطر أن يترك ذلك فراغا في المنطقة. وقالت ميركل ردا على سؤال في مؤتمر ميونيخ للأمن "هل هي فكرة جيدة للأميركيين الانسحاب فجأة وبسرعة من سوريا؟ ألن يعزز ذلك قدرة روسيا وإيران على ممارسة نفوذهما؟" ويريد ترامب سحب القوات الأميركية البالغ عددها 2000 جندي من سوريا، بنهاية أبريل وهي خطة تثير قلق الحلفاء الأوروبيين الذين يخشون من ظهور الدولة الإسلامية مجددا في سوريا في ظل غياب خطة سلام ملموسة لإنهاء الحرب الأهلية في البلاد. وتحظى ميركل بشعبية بين أكثر من 550 ألف سوري لجؤوا إلى ألمانيا بعدما قررت في عام 2015 فتح الحدود أمام نحو مليون طالب لجوء. وسعى وزير الدفاع الأميركي باتريك شاناهان الجمعة إلى إقناع شركائه في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية بالمساعدة في حماية ما أنجزوه في سوريا بعد انسحاب القوات الأميركية منها. وفي ميونيخ سعى وزراء الدفاع الـ13 للدول الكبرى المشاركة في التحالف الدولي، الذين اجتمعوا على هامش مؤتمر الأمن لإيجاد حل لمشكلة انسحاب أكبر مساهم في هذا الحلف العسكري. وستنسحب القوات الأميركية من المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديموقراطية ما إن يتم دحر مقاتلي التنظيم الجهادي تنفيذا لقرار ترامب الذي أعلن في كانون الأول/ديسمبر انسحاب قواته البالغ عددها ألفي عسكري من سوريا. وسيطرح خروج القوات الأميركية من سوريا تحديا آخر هو مستقبل المناطق الخاضعة حاليا لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية تحالف الفصائل الكردية والعربية المدعومة من واشنطن، عند انسحاب القوات الاميركية. هل ستهاجم تركيا الأكراد؟ هل تستعيد دمشق التي تطالب بإنهاء الحكم الذاتي الكردي، المنطقة، بمساعدة حلفائها الإيرانيين والروس؟
مشاركة :