صناعة «الثروة الحيوانية» تواجه منافسة عربية قوية

  • 2/16/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بالرغم من تشجيع الاستثمار في صناعات الثروة الحيوانية بكل أنواعها، إلا أنه من الملاحظ تراجع أعداد الثروة الحيوانية بالمملكة، كما تتضارب الإحصائيات حول أعدادها، ومن أهم أسباب التراجع: فقر الاستثمار في مجال صناعة تربية المواشي، إضافة إلى وجود منافسين عرب أقوياء لهذه الصناعة.أمام هذا الواقع، أكد مختصون في هذه الصناعة ضرورة تطويرها، والعمل على ضمان نموها ونجاحها واستمراريتها من خلال المزيد من الآليات كتوفير الأعلاف بأسعار منافسة في السوق مع دعم المربين بكل ما يحتاجونه من تسهيلات وأدوية.وقال المستثمر في مجال الثروة الحيوانية عبدالله العصيمي: إن قطاع اللحوم يعتبر من القطاعات المهمة في المملكة ولا يمكن الاستغناء عنه، وهو قطاع حيوي ويتميز باستمرار الطلب عليه حتى على المستوى العالمي، بل وحتى في أوقات الركود الاقتصادي.» معضلة المسلخ الواحدوأضاف: إن المعضلة التي تواجه المستثمرين حاليًا، سواء لأصحاب الشركات الحالية أو المستثمرين الجدد، الذين يمارسون نشاطهم عبر التطبيقات الإلكترونية حاليًا هي وجود مسلخ مركزي واحد فقط لكل منطقة، ونتج عن هذه المعضلة عدم توافر منافسة قوية بين المستثمرين في هذه الصناعة؛ مما يحرمهم من تقديم أفضل جودة لمنتجاتهم.» التطبيقات الإلكترونيةوأكد العصيمي أن أغلب المشاريع، التي تعمل في قطاع الثروة الحيوانية في الفترة الحالية من المشاريع الصغيرة تمارس نشاطها عن طريق التطبيقات الإلكترونية، إضافة إلى وجود مشاريع متوسطة وكبيرة أيضًا تعمل بنفس هذه الآليات الحديثة. وأشار إلى أن الشركات، التي تعمل بهذه الآليات في الإنتاج الحيواني وبيع اللحوم تجتهد رغم المعضلات لتتميز في نشاطها بتقديم أهم خدمة، وهي توصيل اللحوم إلى باب منزل العميل بدقة وتنظيم تام وبجودة على حسب المواصفات، التي يطلبها بسيارات التبريد، مع استخدام مكائن تغليف لحوم بمواصفات عالمية مثل التغليف الحراري وسحب الهواء، التي تتراوح قيمة الواحدة منها بمعدل يتراوح من 20 إلى 30 ألف ريال.» دعم المنتجينوشدد رئيس رابطة مربي المواشي في المملكة سعود الهفتاء على أن تطوير صناعة الثروة الحيوانية أصبح أمرًا ضروريًا في الوقت الحالي؛ لما فيها من عوائد مادية مجزية على الاقتصاد المحلي والمنتجين.» منافسة دوليةوأوضح الخبير الاقتصادي د. محمد القحطاني أن وزارة البيئة والمياه والزراعة دشنت في الأسبوع الماضي برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بقيمة معتمدة بمبلغ 8.750 مليار ريال، وذلك لتشجيع صناعة المنتجات الزراعية وتصديرها إلى الخارج.» المنتجون العربوأكد القحطاني أن المنطقة العربية تتمتع بوجود منافسين في إنتاج الأغنام فيما يتعلق بتوافر الأراضي وكميات المياه، مثل الجزائر والسودان والصومال، وهذه ربما لن تكون مربحة بقدر الاستثمار في إنتاج الصقور والأحصنة العربية والمزارع السمكية؛ لما لها من رواج عالمي وأسعار جيدة، منوهًا إلى أن حجم الثروة الحيوانية المكونة من الأغنام والأبقار والجمال ومشاريع الدواجن تتجاوز 50 مليار ريال.» تحفيز حكومييشار إلى أن وزارة البيئة والمياه والزراعة دشنت الأسبوع الماضي برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة بقيمة 8.750 مليار ريال، إضافة إلى تقديم دعم 3 مليارات ريال من صندوق التنمية الزراعية، الذي يستهدف 8 قطاعات واعدة في إنتاج وتصنيع وتسويق البن العربي، وتربية النحل وإنتاج العسل، وتطوير زراعة الورد والنباتات العطرية، وإنتاج وتصنيع وتسويق الفاكهة، وتعزيز قدرات صغار الصيادين ومستزرعي الأسماك، وتطوير قطاع صغار مربي الماشية، وزراعة المحاصيل والحيازات الصغيرة والأنشطة الزراعية.» رؤية 2030 لتنمية القطاعولتنمية صناعة الثروة الحيوانية بالمملكة في ظل رؤية المملكة 2030، فقد تم التركيز على الصحة، حيث أطلقت منظومة البيئة والمياه والزراعة السعودية مبادرة «برنامج الاستقصاء والسيطرة على الأمراض الحيوانية» ضمن برنامج «التحول الوطني 2020».» برامج المحافظةوحظي قطاع الثروة الحيوانية برعاية واهتمام كبيرَين من القيادة الرشيدة، تمثل في المحافظة على الثروة الحيوانية بالمملكة وإنمائها، وذلك من خلال تقديم الرعاية الصحية البيطرية، وتقديم النصح، والمشورة الفنية، والتوعية، والتثقيف لجميع مربي الثروة الحيوانية من خلال تقديم قروض طويلة الأجل وميسّرة لمربي الماشية من قِبل وزارة البيئة والمياه والزراعة.» تراجع العددوبالرغم من الجهود المبذولة من قِبل وزارة البيئة والمياه والزراعة لتحسين نمو أعداد الثروة الحيوانية بالمملكة، وبالرغم من تشجيع مشاريع الاستثمار في الثروة الحيوانية بكل أنواعها إلا أنه من الملاحظ تراجع أعداد الثروة الحيوانية بالمملكة، وإن كان هنالك تضارب في الإحصاءات غير الدقيقة في جانب أعداد الثروة الحيوانية، حيث يلاحظ القفزة الكبيرة بين إحصاء العام 2013 والبالغ 7.7 مليون وإحصاء العام 2014 والبالغ 13.4 مليون رأس من (إبل - ضأن - ماعز - أبقار)، في حين يشير برنامج الاستقصاء والسيطرة على الأمراض الحيوانية لوزارة البيئة والمياه والزراعة إلى استهداف تسجيل 24 مليون رأس خلال السنوات الخمس المقبلة.

مشاركة :