في فجر أمس الجمعة الموافق الخامس عشر من فبراير 2019 فقدت الساحة الثقافية والمسرحية والدرامية في مملكة البحرين الفنان القدير صاحب الابتسامة والظل المرح المبدع إبراهيم بحر، عن عمر ناهز 62 عاما بعد صراع مع المرض الذي أفسد كليتيه، وبعد علاج تعافى لكن لم يدم التعافي طويلا، حيث تدهورت الحالة الصحية للفنان الكبير بسبب مرض في الكلى، وسبق أن خضع بحر للعلاج وأجرى عددا من الفحوص والعمليات. ويعد إبراهيم بحر الشقيق الأكبر للمطرب الشعبي الراحل علي بحر، وهو ممثل ومخرج مسرحي، تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1982م، وحاصل على دبلوم دراسات عليا في التربية من جامعة القديس يوسف في لبنان. وقد شغل الفنان بحر منصب رئيس الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني بمركز التقنيات التربوية بوزارة التربية والتعليم، وشارك في العديد من الأعمال المسرحية كمخرج وممثل وفي أعمال تلفزيونية سواء داخل مملكة البحرين أو خارجها. وقد فج الكثيرون بفقدان هذا الفنان الذي كثيرا ما جمع بين دفتي نبضه المحبين من الاجيال التي احبت المسرح والدراما واتخذت من تجربة إبراهيم بحر صحوتها نحو الانتماء إلى هذا الفن العريق. وبحر غني عن التعريف، لكونه رائدا من رواد الفن البحريني والعميق في تلقي رسائل هذا الفن وتطبيقها على الواقع، ما اعطى الكثير من اعماله على خشبة المسرح او الدراما التلفزيونية ريادة قل نظيرها بين رواد جيله. ولرحيلة واقع الألم على الكثيرين من محبيه ومن معاصريه الذين استطلعنا آراءهم فكان هذا الحب رهانا اجتمع عليه كل من ادلى بدلوه. بصمة واضحة يرى الكاتب القاص إبراهيم سند في رحيل إبراهيم بحر فقدانا مؤلما للحركة الفنية المسرحية والدرامية في مملكة البحرين، معتبرا سند إبراهيم بحر أحد رواد المسرح في البحرين، وقد ترك بصمة واضحة وقوية في مسيرة الحركة المسرحية والدرامية، وقد تميز بقوة ادائه وقوة حضوره على الخشبة. وأوضح سند: كنا نعجب بهذه الطاقة الفنية التي يتمتع بها بحر وقدرته على اداء أصعب الادوار وهو يتنقل بين دور ودور بينهما الجاد والفكاهي بمنتهى التميز والاتقان. وأكد سند: على الرغم من أننا فقدناه فإن إبراهيم بحر ترك لنا البحر مشرعا بسفنه رغم عمره القصير، لكن الادوار التي قدمها جعلت منه فنانا محترفا يحتذى به، ألف رحمة على روح هذا الفنان المتميز الذي كثيرا ما شدتنا اعماله، وكان اخر لقاء جمعني به في معرض الايام الاخير للكتاب اثناء توقيعه كتابا في المسرح، وكان يتمنى ان يستمر به العمر طويلا لكي يكتب للمسرح نصوصا ادبية وإبداعية. فعزاؤنا لأسرته ولمحبيه. بحر المسرح القاص والصحفي حسن بو حسن يرى أن فقد «أبو الفنون» بوجه خاص والفن البحريني بوجه عام إبراهيم بحر كفنان قدير ومتميز الاداء على خشبة المسرح والدراما خسارة مؤلمة، حيث يرى حسن بوحسن الفنان إبراهيم بحر واحدا من اهم عمالقة الفن الاصيل والذي لم ينحن في يوم من الايام إلى الفن الهابط او ما يقدم من اعمال لا تعكس صورة الفن البحريني الحقيقي. وأوضح بوحسن: سبق لهذا الفنان المتميز ان قدم اعمالا في منتهى الجودة والروعة وستبقى خالدة في ذاكرة الفن البحرين والخليجي والعربي ولن تغيب عنه، كما سيبقى الفنان ابراهيم بحر شعلة متوهجة في فضاء الفن البحريني وخصوصا انه ترك منجزا ادبيا قبل رحيله بأيام تمثل في اصداره كتابا ادبيا ضم مجموعة من النصوص المسرحية التي قدم فيها عصارة تجربته المسرحية وهي جديرة بأن يتم تناولها على مستوى النقد والتحليل وكذلك على مستوى تقديم هذه المسرحيات، وحبذا لو تكون في مهرجان مسرحي خاص يحمل اسمه او تحت عنوان (بحر المسرح). وفي هذه المناسبة الاليمة لا يسعنا الا ان نتقدم لأسرة الفقيد ومحبيه بخالص العزاء لفقد صاحب الابتسامة الدائمة والروح الطيبة والمبادر دائما في التعاون مع مختلف الجهات والشباب الجدد المقدمين على الفن، وقد سبق للفنان ابراهيم بحر ان قدم مسرحية «السيد» وأكد من خلالها انه سيد في المسرح البحريني، وبالنسبة إلي سررت قبل عدة ايام بالتعاون معه حيث قدم لي لوحة في مسرحية «فاقد» إلى جانب لوحة ثانية للاستاذ علي باقر. مفجع رحيل الأصدقاء الدكتور راشد نجم نائب رئيس أسرة الأدباء والكتاب بحزن شديد يرثي صديقه الراحل قائلا: كم هو متعب هذا الفراق الأبدي للأحباب والأصدقاء.. وكم يعز علينا فراقهم لأننا نعلم أنه لن يكون بيننا وبينهم منذ هذه اللحظة أي لقاء.. إنها الدنيا سريع دوران أيامها.. وقليل فيها الوفاء.. فبرحيل الصديق العزيز والفنان القدير ابراهيم بحر فقدت الساحة المسرحية في البحرين والخليج العربي فنانا مبدعا وملتزما ومثقفا ومؤهلا.. فهو ممثل مسرحي ومخرج مؤلف تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت عام 1982م وحاصل على دبلوم الدراسات التربوية العليا من جامعة القديس يوسف بلبنان.. نذر حياته للفن فترك لنا بصمته الواضحة في مسيرة المسرح والدراما التلفزيونية. وأوضح نجم: عرفنا الراحل العزيز كممثل مسرحي منذ مسرحية «السيد» لمسرح الجزيرة حتى مسرحية «درب العدل» لمسرح اوال.. وعرفناه ممثلا تلفزيونيا في العديد من المسلسلات التي سكنت ذاكرة المشاهد البحريني مثل مسلسل «سعدون» و«سرور» و«البيت العود» و«فرحان الأول» وغيرها الكثير من المسلسلات التي وضعت اسم إبراهيم بحر كرمز من رموز المسرح في البحرين. وأضاف: إنه فنان لا يختلف اثنان على رقي فنه وقدرته الفائقة على تقمص الشخصيات الصعبة.. فتمثيله قريب من القلب يشعرك برائحة البحرين.. شكل مع صديقه العزيز الفنان سعد البوعينين أطال الله في عمره ثنائيا جميلا تميزت الدراما البحرينية بهما. ومن الجانب الإنساني فهو فنان خلوق جدا وسهل التعامل.. لا تفارقه الابتسامة.. متواضع في تعامله مع الجميع ولا يشعرك بأنه فنان ومشهور على مستوى الوطن العربي.. يمتلك ثقافة عالية في مجال تخصصه والمجالات الثقافية الأخرى.. تجده دائما من بين الحضور للندوات الثقافية والفنية.. وكم سعدنا بحضوره بعض ندواتنا في أسرة الأدباء والكتاب مؤخرا بعد عودته من رحلة العلاج وتشافيه. اهتم مؤخرا بالكتابة وقد سمعت انه أعطى الأخ والصديق العزيز الروائي أمين صالح مسودة رواية من تأليفه للاطلاع عليها قبل نشرها ولكن الموت كان أسرع من النشر. رحمك الله يا صديقي العزيز الفنان القدير ابراهيم بحر رحمة واسعة وغفر لك.. وأسكنك عالي الجنان.. وألهم اهلك وذويك ومحبيك وعشاق ابداعك الفني الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون. لم يجعل من نفسه فنانا سهلا الشاعر علي عبدالله خليفة يرى أن إبراهيم بحر فنان يتميز بأخلاق عالية جدا ويراه فنان نادرا وقديرا من زمن الفرسان النبلاء، مؤكدا علي خليفة: إن بحر انسان لم يبتذل فنه ولم ينزل به إلى الحضيض، بل ظل رفيعا كعلم لا ينحني للعاصفة. ويرى خليفة: إن بحر لم يجعل من نفسه فنانا سهلا بل اختار اعماله بدقه واتقان وعناية، منزها نفسه عن الخلافات التي تحدث في الوسط الفن، مُكنا احتراما للجميع. وأكد خليفة: إن فقدانه خسارة كبيرة للبحرين، ومطلوب من الوسط المسرحي كتابة سيرة هذا الفنان او عمل سينمائي تسجل فيه تجربته على مستوى المسرح والدراما حتى يطلع عليها الأجيال الجديدة. نصيحة في رسالة فكان الوداع وفي جانب آخر ترى الدكتورة سهير المهندي: توفي الفنان العظيم والإعلامي القدير ابراهيم بحر أحد اعلام الفن المسرحي المبدعين تمثيلا وإخراجا بعد حياة امتدت 62 عاما حافلة بالأعمال الفنية التي شكلت علامة فارقة في الحركة المسرحية والفنية بمملكة البحرين، إذ استطاع هذا الفنان ان يترك بصمة فنية تتوارثها الأجيال وأعمالا فنية تذكر كلما شاهدها الجمهور الذي استضاف فنان التراجيديا التمثيلية عبر مسلسلاته التلفزيونية في منازلهم. وأضاف: الفنان الإنسان ابراهيم بحر التقيته شخصا ذا خبرة في الأداء وعالما من الإنسانية في لقاء صحفي وإعلامي حيث كان حديثه حديث النفس، دائما يتحدث بصوت الوطن وللوطن وأعماله تشهد على حبه للوطن، عاصرته في عطاءاته وجهوده الأهلية وسمعت كلماته المتقنة التي تدل على معنى الوطن والوطني من خلال أعماله الفنية التي قدمها بكل حب هو وعائلته. الفنان ابراهيم بحر التقيته قبل اقل من شهر من وفاته بعد مضي زمن طويل وكان آخر لقاء رأيته فيه وحديثه معي لم يطل اكثر من نصف الساعة في مركز عبدالرحمن كانو الثقافي حيث قال لي عندما رآني: «تغيرت وتغيرت احوالنا الصحية، كبرنا والبركة فيكم ولقائي معك جاء بعد سنين طويلة مضت، شغلتنا الحياة فيها بكثير من الأعمال…»، وحينها تحدث مسترسلا: «وجودي في مركز كانو يرجعني إلى علاقاتي بأصدقائي بعيدا عن المصالح حيث الوجود مع الروح والحياة الحلوة»، وضحك قائلا: «ولقاءي بك أسعدني، تذكرتك في اذاعة البحرين حينما كنا نسجل مسلسلات رمضانية واستضفتني في برنامج الملتقى الثقافي، كان لقاء جميلا ولقائي بك اليوم اجمل بعد مرور سنوات طويلة مضت حيث كنا نراك دائما بيننا اعلامية مهتمة بالجانب المسرحي وتغطي همومة حيث نجد ما يشغلنا دائما». وأضاف في هذا اللقاء: «إن وجودك في هذه الأسرة لمركز عبدالرحمن كانو جميل، وجود حب لأسرة الثقافة وبين الأصدقاء الذين تربطهم علاقة طويلة من سنين ولا فارق بينهم كبيرا او صغيرا.. وها انا ألتقي بك بعد ان اخذ منا الزمن الصحة حيث قطعنا زمنا، ونرجع ال،ن لنجدد شباب روحنا بوجودنا هناك حيث لقائنا بأمثالك وغيرهم من اعضاء اسرة الملتقى الثقافي. وقال: نصيحتي لك ان تواصلي وجودك بين المجتمع، فلو قطعت العلاقة فلا ذكرى بينهم وهنا نجد كل صديق في القلب باقيا بيننا بعيدا عن اي عمل او مصلحة؛ حيث كانت كلماته نصيحة في رسالة… فكان الواع.. رحمك الله ايها الفنان العظيم بروحك التي فارقتنا وقلبك الذي ودعنا وترك المحبة والنصيحة التي قدمتها لنا، وداعا حيث تبقى بصماتك شاهدة على صدق كل ما قدمته… لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. إنا لله وإنا إليه راجعون. رائد من رواد الدراما أما الفنان الملحن أحمد سيف فبحزن شديد يقول: تلقيت نبأ وفاة الاخ والصديق الفنان الكبير والقدير إبراهيم بحر وأنقل احزاني وتعازيه إلى اسرته عبر الصفحة الثقافية لجريدة أخبار الخليج الغراء. رحم الله اخي وصديقي الفنان الكبير والقدير ابراهيم بحر رحمة واسعة وأسكنه جنة الفردوس الاعلى بإذنه تعالي. وكنا نسكن في فريجين متقاربين؛ فريج البوخميس وفريج الظاعن، وآخر الايام كان يزورنا في مركز عبدالرحمن كانو الثقافي، وطبعا الفنان المرحوم ابراهيم بحر رائد من رواد الدراما في البحرين، وهو طبعا خريج معهد الكويت وحضرت له مسرحيات كثيرة، وخاصة مسرحية سوق المقاصيص التي ابدع فيها وشاهدت له مسلسلات كثيرة. رحم الله الفنان الاستاذ ابراهيم بحر رحمة واسعة، وإنا لله وإنا إليه راجعون. ألم قاسٍ وبألم قاسٍ يقول الروائي والكاتب السينمائي أمين صالح: إن رحيل إبراهيم بحر خسارة كبيرة جدا جدا على المستويين الشخصي والثقافي، فإبراهيم متميز في الانجاز على مستوى المسرح او التلفزيون وأيضا في السينما وتحديدا في فيلم «الحاجز»، وحضوره الفني والثقافي مهم وكبير، وبالفعل الساحة الفنية والثقافية فقدت هذا الرجل الفنان، عزاؤنا لأسرته ولمحبيه، وإنا لله وإنا إليه راجعون. وتظل الرسالة في رحيل اي مبدع رهان تجربة ليس من السهل تجاوزها وليس من المحال حفظها والسير على نهجها، كونها المشعل المضيء في الزمن الرديء، هكذا هي رسالة راحلنا الفنان القدير إبراهيم بحر، رحمة الله عليه والصبر لأسرته والمنتمين إلى ركبه الفني والثقافي. أحد رموز الفن المسرحي والدراما يقول القاص والفنان ابراهيم راشد الدوسري: الفنان إبراهيم بحر يعد من رموز الفن المسرحي والدراما على مستوى البحرين والخليج العربي. واستطاع الفنان الراحل بحر ان يجسد العديد من الشخصيات، فهو متمكن في اداء مختلف الادوار المسرحية والدرامية لما يمتلكه من موهبة اصيلة، فأعماله العديدة في المسرح والتلفزيون والاذاعة شاهدة على تميزه وحضوره اللافت في الساحة الفنية، ورحيله خسارة للثقافة والفنون في البحرين والخليج العربي كونه قدوة للأجيال الجديدة، لكن لا راد لقضاء الله، رحمة الله عليه، وعزاؤنا لأسرته وذويه. الإنسان الفنان ويختم استطلاعنا المخرج محمد أبو حسن قائلا: ورحل إبراهيم بحر، رحل الانسان والفنان الذي عشق الفن وعشقه الفن.. رحل الفنان والصديق والمربي مخلفا وراءه الحب والمودة والكلمة الصادقة بين الناس، إبراهيم بحر الذي عاش بيننا بقلبه وروحه وإنسانيته كحلم عابر في زوايا ودهاليز المسرح البحريني الذي جمعنا معا في ظلال وافرة عشنا فيها معا. كان دائما في الصف الأول حين يترجل الجميع تلك الخشبة من أجل أن يعطي ولا يأخذ، كان يعمل للفن طوال حياته الفنية داعما ومساندا من أجل النهوض بالحركة الفنية، لذلك تجده في كل مكان.. تجده في النادي الصغير المتواضع قبل المسرح، تجده بين تلك المجموعات التي كان داعما ومساندا لها من دون كلل او ملل. كان هذا الانسان قريبا من الجميع ومنخرطا مع الجميع في اي عمل، لم يكن غافلا ابدا حين يدعى للتعاون والمساندة. هكذا كان إبراهيم بحر الفنان الذي أعطى كل معاني الحب والتعاون في مجال المسرح. رحمك الله برحمته وأسكنك فسيح جناته.
مشاركة :