حمد بن جاسم يُعرِّي تناقض قطر بشأن فلسطين والتطبيع

  • 2/17/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

انشغل الرأي العام الخليجي والعربي والعالمي في الآونة الأخيرة، بتفاصيل محاكمة القرن، بشأن شبهات فساد تورطت فيها قطر في قضية تمويل بنك باركليز البريطاني، وجرت وقائعها في لندن.وكشفت المحاكمة التي يُتهم فيها أربعة من كبار المسؤولين في البنك، جشع ونهم رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم للمال والرشوة، وتحمّله في سبيل ذلك الإهمال وسوء المعاملة التي وصلت في بعض الأحيان إلى الإهانة، لكنه تحمّل كل ذلك من أجل الحصول الأموال والرشاوى.وللتغطية على الفضيحة الجديدة التي تلاحقه أطل حمد بن جاسم؛ أحد أضلع «نظام الحمدين» في الدوحة، الخميس الماضي، بتغريدة على حسابه في «تويتر» انتقد فيها عقد مؤتمر وارسو، واصفاً إياه ب«عرس وارسو»، مؤكداً أنه «ليس ضد التطبيع مع «إسرائيل»، إلا أن تلك العلاقة يجب ألا تكون «على حساب الحقوق الفلسطينية»، بحسب تعبيره.وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو بعنوان: قطر تعمل لصالح «إسرائيل» يفضح تناقض حمد بن جاسم.وأوضح فيديو «مداد نيوز»، أن ابن جاسم هو أول من روّج ل«إسرائيل» في المنطقة، إضافة إلى لقائه بقادتها واستقبالهم في الدوحة، كما أنه تجاهل تصريحات مندوب قطر في غزة بشأن دعم قطر ل«إسرائيل»، وأن الأموال التي تقدمها لغزة هي خدمة لتل أبيب، وليست لمصلحة الشعب الفلسطيني.جدير بالذكر أن قطر شاركت في المؤتمر ممثلة بوزير خارجيتها محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي أظهرت لقطات مصورة تبادله حديثاً ودياً مع رئيس وزراء دولة الاحتلال «الإسرائيلي». وقد تناول الإعلام القطري مشاركة وزير الخارجية بخجل، ولم يركز على مشاركة آل ثاني، بعد أنباء سبق وتحدثت عن مقاطعة قطرية للمؤتمر.وعلى الرغم من تلك التصريحات المتناقضة، تناسى رئيس وزراء قطر السابق، دعم بلاده المتواصل ل«إسرائيل» وعلاقاتها معها، ومتاجرتها بالقضية الفلسطينية طوال الوقت، إضافة إلى الصور المسرّبة لقادة الدوحة مع تل أبيب، كما تجاهل مشاركة وزير خارجية بلاده في المؤتمر.إن مشاركة قطر في مؤتمر وارسو، وانتقاد إعلامها للحضور العربي، ما هو إلا استمرار لمسلسل التناقضات في السياسات القطرية.فالتباين واضح بين ما يعلنه أمير قطر، وما تعلنه شخصيات قطرية و«إخوانية». فقطر تنسق مع «إسرائيل» وتنتقد التطبيع، وهي تدافع عن علاقتها مع واشنطن، وتساعد إيران على الهروب من العقوبات.هذا التناقض يبرز الانقسام القطري بين سياسة رسمية يمثلها الأمير تميم بن حمد وحكومته، وأخرى تفرض نفسها تسيطر عليها شخصيات تمثل الدولة العميقة المرتبطة ب«الإخوان».فرئيس الوزراء السابق حمد بن جاسم وقيادات «إخوانية» ينطلقون من قطر بهجوم لاذع تحت ستار رفض التطبيع مع «إسرائيل»، وضرورة حماية القضية الفلسطينية، بينما تعد الدوحة الدولة العربية الأكثر تنسيقاً مع تل أبيب، بخصوص غزة، حتى إن الأمير تميم كان يرتب لعقد لقاء مع رئيس وزراء «إسرائيل» بنيامين نتنياهو في مايو/أيار الماضي، وذلك في رسالة عاجلة كشفت عنها وسائل إعلام «إسرائيلية».إن مواصلة وسائل إعلام قطرية وشخصيات «إخوانية» في الدوحة، الهجوم على الولايات المتحدة، ومطالبتها بتحييد واشنطن عند تناول الملف الإيراني، هو موقف يتعارض مع ما يعلنه تميم في استراتيجية العلاقات مع واشنطن، وهي علاقة تمثلها قاعدة العديد الأمريكية، لكنك تجد الدوحة تذهب بعيداً في تطوير العلاقات مع إيران، وهو الواضح في تبادل برقيات التهنئة، وفتح خطوط الطيران والتنسيق التجاري.تناقضات قطر تُظهر أن قرارات الدولة العميقة هي الأكثر فاعلية، مما دفع البعض إلى السؤال عن مدى تأثير قادة «الإخوان» المقيمين بالدوحة فيها.

مشاركة :